كيف لي أن أسمّيَ ما بيننا ماضياً ؟ ليس ما بيننا قصةً، ليس تُفَّاحَ إنسٍ وجِنِّ أو دليلاً إلى موسمٍ، أو مكان .. ليس شيئاً يؤرَّخُ: هذا ما تقول تصاريفُ أحشائنا .. كيف لي أن أقول، إذاً، حبُّنا أخذته إليها تجاعيدُ هذا الزمان ؟ - أدونيس
لا أحبُّ الرسائلَ، كلاَّ .. لا أريدُ لحبّيَ هذا الأرق , لا أريدُ له أن يُجَرْجَرَ في كلماتٍ , لا أحبُّ الرسائل، كلاَّ .. لا أريد لأعضائنا أن تسافرَ في مركبٍ من ورق. - أدونيس
كيف لا نستطيع أن نُسكر هذا العصر إلا بأباريق الدم وأنابيق الذرة ؟ كيف لا نعرف أن نرقص إلا على جثث الأصدقاء والأحياء ؟ - أدونيس
سنقول البساطة : في الكون شيءٌ يسمّى الحضور وشيءٌ يُسمى الغيابَ .. نقول الحقيقةَ : نحن الغيابْ , لم تلدنا سماءٌ لم يلدنا ترابْ , إننا زَبدٌ يتبخَّرُ من نَهَرِ الكلماتِ , صدأٌ في السماء وأفلاكها , صدَأُ في الحياةِ. - أدونيس
مَنْ أنا يا أصدقائي ؟ أيّها الرّاؤون والمُسْتَضْعَفون , ليتَني أقدِرُ أن أخرُجَ من جلديَ لا أعرفُ مَنْ كنتُ ؟ ولا مَن سأكونْ؟ - أدونيس
أقول وأكرر، شعري شجرة ليس بين الغصن والغصن، الورقة والورقة إلا أمومة الجذع .. أقول وأكرر، الشعر وردة الرياح، لا الريح بل المهبّ، لا الدورة بل المدار. - أدونيس
أهِيَ البَراءةُ والخطيئةُ في سريرٍ واحد ؟ أَهِيَ الشَّبَكَةُ لا تَصيدُ إلاّ نفسَها ؟ خُذ بيديها أيّها الموج. - أدونيس
كنت لا أجد فرقاً بين جسدٍ برأس يحمل أغصاناً نسميه شجرة، وجسد برأسٍ يحمل خيوطاً رفيعة نسميه إنساناً. - أدونيس
الإقامة أينما كنا مؤقتة غير أنها دائمة في الشعر. - أدونيس
حين يرفض الشاعر الجواب السائد فإنه يرفض موقفاً ثقافياً ومسلكياً بكامله ، أي يرفض نظاماً أخلاقياً ، ورفض النظام الأخلاقي - الثقافي يتضمن رفضاً لأساسه الاقتصادي - الاجتماعي ، هذا الرفض يخلق الفوضى ، فهو مشروع لهدم النظام القائم ، ومن هنا يرفضه النظام القائم ويحاربه. - أدونيس
لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ الأفقَ بقوس قُزَحِ بالفرحِ، تنتظرُ وتسهرُ مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ وتسهر. - أدونيس
حسناً سأخرجُ من وحدتي لكن، إلى أين ؟ - أدونيس
الكتابة العربية المعاصرة هي في معظمها ، نوع من البحث عن زمن ضائع ، بشكل أو آخر : في الماضي فيستعاد أو في الحاضر فيقبض عليه ، أو في المستقبل فيُنتظر مجيئه ، هذا وجه من وجوه نقصها .. كلا ، - لا البحث عن زمن ضائع ، بل نبش المطموس ، المكبوت ، المهمَّش ، المنسيّ لافي الجماعة وحدها ، لافي التاريخ وحده ، وإنما في الذات أيضاً ، نبشُهُ ، واستنطاقه : بهذا نواجه الحرية ، ومسؤولية الحرية ، وفي ضوء هذه المواجه ، تكمن رؤية طريق ما. - أدونيس
إعتقاد الإنسان بأنه يمتلك الحقيقة هو مصدر كل قمع، فهذا الاعتقاد يعتقل العقل: عقل الذات، وعقل الآخر، ذلك أن كلّ اعتقاد من هذا النوع هو بالضرورة إرادة سياسية، وممارسة القوة المرتبطة به، إنما هي الإرهاب والطغيان، بل ربما أصبح قتل الآخر بالنسبة الى الذات التي تعتقد هذا الاعتقاد، جزءاً لا تكتمل إلا به، لأنه يمثل لها الانسجام ويمثل السلام والخلاص. - أدونيس
الإنسان يموت، لكنه أبقى من القبر. - أدونيس
المعرفة العربية السائدة معرفة غير نقدية ، ذلك أنها نشأت وتنشأ في أحضان الجواب ، ومن هنا كان طابعها الغالب فقهياً - شرعياً ، حتى في الآداب والفنون ، وفي هذا ما يوضح كيف أن الثقافة العربية المهيمنة تمارس النقد بصورة غير نقدية ، والفكر والفلسفة بصورة غير فكرية وغير فلسفية ، والعلم بصورة غير علمية ، والشعر والفنّ بطرق غير شعرية وغير فنّية ، الثقافة العربية المهيمنة مجموعة من المؤسسات الاجتماعية - الأخلاقية - السياسية ، إنها ثقافة بلا ثقافة. - أدونيس
حاكيتُ العناصرَ وفشلتُ , إلّا في محاكاة النّار. - أدونيس
فالجنونُ يبدأُ عندما لا يعودُ المحبُ قادراً على الكلام، أي عندما يخونه الكلام، ولهذا كانت لحظة اللقاء الخاطف بين الجنون والكلام، بين جنونٍ يتكلم وكلامٍ يُجنُّ - هي لحظةُ التعبير، أو لحظة الشعر بامتياز، وهي لحظة نادرة. - أدونيس
الكتابة ، بالنسبة إليّ هي هذا البحث السري الغامض من أجل أن نقول ما ننتظره ، وقراءة هذه الكتابة هي كذلك بحث سري ، لا يُدرك من هذا الذي ننتظره إلا الشبح ، كأننا ، كتاباً وقرّاء ، نبحث في النص الفني عما لا يمكن أن نجده ، أو كأننا نريد أن نبلغ ما لا يمكن بلوغه. - أدونيس
أيها البحر يا صديق الجرح ، أيها الجرح يا صديق الملح ، أيها البحر الأبيض ، أيها الفرات يا أياماً بلا رقم ، أيها العاصي يا سريراً بلا طفل ، وأنت يا بردي _ لقد شربتكِ جميعاً وما ارتويت ، لكنّي تعلمت الحب ، ووحده اليأس جدير بالحب. - أدونيس