إن كانت الهزّات العاطفيّة قدرًا مكتوبًا علينا، كما كُتِبَت الزلازل على اليابان، فلنتعلّم من اليابانيّين إذاً، الذين هزموا الزلازل بالاستعداد لها، عندما اكتشفوا أنّهم يعيشون وسط حزامها. يمرّ زلزال خفيف على بلد عربي، فيدمّر مدينة عن بكرة أبيها، ويقضي على الحياة فيها لسنوات عدّة. ذلك أنّ الإنسان العربي قدريّ بطبعه، يترك للحياة مهمّة تدبّر أمره. وفي الحياة، كما في الحبّ، لا يرى أبعد من يومه، وهو جاهز تمامًا لأن يموت ضحيّة الكوارث الطبيعيّة أو الكوارث العشقيّة، لأنّه يحمل في تكوينه جينات التضحيات الغبيّة، للوطن والحاكم المستبدّ، وللعائلة والأصدقاء، فكيف لا... للحبيب. في المقابل، تصمد جزر اليابان يوميًّا في وجه الزلازل. كلّ مرّة تخرج أبراجها واقفة، ويخرج أبناؤها سالمين. عندهم، يُعاد إصلاح أضرار الزلازل في بضعة أيّام؛ وخارج التسونامي.. قلّما تجاوز عددُ الضحايا عددَ أصابع اليد. - احلام مستغانمي
كيف لنا أن نعرف, وسط تلك الثنائيات المضادّة في الحياة, التي تتجاذبنا بين الولادة والموت.. والفرح والحزن.. والانتصارات والهزائم.. والآمال والخيبات.. والحب والكراهية.. والوفاء والخيانات.. أننا لا نختار شيئا مما يصيبنا. وأنّا في مدّنا وجزرنا, وطلوعنا وخسوفنا, محكومون بتسلسل دوريّ للقدر. تفصلنا عن دوراته وتقلّباته الكبرى, مسافة شعره - احلام مستغانمي
كم من قصص حبّ كان يمكن إنقاذها لو فكّر العشّاق بمنطق الموت لا بمنطق الحياة ! - احلام مستغانمي
أمام قصّة صديقتي التي ما زالت تعيشها بكاءً كلّما هاتفتني ، فكّرت أنّ على العشّاق المتناحرين ، المزايدين على الأذى بشراسة الحياة وجبروتها.. أن يتوقّفوا ولو ليوم ، ليفكّروا في احتمال موت أحدهما خلال أشهر القطيعة ، وسنواتها . ليستحضروا بخيالهم جثّة الحبيب ، هامدة باردة قبل أن تُسلِمها الأيدي إلى التراب ، ليبكوه حيًّا حتى لا يبكوه ميتًا ، عندما يكون الوقت قد تأخّر إلى الأبد ، وما عاد له من عيون ليرى دموعهم عليه . عندما لا يعود لطعناتهم على جسده من إيلام.. سيغدو الألم من نصيب مَن كان ممسكًا بالخنجر ! - احلام مستغانمي
كان في تقاطع أقدارنا في تلك النقطة من العالم، أمر مذهل في تزامنه. لن أعرف يوماً إن كان هبة من الحياة . . أو مقلباً من مقالبها ! - احلام مستغانمي
ما من قصة حب إلا وتبدأ بحركة موسيقية، قائد الأوركسترا فيها ليس قلبك، إنّما القدر الذي يُخفي عنك عصاه. بها يقودك نحو سلّم موسيقي لا درج له، مادمت لا تمتلك من سمفونية العمر لا (مفتاح صول) ...ولا القفلة الموسيقية. الموسيقى لا تُمهلك، إنها تمضي بك سِراعاً كما الحياة، جدولاً طرِباً، أو شلالاً هادراً يُلقي بك إلى المصب. تدور بك كفالس محموم، على إيقاعه تبدأ قصص الحب ... وتنتهي. حاذر أن تغادرك حلبة الرقص كي لا تغادرك الحياة. لا تكترث للنغمات التي تتساقط من صولفيج حياتك، فما هي إلا نوتات - احلام مستغانمي
نحن لا نتعلم الحياة من الآخرين . نتعلمها من خدوشنا.. ومن كل ما يبقى منا أرضًا بعد سقوطنا ووقوفنا . - احلام مستغانمي
كم من الأشياء تفعل هذا المساء لأوّل مرّة . أيتها الطيور ، أيتها الجبال ، أيتها الأمواج ، أيتها الينابيع ، أيتها الشلالات ، يا كلّ الكائنات ، إنّي أسمع ناياتك تناديني . أيّتها الحياة ، دعي كمنجاتك تُطيل عزفها.. وهاتي يدك . لمثل هذا الحزن الباذخ بهجة.. راقصيني . - احلام مستغانمي
كان مارسيل بانيول يقول: «تعوّد على اعتبار الأشياء العاديّة.. أشياء يمكن أن تحدث أيضًا». أليس الموت في النهاية شيئًا عاديًّا. ، تمامًا كالميلاد، والحبّ، والزواج، والمرض، والشيخوخة، والغربة والجنون، وأشياء أخرى؟ فما أطول قائمة الأشياء العاديّة التي نتوقّعها فوق العادة، حتى تحدث. ، والتي نعتقد أنّها لا تحدث سوى للآخرين، وأنَّ الحياة لسبب أو لآخر ستوفّر علينا كثيرًا منها، حتَّى نجد أنفسنا يومًا أمامها. عندما أبحث في حياتي اليوم، أجد أنَّ لقائي بك هو الشيء الوحيد الخارق للعادة حقًّا. الشيء الوحيد الذي لم أكن لأتنبّأ به، أو أتوقّع عواقبه عليّ. ، لأنّني كنت أجهل وقتها أنَّ الأشياء غير العاديّة، قد تجرّ معها أيضًا كثيرًا من الأشياء العاديّة. ورغم ذلك.. ما زلت أتساءل بعد كلّ هذه السنوات، أين أضع حبّك اليوم؟ أفي خانة الأشياء العاديّة التي قد تحدث لنا يومًا كأيّة وعكة صحِّيّة أو زلّة قدم.. أو نوبة جنون؟ أم.. أضعه حيث بدأ يومًا؟ كشيء خارق للعادة، كهديّة من كوكب، لم يتوقّع وجوده الفلكيّون. ، أو زلزال لم تتنبّأ به أيّة أجهزة للهزّات الأرضيّة. أكنتِ زلّة قدم.. أم زلّة قدر؟ - احلام مستغانمي
لأن البؤس في ازدياد ، أكبر سوق سيعرفها العالم مستقبلاً، ستكون سوق السعادة. في أميركا وحدها صدر في آخر موسمٍ للنشر 400 كتاب ، كي تدلّك على خريطة الطريق الموصلة إلى باب سعادتك ، وقد يأتي يوم يتولّى فيه ال( g p s) ذلك ، فيُرشد التائهين في أزقة الحياة خلف مِقوَد القدَر، إلى عنوان سعادتهم المنشودة . يكفي أن يتبعوا إرشادات الشاشة ! في انتظار ذلك ، تمّ ترجمة تلك الكتب قبل صدورها إلى لغات «بؤساء» العالم.. أي اللّغات الأوروبيّة. فمحبطيّ ومكتئبيّ الحضارة يُعدّون بالملايين ، والغنيمة أكبر من ألاَّ يتنبَّه لها بائعو الصفقات الوهميّة، في سوق السعادة. إنّها مأساة الدول الغنيّة، التي وضعت تحت تصرُّف مواطنيها كلّ ما يمكن استهلاكه، ومنحتهم القوانين التي تحميهم، لكنها ما وجدت قانوناً يُجنّبهم التعاسة ، أو يقيهم من كآبة الوحدة. فليس للسعادة قانون ولا منطق ولا ثمن. إنّها تَهب نفسها لمَن يعيشها كلّ لحظة كنعمة مهدّدة بالزوال . لا أحتاج إلى قراءة تلك الكتب، لأعرف كيف أكون سعيدة، لقناعتي بأنني أحتاج أحياناً إلى ألمي لأبقى إنسانة وكاتبة. فالسعداء أُناس لا يحدث لهم شيء يستحقُّ الذِّكر . . أو يستحق الكتابة. - احلام مستغانمي
دومًا .. كنت أقول لامرأة كانت أنا : لا تمري عندما تُشعل الحياة أضواءها الحمراء ، تعلمي الوقوف عند حاجز القدر . عبثًا تُزوّرين إشارات المرور ، لا تُؤخذ الأقدار عنوة . وكنت أقول.. لقلب كان قلبي : حاول أن لا تُشبهني ، لا تكن على عجل ، أنظر يمينك ويسارك ، قبل أن تجتاز رصيف الحياة . لا تركب هذا القطار المجنون أثناء سيره . الحالمون يسافرون وقوفًا دائمًا ، لأنهم يأتون دائمًا متأخرين عن الآخرين بخيبة ! وكان يردّ : كل من عرفتِ مشت على أحلامهم عجلات الوطن . والذين أحببتِ ، تبعثروا في قطار القدر . فاعبري حيث شئت ، ستموتين حتمًا.. في حادث حبّ ! - احلام مستغانمي
دهمها إحساس بالفقر لافتقارها إلى قناع . كان عليها أن تسرق منه أحد أقنعته . الجميع حولها يملك أكثر من وجه ، وهي تواجه الحياة سافرة . إنها تطالب بحقها في امتلاك قناع . القناع كان سيوفّر عليها كثيرا من الخسارات ، والنضالات ، والآلام ، ويعفيها من ضريبة الحياء ، ويخفي عن الآخرين ما ترك البكاء من أثر في وجهها .(الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ . كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج ( المكتوب ) . لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما . ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره ، ليأخذ هذا الشخص دون سواه ، بهذه الطريقة لا بأخرى ، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت . لكن الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين ، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه ، ويصفوا لنا سحره وأهواله ، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه ، لوجه الله .. أو لوجه الأدب . (من كتاب نسيان.كم) - احلام مستغانمي
قرأت يوماً بأن ميخائيل نعيمه أحب أثناء دراسته فتاة روسية ولم يتزوجا ، بعد 80 عام كتب بوصية " أتركوا باب الضريح مفتوحا ؛ لعلها تأتي !" فهل حقًا يستحق من أحببناهم ولم يأتوا ، أن ننتظرهم إلى ما بعد الحياة ؟ - أحلام مستغانمي
لتنجو في هذه الحياة عليك أن تكون خفيفاً ، ألا تتعلق بشيء ولا بأحد ، ما دام تناله ينال منك ، وما تملكه تشقى به ، فبعض الشقاء سببه ياء الجشع حين تخلق لدينا هوس جمع المزيد منها ، في جميع الحالات ، ما لا تفارقه سيفارقك ، لا أحد يمتلك أحداً أو شيئاً حقاً ، أو يضمن الاستحواذ الأبدي عليه. - أحلام مستغانمي
حين كتبت "إن لحظة حب تبرّرُ عمرا كاملا من الإنتظار" ما كنت قد قرأت بأن ميخائيل نعيمه أحب أثناء دراسته فتاة روسية ولم يتزوجا ، بعد 80 عام كتب بوصية " أتركوا باب الضريح مفتوحا ؛لعلها تأتي!" فهل حقًا يستحق من أحببناهم ولم يأتوا، أن ننتظرهم إلى مابعد الحياة ؟ - أحلام مستغانمي
علّمتني الحياة أن أصدّق نصيحة أندريه مالرو " لا تهيّء أفراحك " ، فالخيبات الكبرى تأتي دائماً على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة. - أحلام مستغانمي
ربما تهديك الحياة كل جمالها في شخص. - أحلام مستغانمي
على مدى عمرٍ خنت الشعر .. كنت دائمة الانشغال عنه بكتابة ما يفوقه شاعرية .. حرصت أن تكون الحياة هي قصيدتي الأجمل .. لاتبحثوا في هذه النصوص عن أشعاري .. ما هذه المجموعة سوى مراكب ورقية لإمرأة محمولة على أمواج اللهفة، ما ترك لها الحب من يد سوى للتجديف بقلم. - أحلام مستغانمي
أي علم هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحب في أقراص ، أو زجاجة دواء نتناولها سرًّا ، عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه. - احلام مستغانمي