139 مقولة عن الحاج مالك الشباز :

إني أكتب اليوم عن أمي , ولكن كل واحد منكم سيقرأ فيه الحديث عن أمه هو , ألم يقل سبنسر إن الجميع يبكون في المآتم , ولكن كلاّ يبكي على ميّته ؟ فمن قعد يقرأ هذه الحلقة وله أم فليتدارك ما بقي من أيامها , لئلا يصبح يوماً فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها , وإن كانت عجوزاً أو كانت مريضة أو كانت مزعجة بكثرة طلباتها , فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يوماً أحوج إليها , وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها , وأنها حملتك في بطنها فكنت عضواً من أعضائها يتغذى من دمها , ثم وضعتك كرهاً عنها , انتزعت منها انتزاع روحها , أما أبصرت يوماً حاملاً في شهرها التاسع , بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام ؟ وإن لم تر بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها ؟ ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب ؟ لو سبب لك إنسان عشر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته , هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته , ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها , ثم تضمه إلى صدرها فتحس كأن روحها التي كادت تفارقها قد ردت إليها , وتلقمه ثديها ليمتص حياتها , فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها. - علي الطنطاوي

     
مواضيع متعلقة ذات صلة
حالات واتس اب