فهل من الممكن أن أظل لعشر دقائق أخرى لحين إنقطاع المطر ؟ أكيد بأني سأرحل بعد رحيل الغيوم .. وبعد هدوء الرياح .. وإلا فسأنزل ضيفا عليك إلى أن يجيء الصباح .. وعدتك أن لا أحبك مثل المجانين في المرة الثانية , وأن لا أهاجم مثل العصافير أشجار تفاحك العالية .. وأن لا أمشط شعرك حين تنامين يا قطتي الغالية .. وعدتك أن لا أضيع بقية عقلي إذا ما سقطت على جسدي نجمة حافية .. وعدت بكبح جماح جنوني ويسعدني أنني لا أزال شديد التطرف حين أحب .. تماما كما كنت .. في السنة الماضية .. وعدتك أن لا أخبئ وجهي بغابات شعرك طيلة عام .. وأن لا أصيد المحار على رماد عينيك طيلة عام .. فكيف أقول كلاما سخيفا كهذا الكلام .. وعيناك داري ودار سلام .. وكيف سمحت لنفسي بجرح شعور الرخام .. وبيني وبينك خبز وملح وشدو حمام. - نزار قباني
كيف يكون الشيء أمامك ولا تراه, كيف تتحول إلى اعمى كما لو انك لا تملك من هذا العالم الواسع غير زوايا البيت وبواباته التي تغلقها اخر الليل , خائفا ان تفقد هذه الزوايا!! أم خائفا من دخول العالم فجأة إلى داخل بيتك ؟ - إبراهيم نصر الله
قلت: لكنكِ تعيشين هنا وحدك , قالت: معي خالق الليل والنهار. - نجيب محفوظ
ما زلتُ أعرف أن الشوق معصيتي .. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه .. قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني .. كيف انقضى العيد .. وانقضت لياليه.. يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني.. كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه.. حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا.. عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه.. مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني.. قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه.. أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني.. ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه.. ولتسألي الليل هل نامت جوانحه.. ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه.. يا فارس العشق هل في الحب مغفرة.. حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه. - فاروق جويدة
دخل أديب على الخليفة عبدالملك بن مروان فوجده يقرأ فقال له : يا أمير المؤمنين إن الكتاب أنبل جليس , وآنس أنيس , وأصدق صديق , وأحفظ رفيق , وأكرم مصاحب , وأفصح مخاطب , وأبلغ ناطق , وأكتم وامق (محب) , يورد إاليك ولا يصدر عنك , ويحكي لك , ولا يحكي عنك , إن أودعته سراً كتمه , وإن استحفظته علماً حفظه , وإن فاتحته فاتحك , وإن فاوضته فاوضك , وإن جاريته جاراك , ينشط بنشاطك , ويغتبط باغتباطك , ولا يخفي عنك ذكراً , ولا يفشي لك سراً , إن نشرته شهد , وإن طويته رقد , وخفيف المؤونة , كثير المعونة , حاضر كمعدوم , غائب كمعلوم , لا تتصنع له عند حضوره في خلوتك , ولا تحتشم له في حال وحدتك , في الليل نعم السمير , وفي النهار نعم المشير .. فقال عبدالملك بن مروان : لقد حببت اليّ الكتاب , وعظمتَّه في نفسى , وحسَّنته في عيني. - أنيس منصور
لأن الليل وحده يملك مفاتيح تعرية افلاسك، وانت بحكم عروبتك عارٍ جداً وتحتاج إلى اوهام تدثر عارك، او تدثر عريك، لا فرق! عندما تصبح هويتك عورة في عالم يناقض كل بديهياتك، لا شيء هنا أعرفه، لا شيء هنا يعرفني. - بثينة العيسى
وفي كفيك هدوءٌ يزيد من لوعتي .. وشيءٌ من صدى كلماتك يملأ عليَّ خلوتي .. وليلٌ كل ليل يجمع ثلاثة .. خلوةُ صمتٍ ولوعةُ شوقٍ وبضعٌ مني .. يحصون عبثاً بعد خطاك عن خطوتي. - محمود أغيورلي
سيأتي إليكِ زمان جديد .. ويصبح وجهي خيالاً عَبَر , ونقرأ في الليل شعراً جميلاً .. يذوب حنيناً كضوء القمر , وفي لحظة نستعيد الزمان .. ونذكر عمراً مضى واندثر , فيرجع للقلب دفء الحياة .. وينساب كالضوء صوت المطر , ولن نستعيد حكايا العتاب .. ولا من أحب ولا من غدر. - فاروق جويدة
سيأتى إليكِ زمان جديد .. وفي موكب الشوق يمضي زماني , وقد يحمل الروض زهراً ندياً .. ويرجع للقلب عطر الأماني , وقد يسكب الليل لحناً شجياً .. فيأتيكِ صوتي حزين الأغاني , وقد يحمل العمر حلماً وليداً .. لحب جديد سيأتي مكاني , ولكن قلبكِ مهما افترقنا .. سيشتاق صوتي وذكرى حناني. - فاروق جويدة
تاهت مرساني ! أضاعتني وأضاعت رمل الشطآنِ , بحثتُ طويلاً لكنّي لم أجد سبيلاً يهديني لنجاتي , خنَقتني عبراتي ! أفسدَتني وأفسدَت زهوَ المرجان , بكيتُ كثيراً لكني لم أفقد وعيي وبقيتُ بصحبةِ هذياني , ذاك الغروب يخونني , يخيفني , وآهٍ من ما هو آتِ , لم أشعر يوماً أن الليل مخيفٌ جداً , وأن الموج محبّ شرسٌ يحرمني دفء الأحباب , وقفتُ , صرختُ ولكن ! لا حياة لمَن تُنادي ! - مثل الحسبان
بكأس الشراب المرصّع باللازورد انتظرها، على بركة الماء حول السماء وزهر الكولونيا انتظرها، بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال انتظرها، بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف انتظرها، بنار البخور النسائي ملء المكان انتظرها، برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول انتظرها، ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلت قبل موعدها فانتظرها، ولا تُجفل الطير فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها وانتظرها، لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة وانتظرها، وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب انتظرها، وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها، ومسّ على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها، تحدث إليها كما يتحدث ناي إلى وتر خائف في الكمان، كأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما وانتظرها ، ولمّع لها ليلها خاتما خاتما ، وانتظرها إلى ان يقول لك الليل: لم يبق غيركما في الوجود ، فخذها برفق، إلى موتك المشتهى وانتظرها. - محمود درويش
المترفون عندهم الكثير من الوسائد , تبتلع بكاءهم طوال الليل .. الصعلوك عنده ريشة حمامة بيضاء لكنه ينام بعمق. - بثينة العيسى
يُغري الليل الطُغاة تماماً كما يُغري العاشقين , ويُغري النور الحُفاة تماماً كما يُغري الكادحين. - مثل الحسبان
انزع حبيبي معطف السفر , وابق معي حتى نهايات العمر , فما انا مجنونه كي اوقف القضاء والقدر , وما انا مجنونه كي اطفئ القمر , ماذا انا لو انت لا تحبني , ما الليل ما النهار ما النجوم ما السهر , ستصبح الايام لا طعم لها , وتصبح الحقول لها لون لها , وتصبح الاشكال لا شكل لها , ويصبح الربيع مستحيلا والعمر مستحيلا .. ابق حبيبي دائما كي يورق الشجر , ابق حبيبي دائما كي يهطل المطر , ابق حبيبي دائما كي تطلع الوردة من قلب حجر , لا تكترث بكل ما اقول يا حبيبي , في زمن الوحدة او وقت الضجر , وابق معي اذا انا سألتك الرحيلاَ. - نزار قباني
هي وحيدة في الليل وهو يعيش بداخلها. - بهاء طاهر
ضوء الليل المصطنع يُفقدنا متعة الحلم ! فلو كان الله يُريد لنا أن نبصر ليلاً لخلق الليل مضيء تماماً كما هو النهار , إلا أن حاجة الإنسان لوقت إضافي لرؤية وإصلاح واقعه جعلته يكتشف الكهرباء .. ! أما أنا وغيري الكثير - وكلّ له أسبابه - فلا حاجة لنا بالإلتصاق بالواقع مرتين في اليوم ولا نريد تغييره .. لذا أطفئوا علينا الضوء ودعونا نحلم بهدوء ! - مثل الحسبان
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي .. ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ , عطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي .. من جِسميَ المُضنى ، وقلبي المُدنَفِ , فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي .. والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي , لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلا تُضع .. سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرجِفِ , واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى .. جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ ؟ - ابن الفارض
أريحيني على صدرك لأني متعب مثلك , دعي اسمي وعنواني وماذا كنت , سنين العمر تخنقها دروب الصمت , وجئت إليك لا أدري لماذا جئت , فخلف الباب أمطار تطاردني , شتاء قاتم الأنفاس يخنقني , وأقدام بلون الليل تسحقني , وليس لدي أحباب ولا بيت ليؤويني من الطوفان , وجئت إليك تحملني رياح الشك للإيمان , فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك أم أمضي مع الأحزان , وهل في الناس من يعطي بلا ثمن بلا دين بلا ميزان ؟ - فاروق جويدة
أخاف الظلم حين لا أمتلك الشجاعة الكافيه لتحقيق العدالة ، أخاف الليل حين أكون على يقين تام بأن نور النهار الساطع لا يستطيع إختراق الظلمة التي في داخلي ، أخاف القبر حين لا أعلم مصير جسدي الذي حافظت عليه سنينا طويلة ، أخاف الفرح الذي تتساوى شدته بشدة الحزن الذي يلي فقدانه ، أخاف الحب حين لا أدرك مئة في المئة بأن مشاعري لن تضيع هباءا ، أخاف التعلق بالإنسان والأشياء وفقدانها ، أخاف الحياة لأنني جررت إليها جرا بلا إذن مني ، أخاف الأمل حين أرى من هم قد فقدوه لأسباب مقنعة ، أخاف الله حين يعرف ما في داخلي وأجهل حكمته وقوانينه ، أخاف عيني حين تمتلئ بالدموع وتضغط على قلبي ، أخاف توقفه ، أخاف البحر حين يهيج بلا سابق إنذار ، أخاف القمر حين يكون بدرا ويخفت نوره شيئا فشيء ويغيب ، أخاف نفسي حين تحاصرني وتجبرني على أن أفهمها ولا أستطيع ، أخاف الطريق حين لا أستطيع أن أرى نهايته ، أخاف الشمس حين تنير لي الطريق وتحرقني إن حاولت الاقتراب منها ، أخاف الوجوه العابسة والضاحكة والغامضة والغريبه ، أخاف كل الوجوه حين لا أستطيع التلاعب بها وتغييرها للأفضل ، أخاف الموتى حين أدعو لهم ولا يردون الدعاء ، أخاف عمري حين يمضي وأنا أخاف. - مثل الحسبان
كيف تحافظ الزوجة على زوجها وتجعل حبه يدوم ؟ لا توجد إلا وسيلة واحدة ، أن تتغير ، وتتحول كل يوم إلى امرأة جديدة ، ولا تعطي نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده في اللحظة التي يظن أنه استحوذ عليها ، وتنام كالكتكوت فى حضنه في اللحظة التى يظن أنه فقدها ، و =تُفاجئه بألوان من العاطفة و =الاقبال و =الادبار لا يتوقعها ، وتحيط نفسها بجو متغير ، وتُبدل ديكور البيت وتفصيله ، وألوان الطعام وتقديمها .. على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ، وعلى الزوج أن يكون فناناً ليحتفظ بحب زوجته ملتهباً متجدداً ، عليه أن يكون جديداً في لبسه وفي كلامه وفي غزله ، وأن يغير النكتة التي يقولها آخر الليل ، والطريقة التي يقضي بها إجازة الأسبوع ، ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة. - مصطفى محمود