والقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت .. يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن .. يلقون بك في قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكي على تلك المزق الآدمية التي تعرف أنها أنت، تبكي على حالك وعلى هجر حبيب في الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلي بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين .. وحدك في سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذي يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار .. وحدك في سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك .. يصير لك رفاق يسكنون معك في قبو أيامك ولياليك .. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء في عتمة الجدار. - رضوى عاشور
المرض في هذا العالم فريضة .. والعذاب ضريبة واجبة لهذه القلوب التى تطفح بالكراهية .. لا بد أن نمرض لأن العالم مريض وعلاقاته مريضة. - مصطفى محمود
ليسَ لديّ ما أقولُ من كلمات .. ! ولكن ! للمرة الأولى سأفعل ما تفعل الفَتيات ! يعتكفُ الشبّان في المَنازل بلا عملٍ رُفات ! تبقى الإناثُ بلا أزواج في ظل حضرة العاهرات ! ينعقدُ اللسان دونما حَبل أمامَ لعنة السُلطات ! ليسَ عجباً أن تتساءل في نفسك أين ذهبت تلك الخيرات ؟ وتُجيبكَ نفسُك بأنها ألماسات معلقة في صدور السموّات ! ليسَ عجباً أن تقرأ في الصحف أن البلادَ تشهد اليومَ انفلات ! وتبقى أنتَ والعالَم غارقاً في سُبات ! أعرَفتُم كم من الكلمات يستطعن الإناث أن يقُلن وهنّ ضاجرات ؟ - مثل الحسبان
ولكم تغنّى في هواه الذي .. لا يعرف الفرق ما بين المعاني والكلام , ولكم تأثر مقشعراً في مديحه الذي .. لا يعرف الشكوى ولا الحرمان , ولكم سالت دموع واحمرّت وجوه .. وتعالت الصرخات وتلاشى السلام , مزاودين على حب الوطن .. مدافعين عن ترابه في الصحو وفي المنام , متناسين أن ما هكذا يحيا الوطن .. ولا هكذا يطلب الله في القرآن , معاندين مسافحين متعالين .. متجاهلين أن الأوطان تحيا بالإنسان , إن الشعوب هي التي تسقي ثرى الأوطان .. بالماء والدماء والأولاد والأكفان , هي التي تشعل القلوب والأجساد جمراً .. يدفي شاعر الوطن والسلطان , هي التي تعصر أحزانها وأشجانها .. وتستحم بها على مرآى من الجيران , هي التي تمشي على أكبادها وجلودها .. خوفاً وفزعاً من خطى السجّان , فارموا طبولكم وكفّوا عن التصفيق .. والتمجيد والتسحيج والإذعان , ما هكذا يحيا الوطن .. لا يحيا الوطن إلا بالإنسان. - مثل الحسبان
الصدفة تسير أحيانا بتوقيت القلوب. - واسيني الأعرج
حين تشعر أن جميع ما في الكون من كلمات لا تكفي لوصف شعورك في لحظة ما ... توقف عن الكتابة ، حين ترى أن الحياة لا تستحق أن تعاش وأنك دمية يحركها شيء ما تجهله ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع تقبل الضعف الإنساني على حاله والتعايش معه ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول جميع من هم حولك اقناعك بأن الزمان زمانك وما هو بزمانك ... توقف عن الكتابة ، حين تدور وتدور بحثا عن شبيهك ولم تجده ... توقف عن الكتابة ، حين تقع في مصيبة ولا تدري ما الحكمة من ذلك ... توقف عن الكتابة ، حين يراك الآخرون جسدا بلا روح ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع شراء قلما لتكتب ... توقف عن الكتابة ، حين تشعر بأن الكلمة كالسكين تسن على رقبتك ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول الآخرون اقناعك بأن الحق باطل والباطل حق ... توقف عن الكتابة ، حين تملك في روحك الأمل ولا تستطيع رؤيته في عينيك توقف عن الكتابة ، حين تشعر بالضياع وسنين عمرك لم يقدر لها أن تنتهي بعد ... توقف عن الكتابة ، حين تكون مثلي أنا ... توقف عن الكتابة والحياة. - مثل الحسبان
من الصعب جدا على بني آدم أن يعصي طبيعته البشرية ، كأن يقاوم النوم ، الطعام ، الحب ، وغيرها الكثير من الأشياء التي هي أساس حياته ، إلا أن الحياة بكل ما فيها تجبرنا على أن ننسلخ عن طبيعتنا ، لدرجة تجعلنا نقسم أن هذا الإنسان الضعيف الودود المحب قد أصبح بمقدوره أن يفترس ويجرح ويكذب ويخون ، وتجعلنا بالتالي نراه بصورة لا تستطيع قلوبنا الصافية - التي ما زالت تقاوم زلزال الحياة - تقبلها وتحملها. - مثل الحسبان
في رحلة العمر أيام لنا ضحكت فيها القلوب وهز الفرح أعماقا. - فاروق جويدة
لا أحبُّ الرسائلَ، كلاَّ .. لا أريدُ لحبّيَ هذا الأرق , لا أريدُ له أن يُجَرْجَرَ في كلماتٍ , لا أحبُّ الرسائل، كلاَّ .. لا أريد لأعضائنا أن تسافرَ في مركبٍ من ورق. - أدونيس
يالله حجابك رغم هذه السماء الصافية كثيف ، توجتني بتاج العقل ، وأبقيتني طالباً فقيداً يعجزه المسطور في الكتاب ، هل أودعت يا رب هذا القلب جواب السؤال ؟ وكيف أشق صدري وأغسل قلبي من كل شائبة ، فيصفو كما المرآة وينجلي ، فأشاهد فيه معنى الحكاية والهدف؟! - رضوى عاشور
فى داخلنا يَصدَحُ صوتٌ بأبياتٍ من "خِسرو" ، بمَقطَعٍ من "شِيرين" , صوتٌ هادئٌ يَستَثيرُنا وأحياناً كلماتٌ مثيرةٌ تَجعَلُنا هادئين. - جلال الدين الرومي
عندما مات أبي، لم أجد ما أقوله، لم أكتب، لم أتلق العزاء، ولا عاتبت أحدا لأنه لم يمد لي يدا يطلب السلوان لي والجنة لوالدي؛ فقد كان من الضروري أن أشعر بأن والدي قد غاب، قد بعد عني، كان يجب أن أناديه فإذا لم يرد أدركت أنه ليس هناك؛ وإذا عاودت النداء أيقنت أنني وأنه لسنا هنا؛ فبيننا مسافات في المكان والزمان، ولم أكن في حاجةٍ إلى معجزة لكي أشعر بذلك ، فقد اقتربت منه وفتح عينيه وقال كلمة، ولما لم أجد ابتسامته الرقيقة أدركت أنه مات، فقد كان الابتسام مثل النقط فوق وتحت الحروف، فهو إذا قال ثلاث كلمات ابتسم خمس مرات، وكان لابد أن أقنع عقلي وقلبي، وأن أعيد ترتيب حياتي كلها قبل أن أشيع في وجودي كله أنه قد مات، ولذلك احتجت بعض الوقت لكي أرى أوضح وأسمع أعمق وأفكر أبعد لكي أسترجع الذي كان، فأجعله كأنه ما يزال حيا أمامي. - أنيس منصور
كيف تُمزّق نبوّات الدجّالين – سياسيين ومنظّرين، كيف يُصنع العالمُ بيد الحرية، كيف تكتب القصيدة بلا كلمات، كيف تُحرثُ الأرض بالحب، وتُحرسُ بالعدالة والكرامة: ذلك ما نتعلّمه، الآن، في شوارع المدن العربية وساحاتها. - أدونيس
ما أتفه الدنيا إذا كانت القلوب تنقلب في غمضة عين. - نجيب محفوظ
ليت الذي خلق العيون السودا .. خلق القلوب الخافقات حديدا. - إيليا أبو ماضي
وبسمة العيد فيها الورد منتشر .. والزهر مزدهر يلقي بأنفاس , تراقصت كلمات الشعر من فرح .. والطير غنى فأشجى كل إحساس. - عبد الرحمن الأهدل
ما أكثر الغزاة الذين مروا وأحرقوا الأخضر واليابس، وما أشجع الذين ماتوا وهم يحاولون سد الثغرات في أسوار المدن، وما أقل الحالمين وما أقصر عمرهم، وما أجمل النساء وما أسرع تقلباتهن، وما أشد ارتفاع الطيور وما أوهن أجسادها، وما أثقل السحب وما أشح المطر، وما أعتى حكام هذا الزمان وكل زمان، وما أوهن ما شيدوا، ما أكثر الغناء دون طرب، وما أجمل كلمات الحب وأندر لحظات العشق. - محمد المنسي قنديل
أتعس القلوب وأشقاها، أرقها حسًّا وأرهفها شعورا. - ميخائيل نعيمة
القصف مستعر بليل حالك .. ونهار غـزة لوعة ونداء , يا جرح غزة في القلوب مواجع .. ومن الرياح نوائب وبلاء. - ريان عبدالرزاق الشققي
إن كانت الأرض بالإنصاف قد بخلت! .. في جنة الخلد نلقى العدل راضينا , في رحمة الله أبواب مجنحة .. تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا. - فاروق جويدة