وتظن اننا افترقنا؛ أثبت لي.. وانت من يتحين الليل ليكتب، من يستعطف الطريق ليقف، من يرتجي الضوء ليراقب، من يوهم النوم ليهرب، من يرمي الموج ليصطاد الزرقة، من يغوي النجم ليتدلى، من يهمس للقلب بسر القلب، من يغري الشوق بـ الرد، ومن يغمض العين على آخر حرفٍ أنا كتبته!!. - إلهام المجيد
وكانت له.. منطقته من الحزن؛ ومنطقه في الوصف، وكان له جزيل من الصبر ووفير في اللوم، وكان له براعة من الظن وقناعة في التصديق، وكان له خطو من الاياب وسعي في الغياب، وكان له مديد من الندم وعديد في البكاء، وكان له اصابع للتوهم؛ واخرى للوداع، ولم يكن لي نصيب منه ؛ بل كثير في هذا وذاك..!!. - إلهام المجيد
كنا نظن اننا في مأمن من الحب.. ننام مطمئنون ونصحو وفي خلدنا ان باب القلب المغلق بمزلاج عصي على الفتح، على الدمع، على الحزن والحرمان، كنا نحسب ان المسافات تحمي، والأسوار تمنع، والسكوت يقصي، والعزلة تدرأ، وإخفاء الوجوه والقلوب من خلف الف باب وحجاب عصمة!!. - إلهام المجيد
وكان همه كدر الحب ؛ لا صفو الحب..! وكان غرضه حزن الغد لا سرور اليوم، وكان شاغله عد الاسى لا احصاء الحبور، وكان بغيته تقصي اللوعة لا انتظار البهجة، وكان قصده عزم الوجد لا جَنْي الود، وكان طلبه سعي الفراق لا دَأَب البقاء، وكان رجاؤه سراب الوجوه لا صواب القلوب!!. - إلهام المجيد
عدلٌ مع الفراق وجائر مع اللقاء، ولو خُيرت بين أن ترجع وبين أن تتخلص من عبء القلب لاخترت مشقة الحيرة على هوان الاختيار، مثلك يحمل راية الرحيل حتى ولو لاحت في افقه الهزيمة، ومثلي من يرجح الشقاء على الف بقاء بلا وجهٍ وبلا قلبٍ وبلا ملامح وبلا أنفاسٍ لحي على الحب يُنسب!. - إلهام المجيد
وما أشد قربك لولا فطرة بعدك، وما ادنى شوقك لولا نَأَي حرفك، وما احن عتابك لولا قسوة ظنك، وما اندى رجوعك لولا صلابة رشدك، وما اوفى قلبك لولا خيانة حبرك، وما أبقى ودك لولا غية فراقك، وما أصدق خِطَابك لولا طيع صمتك، وما الطف مجيئك لولا غلظة غيابك، وما أوضح ظلك لولا عتمة سرابك!. - إلهام المجيد
وفيما بعد.. اصبحت اشبهك إلى حدٍ ما، إلى حزنٍ ما، إلى رعبٍ ما! وفيما بعد.. اصبحت أسكت عن حقي بك، عن عتابي فيك، عن الرد المدسوس إليك وعما يضمره القلب وعما تخنقه اليد! وفيما بعد.. اصبحت اقف امامك طويلا، واشرد طويلا واتعب طويلا؛ و يخونني الفم، وتغدر بي القدم!. - إلهام المجيد
آن لقلبك الذي بعثرني وانصرف ان..يرجع!! آن لوجهك الذي لازمني اوفى من ظلي ان... يعود! آن لاصابعك التي اجتهدت في كتابة الرسائل وفي الإكثار من عبارة إلى الأبد ان تحدد لي في اي اتجاه راح الأبد! آن لصوتك الهارب من اعترافه الأول وقراره الأخير ان يقف امامي للحظة قصاص واحدة!!. - إلهام المجيد
لم تتعبنا الوجوه العدة.. وجه البشاشة، وجه المحبة، وجه التسامح، وجه المغفرة، وجه التجلد، وجه الهزيمة، وجه الخيبة، وجه الذئب في هيئة حمل؛ وجه الأسف، وجه التردد، وجه الضعف، وجه الخديعة، وجه التصنع، وجه الغيرة، وجه الغضب، لم تتعبنا الوجوه العدة، لكن وجه الحقيقة قد فعل!!. - إلهام المجيد
عدت منك ورسائلك بين يدي، وعيني شاردة صوبك، وقلبي بين يديك.. عدت منك وقد نسيت مالذي قد ارجعني إليك، وماذا كتبت لك، وفيمَ دار حديثنا، وماذا قرأت لك وماذا أبقيت معك!! عدت منك وفي قلبي عصفور يرقص، واشجار تتمايل واعمدة نور لا تنطفىء ودرب مازال بالشوق مبلل..!. - إلهام المجيد
العاشق بمعنى الكلمة؛ المتمرس في الهدوء؛ الساكن على كل حال للعاصفة؛ المنتمي إلى قومية الشوق؛ المعتلي قمة القلب الشاسعة، الخجول كما الاطفال، الجريء كما هو الشتاء، المزهو بربيع القلب ولو في غير موسم، الميال إلى البحر والزوارق وأسراب السنونو-؛ الهادر بموج عينيه.. المكتفي بكلمة عشق واحدة على سبيل الوعد، المقر المعترف برصيده من الدهشة، واضع اليد على أرض الحب وفسحة الحب وما حولها، المسافر على متن قلبي دون تذكرة للسفر، المبحر في لجة الروح دون ريبة من الغرق-؛ العائد إلي دون غياب ودون وعدٍ للرجوع، المقيم، النزيل وغير عابر السبيل الذي جال بأحلامي.. و الممسك بزمام الطفولة وبراءة المشهد... - إلهام المجيد
ستظل تكتب لروح واحدة.. لوجه واحد، لقلب واحد، باتجاه واحد وصوب غاية واحدة!! ستبقى مرآة لما يقول وما لايقرا ولما سيسكت عنه أو يسكن إليه! ستنال رضاه عشرات المرات وظنه وسخطه، و لن تعرف غير مداه ولن تكون طوافا الا حول فلك خاطره ومداره!!. - إلهام المجيد
و بين كل الاحتمالات هناك قلبك.. أظنه قد سرقني يوما و أَمْعَنَ بالحب و أَسْهَبَ في الشوق وطَغَى!! و من بين كل الافتراضات هناك أنت وعلى ما أذكر.. كنت بيني وبين النسيان؛ وبيني وبين التَمني، وبيني وبين التردد، وبيني وبين الفَزَع، وبيني وبين التلاشي، وبيني وبين الافتراءات!. - إلهام المجيد
وكان اذا شعر بفراغ قلبه كتبها من غير ظن وخفف عنها سياط التهم وانصفها من الزمان ونفسه! وكان اذا رجع إليها من بعد جرح واسف فتح لها القلب واوسع الكف وكتبها بكرم المتيم وبهاء العاشق، وكان اذا رضي عنها أوسع لها متكا العين وفسيح المدح وبليغ الفقد وأثير الوجد!!. - إلهام المجيد
وكان إذا أعتاد وجودها أقصاها من غير سبب ودفعها من غير قصد وبكاها من غير حد! وكان إذا اشتاقها دسها بين الورق من غير روح ودفع بها إلى العتاب من غير جناية وزج بها إلى النهاية من غير تقصير و ذنب، وكان إذا ابقاها فـ خيال من حروف وسراب من تمني، وبكاء من زهد وحسرة من تفريط!. - إلهام المجيد
وكان إذا شَرع إليها باب الوصل ركضت إليه بقلبها بلا وعي وبلا ردع وبلا مراجعة للعقل ولا حيرة، وكان إذا أشار إليها بالبنان هرعت إليه بالبيان واغدقت بالحبر وبالشوق والنداء، وكانت إذا تعقب خيالها من بعد يأس وغياب انزوت إلى الورق لـ تندب الرسائل التي احترقت بلا جَدْوَى!. - إلهام المجيد
وكان إذا تحدث إليها بلغت غايتها من الفرح، وكان إذا نظر إليها بلغت؛ اربها من الحياة، وكان إذا افضى إليها بسره وسروره بلغت منيتها من الوجود، وكان إذا تمنى عليها الأماني بلغت مُنْتَهى ما تصبو له النفس من الراحة، وكان إذا سكت سلبها كل ذلك جملة وتفصيلا..!. - إلهام المجيد
كنت خائفة من الفراق، من مسافات القلوب؛ والاسماء والوجوه!! كنت الأكثر رعبا فيما يتعلق بالليل وصنيع العمر، ورخاوة الاصابع وتجاعيد الرسائل والورق! كنت لاجئة بارادتها الى الجدران المتهالكة والوعود المتهاوية واللحظات الواهنة والأكتاف الأضعف من أن تكون في يومٍ سند!!. - إلهام المجيد
أ_تظنني لا أقوى على حرق المراكب؟ لا اجرؤ على ذر رماد الرسائل! لن اقدر على محو الوجوه! لن احاول غلق الأبواب؟! أ_وتحسبني اضعف من أن ارد الصمت بصاعين! الفراق بمثيله! التخلي عن القلب بجرةِ حزن، و النيل من الكَسْب بالترك! و الحِيازَة عليك بالتفريط؟!. - إلهام المجيد
للوهلة الاولى كنتُ سأنسى.. فأغفر لك واخفف حدة العتب والملامة!! للمرة الألف كنتُ بضعف القلب، بوهن القلب، بتعب القلب سـ أمحو موقف الزجر، مشهد الأعذار، مظهر البرودة، نبرة الحزن المفتعل، تلويحة الفراق وصفقة الباب في وجه قلبي!!. - إلهام المجيد