فيا قارئي يا رفيق الطريق , أنا الشفتان وأنت الصدى , سألتك بالله آن ناعماً , إذا ما ضممت حروفي غداً , تذآر وأنت تمر عليها , عذاب الحروف لكي توجدا. - نزار قباني
مَن أَنتَ ، يا أَنا ؟ في الطريق اثنانِ نَحنُ ، وفي القيامة واحدٌ .. خُذني إلى ضوء التلاشي كي أَرى صَيرُورتي في صُورَتي الأُخرى .. فَمَن سأكون بعدَكَ ، يا أَنا ؟ - محمود درويش
السعادة صنعة , السعادة اختيار. - بثينة العيسى
ليس المكانُ هو الفخ ما دمتِ تبتسمين ولا تأبهين بطول الطريق .. خذيني كما تشتهين يداً بيدٍ، او صدىً للصدى، او سدى .. لا أريدُ لهذي القصيدة ان تنتهي ابداً .. لا أريد لها هدفاً واضحاً , لا أريد لها ان تكون خريطةَ منفى ولا بلداً , لا أريد لهذي القصيدة ان تنتهي بالختام السعيد، ولا بالردى , أريدُ لها ان تكون كما تشتهي ان تكون: قصيدةَ غيري , قصيدةَ ضدي , قصيدةَ ندِّي. - محمود درويش
ورجعت وحدي في الطريق , اليأس فوق مقاعد الأحزان , يدعوني إلى اللحن الحزين , وذهبت أنت وعشت وحدي كالسجين , هذي سنين العمر ضاعت وانتهى حلم السنين , قد قلت: سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع , وأتى الربيع وبعده كم جاء للدنيا ربيع , والليل يمضي والنهار , في كل يوم أبعث الآمال في قلبي فأنتظر القطار , الناس عادت والربيع أتى وذاق القلب يأس الانتظار , أترى نسيت حبيبتي ؟ أم أن تذكرة القطار تمزقت وطويت فيها قصتي ؟ يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي , فلقد ذهبت حبيبتي ونسيت ميعاد القطار. - فاروق جويدة
نظرَ الليثُ إلى عجلٍ سمينْ .. كان بالقربِ على غيْطٍ أَمينْ , فاشتهتْ من لحمه نفسُ الرئيس .. وكذا الأنفسُ يصبيها النفيس , قال للثعلبِ: يا ذا الاحتيال .. رأسكَ المحبوبُ، أو ذاك الغزال! , فدعا بالسعدِ والعمرِ الطويل .. ومضى في الحالِ للأمرِ الجليل , وأتى الغيظَ وقد جنَّ الظلام .. فأرى العجلَ فأهداهُ السلام , قائلاً: يا أيها الموْلى الوزيرْ .. أنت أهلُ العفوِ والبرِّ الغزير , حملَ الذئبَ على قتلي الحسد .. فوشَى بي عندَ مولانا الأَسد , فترامَيْتُ على الجاهِ الرفيع .. وهْوَ فينا لم يزَل نِعمَ الشَّفيع! , فبكى المغرورُ من حالِ الخبيث .. ودنا يسأَلُ عن شرح الحديث , قال: هل تَجهلُ يا حُلْوَ الصِّفات .. أَنّ مولانا أَبا الأَفيالِ مات؟ , فرأَى السُّلطانُ في الرأْس الكبير .. ولأَمْرِ المُلكِ ركناً يُذخر , ولقد عدُّوا لكم بين الجُدود .. مثل آبيسَ ومعبودِ اليهود , فأَقاموا لمعاليكم سرِير .. عن يمين الملكِ السامي الخطير , واستَعدّ الطير والوحشُ لذاك .. في انتظار السيدِ العالي هناك , فإذا قمتمْ بأَعباءِ الأُمورْ وانتَهى .. الأُنسُ إليكم والسرورْ , برِّئُوني عندَ سُلطانِ الزمان .. واطلبوا لي العَفْوَ منه والأمان , وكفاكم أنني العبدُ المطيع .. أخدمُ المنعمَ جهدَ المستطيع , فأحدَّ العجلُ قرنيه، وقال .. أَنت مُنذُ اليومِ جاري، لا تُنال! , فامْضِ واكشِفْ لي إلى الليثِ الطريق .. أنا لا يشقى لديه بي رفيق , فمَضى الخِلاَّنِ تَوّاً للفَلاه .. ذا إلى الموتِ، وهذا للحياه , وهناك ابتلعَ الليثُ الوزير .. وحبا الثعلبَ منه باليسير , فانثنى يضحكُ من طيشِ العُجولْ .. وجَرى في حَلْبَة ِ الفَخْر يقولْ , سلمَ الثعلبُ بالرأسِ الصغير .. فقداه كلُّ ذي رأسٍ كبير. - أحمد شوقي
أنت نقطة في هذا العالم الكبير .. قادرٌ فحسب على اختيار تأثيرك على الآخرين .. وعلى محيطك الصغير .. وأنت كنقطة صغيرة .. يتوجب عليك وظيفة واحدة .. ان تترك العالم بصورة أفضل مما كان عليه عندما قدمت عليه .. وان تنجب طفلاً أفضل منك لكي يكمل الدرب من بعدك .. وفوق كل هذا أن تبتسم في كل صباح .. لأنك تعي تماما .. ان اي تصرف صغير من قبل حضرتكم .. لا بد ولا محالة ان يكون له تأثيرٌ ما في وقت ما .. وسوف تؤجر عليه حتما تبعاً لحساب ما .. عند رب كبير يرى الدائرة ويدرك تماماً اي النقاط تنسجم وتضيف .. وأيٌ تتنافر وتسيء. - محمود أغيورلي
ما الذي يجعل خطانا تقودنا إلى عكس الطريق ونحن نعرف أنه عكس الطريق ؟ - بهاء طاهر
ومضيت وحدي في الطريق , قد جئت أبحث عن رفيق , ضاع مني من سنين .. قد ضاع في هذا الطريق لكنني ما زلت أبحث عنه .. ما زلت أبحث عنه. - فاروق جويدة
أخاف الظلم حين لا أمتلك الشجاعة الكافيه لتحقيق العدالة ، أخاف الليل حين أكون على يقين تام بأن نور النهار الساطع لا يستطيع إختراق الظلمة التي في داخلي ، أخاف القبر حين لا أعلم مصير جسدي الذي حافظت عليه سنينا طويلة ، أخاف الفرح الذي تتساوى شدته بشدة الحزن الذي يلي فقدانه ، أخاف الحب حين لا أدرك مئة في المئة بأن مشاعري لن تضيع هباءا ، أخاف التعلق بالإنسان والأشياء وفقدانها ، أخاف الحياة لأنني جررت إليها جرا بلا إذن مني ، أخاف الأمل حين أرى من هم قد فقدوه لأسباب مقنعة ، أخاف الله حين يعرف ما في داخلي وأجهل حكمته وقوانينه ، أخاف عيني حين تمتلئ بالدموع وتضغط على قلبي ، أخاف توقفه ، أخاف البحر حين يهيج بلا سابق إنذار ، أخاف القمر حين يكون بدرا ويخفت نوره شيئا فشيء ويغيب ، أخاف نفسي حين تحاصرني وتجبرني على أن أفهمها ولا أستطيع ، أخاف الطريق حين لا أستطيع أن أرى نهايته ، أخاف الشمس حين تنير لي الطريق وتحرقني إن حاولت الاقتراب منها ، أخاف الوجوه العابسة والضاحكة والغامضة والغريبه ، أخاف كل الوجوه حين لا أستطيع التلاعب بها وتغييرها للأفضل ، أخاف الموتى حين أدعو لهم ولا يردون الدعاء ، أخاف عمري حين يمضي وأنا أخاف. - مثل الحسبان
فلا تَحتَقِرْ عالَمًا أَنتَ فيه .. ولا تجْحَدِ الآخَرَ المُنْتَظَر , وخذْ لكَ زادينِ : من سيرة .. ومن عملٍ صالحٍ يدخرَ , وكن في الطريقِ عفيفَ الخُطا .. شريفَ السَّماعِ، كريمَ النظر , ولا تخْلُ من عملٍ فوقَه .. تَعشْ غيرَ عَبْدٍ، ولا مُحتَقَر , وكن رجلًا إن أتوا بعده .. يقولون : مرَّ وهذا الأثرْ. - أحمد شوقي
لا أحد يستطيع أن ينكر أننا جميعاً نشنّ حروباً شرسة على أنفسنا في بعض الأحيان ، تلك الحروب قد تلعب دوراً إيجابياً في إرشادنا إلى الطريق الصحيح أو تجنيبنا إياه ، ولا أحد يستطيع أن يعرف ما هي الأسباب التي جعلتك تشن الحرب على نفسك سواك أنت، إنها معركتك ! الخصم والحكم فيها أنت ، أنت وحدك ! فكن حازماً في الحكم لأجلك. - مثل الحسبان
الطريق الذي يقصده الكثيرون لا يعني بالضرورة أنه الطريق الأسلم والأنفع ، فربما كان الخيار الوحيد بالنسبة لهم لا أكثر من ذلك ! تماماً كالمرأة ، فإن ضعفها وقبولها لا يعني بالضرورة محبة الرجل ، فقد يعني أنه الخيار الوحيد بالنسبة لها في زمن قلّ فيه الرجال ! فهل من رجل يستطيع أن يصف شعوره حين يُطاع لحاجة في نفس المرأة فقط ؟ أي بمعنى آخر حين يتم استغلاله ويظن نفسه أنه المستغِل الوحيد في لعبة وضيعة كهذه. - مثل الحسبان
مثلما نحتاج الله ، نحتاج الفقراء ، فهم الطريق الأقصر والأضمن والأجمل لإيصالنا إلى الجنة. - مثل الحسبان
نار العشق هي التي نشبت في الناي ، وغليان العشق هو الذي سرى فى الخمر ، والناي صديق لكل من افترق عن أليفه ، ولقد مزقت أنغامه الحجب عنا ، فمن رأى كالناي سما وترياقا، ومن رأى كالناي نجيا ومشتاقا ، إن الناي يتحدث عن الطريق المليء بالدماء، والناي هو الذي يروي قصص عشق المجنون. - جلال الدين الرومي
يا راكب العير يا راحل إلى الأبد .. زود متاعك فلتحمل النوق والإبلُ , فلعل وصلك للأحباب والخلان بعد فراقهم .. ينسيك طعم زماننا والأيام والقبلُ , خذ من قلوبنا ذكراك لا تعبث بها .. إن الكريم من لا يقطع بنا السبل , هذي الطريق التي أنت الآن سالكها .. ما ضرنا الشوك فيها ولا الأحجار والرمل , أنت الذي للهيب الريح فيها ستستعر .. وتبكي على ما فات يوم لا ينفع الندم , إنا كرام الحي لا نقبل شتيمتنا .. لكننا للعاشقين الهاربين نفخر بها على البخلُ , سجل في كتاب العمر الذي كان سيجمعنا .. أنا الوفيُّ وأنت الخائنُ النذلُ. - مثل الحسبان
في العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه , يكتب العبارة وينظر إلى السقف ثم يضيف : أن تكون وحيداً ,أن تكون قادراً على أن تكون وحيداً هو تربية ذاتيَّة .. العزلة هي انتقاء نوع الأَلم , والتدرّب على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ .. أَو ما يشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري في نفسك بلا مظلَّة نجاة .. تجلس وحدك كفكرة خالية من حجة البرهان , دون أن تحدس بما يدور من حوار بين الظاهر والباطن .. العزلة مصفاة لا مرآة ترمي ما في يدك اليسرى إلى يدك اليمنى , ولا يتغيَّر شيء في حركة الانتقال من اللا فكرة إلى اللا معنى , لكن هذا العَبَثَ البريء لا يؤذي ولا يجدي : وماذا لو كنتُ وحدي ؟ العزلة هي اختيار المُترَف بالممكنات , هي اختيار الحرّ , فحين تجفّ بك نفسُك , تقول : لو كنتُ غيري لانصرفتُ عن الورقة البيضاء إلى محاكاة رواية يابانية , يصعد كاتبها إلى قمة الجبل ليرى ما فعلت الكواسر والجوارح بأجداده الموتى , لعلِّه ما زال يكتب , وما زال موتاه يموتون لكن تنقصني الخبرة والقسوة الميتافيزيقية تنقصني وتقول : لو كنتُ غيري. - محمود درويش
وحين نكون معاً في الطريق , وتأخذ -من غير قصد- ذراعي .. أحسُ أنا يا صديق بشيء عميق. - نزار قباني
إني كمصباح الطريق صديقتي , أبكي ولا أحد يرى دمعاتي. - نزار قباني
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف , معا نصنع الخبر والأغنيات .. لماذا نسائل هذا الطريق, لأي مصير يسير بنا؟! - محمود درويش