سيأتي إليكِ زمان جديد .. ويصبح وجهي خيالاً عَبَر , ونقرأ في الليل شعراً جميلاً .. يذوب حنيناً كضوء القمر , وفي لحظة نستعيد الزمان .. ونذكر عمراً مضى واندثر , فيرجع للقلب دفء الحياة .. وينساب كالضوء صوت المطر , ولن نستعيد حكايا العتاب .. ولا من أحب ولا من غدر. - فاروق جويدة
الماضي ليس من الضروري أن يكون ساذجا عبيطا، وأن يكون الناس عراة حفاة .. إنّ الماضي قد تكرر في حاضرنا، أو أنّ حاضرنا هو صورة أخرى من ماض قديم. - أنيس منصور
الحب يحتوي على وحدة أصيلة كالقدر والضرورة والمصير ، تجمع الأثنين عبر كل حدود الممكن والواقع ، ورغم حوائل الزمان والمكان ، وحدة لا يجدى فيها فراق ولا تبترها قطيعة ، فهي تبدو أحياناً كوحدة تاريخية قديمة ، إذا كان يمكن أن يكون لكل نفس من هذه النفوس تاريخ قديم قبل أن تولد ، فكل منهما يشعر أنه كان يعرف الآخر منذ زمن وأنه ليس غريباً عليه ، كل منهما يتعرف على الآخر كأنما يتعرف على شخص قديم حميم ، وحدة غامضة لم يجد العلم لها اسماً ، ولا مانع ان تستعير لها التسمية القديمة " الوحدة الروحية ". - مصطفى محمود
ثأرها مع الزمان معضلة بلا حل. - رضوى عاشور
كلُّ الأشياء بكلّ ما تحمله إلينا من مشاعر متضادّة ! يكفيها أن تدخل حيّز الماضي كي تصبح متشابهة. - مثل الحسبان
فما مات من في الزمان أحبّ , ولا مات من غرّدا. - نزار قباني
نظرَ الليثُ إلى عجلٍ سمينْ .. كان بالقربِ على غيْطٍ أَمينْ , فاشتهتْ من لحمه نفسُ الرئيس .. وكذا الأنفسُ يصبيها النفيس , قال للثعلبِ: يا ذا الاحتيال .. رأسكَ المحبوبُ، أو ذاك الغزال! , فدعا بالسعدِ والعمرِ الطويل .. ومضى في الحالِ للأمرِ الجليل , وأتى الغيظَ وقد جنَّ الظلام .. فأرى العجلَ فأهداهُ السلام , قائلاً: يا أيها الموْلى الوزيرْ .. أنت أهلُ العفوِ والبرِّ الغزير , حملَ الذئبَ على قتلي الحسد .. فوشَى بي عندَ مولانا الأَسد , فترامَيْتُ على الجاهِ الرفيع .. وهْوَ فينا لم يزَل نِعمَ الشَّفيع! , فبكى المغرورُ من حالِ الخبيث .. ودنا يسأَلُ عن شرح الحديث , قال: هل تَجهلُ يا حُلْوَ الصِّفات .. أَنّ مولانا أَبا الأَفيالِ مات؟ , فرأَى السُّلطانُ في الرأْس الكبير .. ولأَمْرِ المُلكِ ركناً يُذخر , ولقد عدُّوا لكم بين الجُدود .. مثل آبيسَ ومعبودِ اليهود , فأَقاموا لمعاليكم سرِير .. عن يمين الملكِ السامي الخطير , واستَعدّ الطير والوحشُ لذاك .. في انتظار السيدِ العالي هناك , فإذا قمتمْ بأَعباءِ الأُمورْ وانتَهى .. الأُنسُ إليكم والسرورْ , برِّئُوني عندَ سُلطانِ الزمان .. واطلبوا لي العَفْوَ منه والأمان , وكفاكم أنني العبدُ المطيع .. أخدمُ المنعمَ جهدَ المستطيع , فأحدَّ العجلُ قرنيه، وقال .. أَنت مُنذُ اليومِ جاري، لا تُنال! , فامْضِ واكشِفْ لي إلى الليثِ الطريق .. أنا لا يشقى لديه بي رفيق , فمَضى الخِلاَّنِ تَوّاً للفَلاه .. ذا إلى الموتِ، وهذا للحياه , وهناك ابتلعَ الليثُ الوزير .. وحبا الثعلبَ منه باليسير , فانثنى يضحكُ من طيشِ العُجولْ .. وجَرى في حَلْبَة ِ الفَخْر يقولْ , سلمَ الثعلبُ بالرأسِ الصغير .. فقداه كلُّ ذي رأسٍ كبير. - أحمد شوقي
عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك , بلا ملهاة ولا مخدر , واجهه في جموده وتوقفه وثقله , إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس , إنه جدار غليظ مرهق متجهم , غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل , كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن , الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه. - نجيب محفوظ
ومازلتُ أعرفُ أن الزمانَ ومهما تزين قبحٌ جميل. - فاروق جويدة
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ .. وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ , الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ .. لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ , وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي .. وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ , وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا .. بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ , وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ .. وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ , نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ .. في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ , اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ .. أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ. - أحمد شوقي
لا يا عزيزي .. الماضي لا يطوى بمجرد المضي قدماً أو الابتعاد .. هيهات .. هيهات لذلك .. فهو جزء منك ستحمله معك أينما ارتحلت .. وأينما وطأت .. ستتذكر دوماً قراراتك الخاطئة .. وستقُض مضجعك خياراتك الواهمة .. وستبقى على الدوام تدفع بسخاءٍ ضريبة تلكم ! .. مهما ابتعدت بنفسك عنه .. ومهما ظننت أنه قد ابتعد عنك. - محمود أغيورلي
ظننتُ أنّا وُلِدنا معاً ; ووعدتني .. ! بأن لن أموت وحدي بل ستموت معي وها أنا ذا أصارع الموت وحدي , ظننتُ أنّ زماني أزهر وزمانك أكثر ; وقلتَ لي : دعينا ننسى الزمان القديم فما كان لنا فيه غير عدّ السنين , دعينا نعيش هذي السنين وندفن كل ما كان بالأمس تحت عشبٍ وطين , ظننتُ بأنّ الزمان وفيٌّ وأنّك لا شكّ سوف تأتي , لنقطف ثمر زهور زماننا سويّاً ونشرب كأساً من شرابٍ مُحلّى , ونذكر كلّ ما كان بيننا مُذ ظننتُ - وحدي - أنّا وُلدنا معاً ! وأيقنتُ أنّ الزمانَ وفيٌّ وأنكّ أنتَ الذي يخونُ ويغدر , وأنّ وعودكَ زيفٌ وصوتك زيفٌ وما فيك شيءٌ لي الآن يظهر , أراكَ خيالاً بعيداً بعيداً ; محالٌ أن يراني إلا زجاجاً يُكسَّر. - مثل الحسبان
حين تشعر أن جميع ما في الكون من كلمات لا تكفي لوصف شعورك في لحظة ما ... توقف عن الكتابة ، حين ترى أن الحياة لا تستحق أن تعاش وأنك دمية يحركها شيء ما تجهله ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع تقبل الضعف الإنساني على حاله والتعايش معه ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول جميع من هم حولك اقناعك بأن الزمان زمانك وما هو بزمانك ... توقف عن الكتابة ، حين تدور وتدور بحثا عن شبيهك ولم تجده ... توقف عن الكتابة ، حين تقع في مصيبة ولا تدري ما الحكمة من ذلك ... توقف عن الكتابة ، حين يراك الآخرون جسدا بلا روح ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع شراء قلما لتكتب ... توقف عن الكتابة ، حين تشعر بأن الكلمة كالسكين تسن على رقبتك ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول الآخرون اقناعك بأن الحق باطل والباطل حق ... توقف عن الكتابة ، حين تملك في روحك الأمل ولا تستطيع رؤيته في عينيك توقف عن الكتابة ، حين تشعر بالضياع وسنين عمرك لم يقدر لها أن تنتهي بعد ... توقف عن الكتابة ، حين تكون مثلي أنا ... توقف عن الكتابة والحياة. - مثل الحسبان
اطل على شجر يحرس الليل من نفسي ويحرس نوم الذين يحبونني ميتا .. أطل على الريح تبحث عن وطن الريح في نفسها .. أطل على امرأة تتشمس في نفسها .. اطل على موكب الانبياءالقدامى وهم يصعدون حفاة الى اورشليم واسال هل من نبي جديد لهذا الزمان الجديد ؟ .. اطل كشرفة بيت على ما أريد .. اطل على صورتي وهي تهرب من نفسها الى السلم الحجري وتحمل منديل امي وتخفق في الريح .. ماذا سيحدث لو عدت طفلا وعدت اليك وعدت الي ؟ .. أطل على جذع زيتونة خبأت زكريا .. أطل على المفردات التي انقرضت في لسان العرب .. أطل على الفرس والروم والسومريين واللاجئين الجدد .. أطل على عقداحدى فقيرات الطاغور تطحنها عربات الأمير الوسيم .. أطل على هدهد مجهد من عتاب الملك .. أطل على ما وراء الطبيعة , ماذا سيحدث بعد الرماد ؟ .. أطل على جسدي خائفا من بعيد .. اطل كشرفة بيت على ما أريد. - محمود درويش
كيف لي أن أسمّيَ ما بيننا ماضياً ؟ ليس ما بيننا قصةً، ليس تُفَّاحَ إنسٍ وجِنِّ أو دليلاً إلى موسمٍ، أو مكان .. ليس شيئاً يؤرَّخُ: هذا ما تقول تصاريفُ أحشائنا .. كيف لي أن أقول، إذاً، حبُّنا أخذته إليها تجاعيدُ هذا الزمان ؟ - أدونيس
الشعرُ، في هذا الزمانِ فَضِيحةٌ , والحُبُّ، في هذا الزمانِ شَهيدُ. - نزار قباني
الكتابة العربية المعاصرة هي في معظمها ، نوع من البحث عن زمن ضائع ، بشكل أو آخر : في الماضي فيستعاد أو في الحاضر فيقبض عليه ، أو في المستقبل فيُنتظر مجيئه ، هذا وجه من وجوه نقصها .. كلا ، - لا البحث عن زمن ضائع ، بل نبش المطموس ، المكبوت ، المهمَّش ، المنسيّ لافي الجماعة وحدها ، لافي التاريخ وحده ، وإنما في الذات أيضاً ، نبشُهُ ، واستنطاقه : بهذا نواجه الحرية ، ومسؤولية الحرية ، وفي ضوء هذه المواجه ، تكمن رؤية طريق ما. - أدونيس
يا اسمي: أين نحن الآن؟ قل: ما الآن، ما الغدُ؟ ما الزمانُ وما المكانُ وما القديمُ وما الجديدُ؟ سنكون يوماً ما نريدُ. - محمود درويش
وحين نقول بتجاوز الماضي فإننا نعني ، تحديداً ، تجاوزاً لتصورات معينة للماضي ، أو لفهم معين ، أو لبنى تعبيرية معينة ، أو لعلاقات معينة ، أو لمعايير وقيم معينة ، ولا يعني اطلاقاً أننا ننفك وننفصل عنه ، كأنه أصبح عضواً ميتاً زال وتلاشى .. فهذا محال عدا أنّ القول به جهل كامل ، لا بالماضي وحده ، بل أيضاً ، بطبيعة الإنسان ، وطبيعة الإبداع. - أدونيس
تعودت، لا أحد يستعصي علي ترويض الزمان. - رضوى عاشور