أعوام كثيرة كانت قد مضت على البعد .. ولكنه ما زال يصل النجمة تلو النجمة مشكلاً حروف اسمها بكل الشوق .. وهي تشتعل خجلاً على ذكرى غزله بالحياء والغنج .. فشقاوة العشاق-آه منها- ما زالت في الأوج..لا تكف يداً عن حصى الوله والحب..فتهوي في سكون النفس ليموج على صفح القلب هيامٌ كان حريٌ به أن يسكن بصمت منذ أمد دون بوح. - محمود أغيورلي
ما زلتُ أعرف أن الشوق معصيتي .. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه .. قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني .. كيف انقضى العيد .. وانقضت لياليه.. يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني.. كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه.. حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا.. عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه.. مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني.. قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه.. أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني.. ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه.. ولتسألي الليل هل نامت جوانحه.. ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه.. يا فارس العشق هل في الحب مغفرة.. حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه. - فاروق جويدة
سيجيء يَوْمٌ آخرٌ , يومٌ نسائيٌّ شفيفُ الاستعارةِ , كاملُ التكوين , ماسيٌّ زفافي الزيارةِ مُشْمِسٌ’ سَلسٌ ’ خَفيفُ الظلِّ .. لا أحدٌ يُحِسُّ برغبةٍ في الانتحار أَو الرحيل .. فكُلّ شيء, خارج الماضي, طبيعيٌّ حقيقيٌّ. - محمود درويش
فلنترك كل أشباح الماضي , تكفي أشباح الحاضر وتزيد. - بهاء طاهر
وإن زارنا الشوق يوماً ونادى .. وغنى لنا ما مضى واستعادا , وعاد إلى القلب عهد الجنون .. فزاد احتراقاً وزدنا بعادا , لقد عاش قلبي مثل النسيم .. إذا ذاق عطراً جميلاً تهادى , وكم كان يصرخ مثل الحريق .. إذا ما رأى النار سكرى تتمادى , فهل أخطأ القلب حين التقينا .. وفي نشوة العشق صرنا رمادا. - فاروق جويدة
إذا ما أطلت عيون القصيدة , وطافت مع الشوق حيرى شريدة .. سيأتيكِ صوتي يشق السكون , وفي كل ذكرى جراح جديده .. وفي كل لحن ستجري دموع , وتعصف بي كبرياء عنيده .. وتعبر في الأفق أسراب عمري , طيوراً من الحلم صارت بعيدة .. وإن فرقتنا دروب الأماني , فقد نلتقي صدفة في قصيدة. - فاروق جويدة
سيأتى إليكِ زمان جديد .. وفي موكب الشوق يمضي زماني , وقد يحمل الروض زهراً ندياً .. ويرجع للقلب عطر الأماني , وقد يسكب الليل لحناً شجياً .. فيأتيكِ صوتي حزين الأغاني , وقد يحمل العمر حلماً وليداً .. لحب جديد سيأتي مكاني , ولكن قلبكِ مهما افترقنا .. سيشتاق صوتي وذكرى حناني. - فاروق جويدة
الماضي ليس من الضروري أن يكون ساذجا عبيطا، وأن يكون الناس عراة حفاة .. إنّ الماضي قد تكرر في حاضرنا، أو أنّ حاضرنا هو صورة أخرى من ماض قديم. - أنيس منصور
كلُّ الأشياء بكلّ ما تحمله إلينا من مشاعر متضادّة ! يكفيها أن تدخل حيّز الماضي كي تصبح متشابهة. - مثل الحسبان
كأنِّي هلالُ الشَّكِّ لوْ لا تأوَّهي .. خفيتُ فلمْ تهدَ العيونُ لرؤيتي , فجسمي وقلبي مستحيلٌ وواجبٌ .. وخدِّي مندوبٌ لجائزِ عبرتي , وقالوا: جَرتْ حُمْراً دموعُكَ، قلتُ:عن .. أمورٍ جرتْ في كثرةِ الشَّوقِ قلَّتِ , نحرَتُ لضيفِ الطيفِ، في جَفْني الكَرى .. قِرى ً، فَجَرَى دَمْعي دماً فوْقَ وَجنَتي. - ابن الفارض
لا يا عزيزي .. الماضي لا يطوى بمجرد المضي قدماً أو الابتعاد .. هيهات .. هيهات لذلك .. فهو جزء منك ستحمله معك أينما ارتحلت .. وأينما وطأت .. ستتذكر دوماً قراراتك الخاطئة .. وستقُض مضجعك خياراتك الواهمة .. وستبقى على الدوام تدفع بسخاءٍ ضريبة تلكم ! .. مهما ابتعدت بنفسك عنه .. ومهما ظننت أنه قد ابتعد عنك. - محمود أغيورلي
ليلى : ما فؤادي حديد ولا حجر , لك قلب فسله يا قيس ينبئك بالخبر , قد تحملت في الهوى فوق ما يحمل البشر .. قيس : لست ليلاي داريا كيف أشكو وأنفجر , أشرح الشوق كله أم من الشوق أختصر ؟ ليلى : نبني قيس ما الذي لك في البيد من وطر ؟ لك فيها قصائد جاوزتها إلى الحضر , أترى قد سلوتنا وعشقت المها الأخر ؟ قيس : غرت ليلى من المها والمها منك لم تغر , لست كالغيد لا ولا قمر البيد كالقمر. - أحمد شوقي
الكتابة العربية المعاصرة هي في معظمها ، نوع من البحث عن زمن ضائع ، بشكل أو آخر : في الماضي فيستعاد أو في الحاضر فيقبض عليه ، أو في المستقبل فيُنتظر مجيئه ، هذا وجه من وجوه نقصها .. كلا ، - لا البحث عن زمن ضائع ، بل نبش المطموس ، المكبوت ، المهمَّش ، المنسيّ لافي الجماعة وحدها ، لافي التاريخ وحده ، وإنما في الذات أيضاً ، نبشُهُ ، واستنطاقه : بهذا نواجه الحرية ، ومسؤولية الحرية ، وفي ضوء هذه المواجه ، تكمن رؤية طريق ما. - أدونيس
وحين نقول بتجاوز الماضي فإننا نعني ، تحديداً ، تجاوزاً لتصورات معينة للماضي ، أو لفهم معين ، أو لبنى تعبيرية معينة ، أو لعلاقات معينة ، أو لمعايير وقيم معينة ، ولا يعني اطلاقاً أننا ننفك وننفصل عنه ، كأنه أصبح عضواً ميتاً زال وتلاشى .. فهذا محال عدا أنّ القول به جهل كامل ، لا بالماضي وحده ، بل أيضاً ، بطبيعة الإنسان ، وطبيعة الإبداع. - أدونيس
تكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي ، وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه ، فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطا بالأصول ، بل نقدها والحوار معها ، فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول. - أدونيس
ويخلق "الفقهاء" في وعي العربي أنّ الماضي هو دائماً الأفضل والأجمل ، ولئن كان هناك من يعرف جمال الماضي ، ويعرف كيف يكتشفه ، فإن ذلك هو الشاعر في المقام الأول ، ولئن كان صحيحاً ، كما يعلمنا هؤلاء "الفقهاء" أن العرب لن يأتوا بشاعر أو فيلسوف أو فقيه في مستوى الشعراء والفلاسفة والفقهاءالأوائل ، أو يفوقهم ، فإن معنى ذلك أن وجود العرب نوع من الانحدار المتواصل ، وأنهم سائرون إلى الانقراض الثقافي ، هل الفقه الأكمل ، حقاً والشعر الأكمل ، والفلسفة الأكمل ، والفن الأكمل ، والمعرفة الأكمل ، موجودة كلها في الماضي ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب ، فلن يكون لتتابع الأزمنة وتغيرها ، وللموت والولادة ، أي معنى في حياة العرب ، ولن يكون كذلك للمعرفة وللشعر والفن والفلسفة أي معنى. - أدونيس
حين كان يقال للعربي في الماضي : أرفض الفلسفة اليونانية ، فإنما كان يُقال له : لا تأخذ الأفكار التي تخلخل القيم التي تقوم عليها السلطة .. تماماً ، كما يقال له اليوم ، لا تستورد الأفكار الغريبة أو الغربية ، - أي لا تكتسب المعرفة التي تخلخل ثقافة السلطة وقيمها .. فالتراث في المنظور الذي يُدرس به اليوم ، وفي طرق الدراسة ، هو تراث السلطة ، وهذا المنظور وهذه الطرق تدعم وترسّخ النظام الثقافي الذي تنهض عليه وبه السلطة. - أدونيس
ماذا تفعل حين تعيش في ثقافة لا تقدر ، بطبيعة ذاتها ، أن ترى إلى المستقبل إلا بعين الماضي ، ولا تقدر أن ترى فيه أكثر من كونه مجالاً لتجلي الماضي ، ببهائه اللانهائي ، بحيث لا يكون الزمن المقبل كله إلا مناسبة لتحيين ما مضى ؟ - أدونيس
من يعيد تقييم الثقافة العربية اليوم وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة .. وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكا واتهامات وأنواعا قاتلة من التعصب .. فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي. - أدونيس
لم يحدث أبدا أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق , لم أعرف قبلك واحدة غلبتني أخذت أسلحتي , هزمتني داخل مملكتي , نزعت عن وجهي أقنعتي , كوني واثقة سيدتي سيحبك آلاف غيري وستستلمين بريد الشوق لكنك لن تجدي بعدي رجلا يهواك بهذا الصدق , لن تجدي أبداً لا في الغرب ولا في الشرق. - نزار قباني