الحنين , شكوى الزمن المفقود من سادية الحاضر. - محمود درويش
قالت ويدها ترتجف في يده: - إني خائفة .. قال وهو يمشي الهوينا: - أنا أعيش في هذا الخوف .. إنه الخوف الجميل .. الخوف من أن يظهر المكتوم .. فإذا به على غير ما نرضى وعلى غير ما نحب , وهو خوف يدفع كلا منا إلى إحسان العمل .. وهو خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء .. لأنه خوف يحمي أصحابه من الغرور .. ألم يقل أبو بكر .. ما زلت أبيت على الخوف وأصحو على الخوف حتي لو رأيت إحدى قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفا حتى أري الثانية تدخل .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالون .. - ولماذا يمكر بنا الله ؟ - مكر الله ليس كمكرنا .. فنحن نمكر لنخفي الحقيقة أما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعي حتى يظهره على حقيقة نفسه فهو خير الماكرين. - ألا توجد راحة؟ - ليس دون المنتهى راحة .. - ومتي نبلغ المنتهى .. - عنده.. أليس هو القائل (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) - مصطفى محمود
الانتظار محنة ، في الانتظار تتمزق اعضاء الأنفس ، في الانتظار يموت الزمن وهو يعي موته .. والمستقبل يرتكز على مقدمات واضحة ولكنه يحمل نهايات متناقضة .. فليعب كل ملهوف من قدح القلق ما شاء. - نجيب محفوظ
الفنان يطلب الجمال .. والمفكر يطلب الحقيقة .. والثائر السياسي يطلب العدالة .. والصوفي العارف يطلب الله .. وهم قد اختلفوا في الظاهر ولكنهم ما اختلفوا في الحقيقة .. فإن الحق العدل البديع الجميل كلها من أسماء الله. - مصطفى محمود
لماذا يمر الزمن دون ان يترك في النفس علامة ؟ دون ان يقول هنا تتوقف عن الحب وهنا تترك الامل وهنا تكف عن التفكير ؟ - بهاء طاهر
الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع لنهر يلتمع .. لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص , يصيب السطح ساعة فيعلوه الصدأ. - رضوى عاشور
ترقص فرحاً له كما تداعى الحضور , متباهية بفستانها الجميل وشعرها المنسدل , لا بأس لا بد أن تصحو مؤخراً على واقع أليم , فاليتم حاجة لا يخفيها نسيان ولا يعوضها إنسان. - مثل الحسبان
ليسَ لديّ ما أقولُ من كلمات .. ! ولكن ! للمرة الأولى سأفعل ما تفعل الفَتيات ! يعتكفُ الشبّان في المَنازل بلا عملٍ رُفات ! تبقى الإناثُ بلا أزواج في ظل حضرة العاهرات ! ينعقدُ اللسان دونما حَبل أمامَ لعنة السُلطات ! ليسَ عجباً أن تتساءل في نفسك أين ذهبت تلك الخيرات ؟ وتُجيبكَ نفسُك بأنها ألماسات معلقة في صدور السموّات ! ليسَ عجباً أن تقرأ في الصحف أن البلادَ تشهد اليومَ انفلات ! وتبقى أنتَ والعالَم غارقاً في سُبات ! أعرَفتُم كم من الكلمات يستطعن الإناث أن يقُلن وهنّ ضاجرات ؟ - مثل الحسبان
لقد نسيت أن اكون صغيرة .. نسي جسمي ان يكون شابا ونسي قلبي ان يوقظني .. لقد راحت عليَّ نومة في هذا الزورق الجميل: جسمي المصنوع من موج البحر ونسيم البر , فجسمي تابوت بارد انا في السماء وجسمي في الأرض: هذا هو أول طلاق عرفته قبل ان اتزوج، ليكون زواجي هو طلاقي الثاني. - أنيس منصور
هل في الزمن النسيان حقا كما يقولون ؟ ليس صحيحا الزمن يجلو الذاكرة , كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمع .. لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ .. لا يسقط الزمن الأصيل من حياة الإنسان يعلو موجه صحيح .. يدفع إلى القاع يغمر ولكنك إذ تغوص تجد شجيرات المرجان الحمراء وحبات الؤلؤ في المحار .. لا يلفظ البحر سوى الطحالب والحقير من القواقع, وغرناطة هناك كاملة التفاصيل مستقرة في القاع غارقة. - رضوى عاشور
عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك , بلا ملهاة ولا مخدر , واجهه في جموده وتوقفه وثقله , إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس , إنه جدار غليظ مرهق متجهم , غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل , كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن , الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه. - نجيب محفوظ
في هذا الزمن المجنون إما أن تغدو تاجر سلعة أو تغدو ذات السلعة تُباع وتُشرى ولا تدري كم كان الثمنُ أيا ملعون ! في هذا الزمن الخدّاع إما أن تغدو مكّاراً كالثعلب تبرز أنيابك أو تغدو قطّاً لا تقوى أن تُصلح بابك كي لا يُفتح في وجه الأعداء ! هذا زمانٌ لا يحتاج إلى الوسطيّة في الأشياء , إما أن تغدو فظّ القلبِ أو تغدو رَقراقَ الدمعِ ! هذا زمانٌ لا يحتاج إلى الوسطيّةِ ولا يحتاجُ إليكَ أيَا إنسان , هذا زمانك يا حيوان .. ! - مثل الحسبان
اسالك الرحيلا ! لخير هذا الحب يا حبيبي وخيرنا , اسالك الرحيلا .. بحق ما لدينا من ذكرى غاليه كانت على كلينا , بحق حب رائع ما زال مرسوماً بمقلتينا , ما زال منقوشاً على يدينا , بحق ما كتبته الي من رسائل , وحبك الباقي على شعري على اناملي , بحق ذكرياتنا وحبنا الجميل وابتسامنا , بحق احلى قصه للحب في زماننا , أسألك الرحيلا. - نزار قباني
كنت أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي ، أنا دائماً أتمنى أن أفعل ذلك ولكنّي لا أفعل، إذ يبدو أني مع الزمن ابتلعت لساني ، خصوصاً عندما يكون الأمر تافهاً، صرت أكتب أكثر مما أتكلم، مع القلم أجد أنساً وتوافقاً خاصين، لقد بدأنا نفقد المحيط والوجوه، شيء ما فيها ، ليس لنا مطلقاً. - واسيني الأعرج
حين تشعر أن جميع ما في الكون من كلمات لا تكفي لوصف شعورك في لحظة ما ... توقف عن الكتابة ، حين ترى أن الحياة لا تستحق أن تعاش وأنك دمية يحركها شيء ما تجهله ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع تقبل الضعف الإنساني على حاله والتعايش معه ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول جميع من هم حولك اقناعك بأن الزمان زمانك وما هو بزمانك ... توقف عن الكتابة ، حين تدور وتدور بحثا عن شبيهك ولم تجده ... توقف عن الكتابة ، حين تقع في مصيبة ولا تدري ما الحكمة من ذلك ... توقف عن الكتابة ، حين يراك الآخرون جسدا بلا روح ... توقف عن الكتابة ، حين لا تستطيع شراء قلما لتكتب ... توقف عن الكتابة ، حين تشعر بأن الكلمة كالسكين تسن على رقبتك ... توقف عن الكتابة ، حين يحاول الآخرون اقناعك بأن الحق باطل والباطل حق ... توقف عن الكتابة ، حين تملك في روحك الأمل ولا تستطيع رؤيته في عينيك توقف عن الكتابة ، حين تشعر بالضياع وسنين عمرك لم يقدر لها أن تنتهي بعد ... توقف عن الكتابة ، حين تكون مثلي أنا ... توقف عن الكتابة والحياة. - مثل الحسبان
شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل .. شكرا على الحزن الجميل. - نزار قباني
فى هذا الزمن المجنون , أبحث أحياناً عن نفسي , كي أهرب من ظلمة يأسي , أمضي كالطيف فألقاها تقترب قليلاً .. أعرفها , يختلط الأمر فلا أدري هل أحيا يومي أم أمسي , أبحث عن شيء يؤنسني. - فاروق جويدة
لا أحبُّ الرسائلَ، كلاَّ .. لا أريدُ لحبّيَ هذا الأرق , لا أريدُ له أن يُجَرْجَرَ في كلماتٍ , لا أحبُّ الرسائل، كلاَّ .. لا أريد لأعضائنا أن تسافرَ في مركبٍ من ورق. - أدونيس
أحاول أن أنسى كل شيء وأعبر مثل الفراشة فوق ألسنة النار , أن أنام وسط الألوان يخلقها قلبي ويؤثثها جنوني الخفي , أراني أحيانا طفلة صغيرة تركض وسط قوس قزح , تسير في التيه الجميل , في خط مستقيم قبل أن تعبث بالألوان بمتعة غريبة وبعبثية مطلقة. - واسيني الأعرج
وأَنا المُسَافِرُ داخلي ، وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ، لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها وبطائرِ الدوريِّ ، لم أُولَد لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ اللهِ ، يأخُذُني الجمالُ إلى الجميلِ ، وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ. - محمود درويش