إن الحرية لا يصنعها مرسوم يُصدره برلمان إنها تُصنع في داخلنا .. إنها في الطريقة التي نفكر بها .. والأسلوب الذي نشعر به والطريقة التي يتفتح بها قلبنا على إحساس جديد ويصحو عقلنا على فكرة مبتدعة , إن أخطر ما يتهدد حريتنا ليس السجن ولكن مشنقة في داخلنا اسمها القلق. - مصطفى محمود
لست تافها عند ربك ولا هين الشأن، فقد نفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته، وسخر لك أكوانه كلها، وأعطاك التسرمد والخلود، ومنحك الحرية .. إن شئت كنت ربانيا وإن شئت كنت شيطانيا .. فأين هوان الشأن في هذا كله. - مصطفى محمود
وإذا آن الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه .. وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة .. فهل ظلم الإسلام النساء ؟ - مصطفى محمود
إذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانا .. فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء، ولا ندرك من القصة إلا تلك المرحلة المحدودة بين قوسين اسمها الدنيا .. أما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب .. ولذا يجب أن نصمت في احترام ولا نطلق الأحكام. - مصطفى محمود
قالت ويدها ترتجف في يده: - إني خائفة .. قال وهو يمشي الهوينا: - أنا أعيش في هذا الخوف .. إنه الخوف الجميل .. الخوف من أن يظهر المكتوم .. فإذا به على غير ما نرضى وعلى غير ما نحب , وهو خوف يدفع كلا منا إلى إحسان العمل .. وهو خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء .. لأنه خوف يحمي أصحابه من الغرور .. ألم يقل أبو بكر .. ما زلت أبيت على الخوف وأصحو على الخوف حتي لو رأيت إحدى قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفا حتى أري الثانية تدخل .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالون .. - ولماذا يمكر بنا الله ؟ - مكر الله ليس كمكرنا .. فنحن نمكر لنخفي الحقيقة أما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعي حتى يظهره على حقيقة نفسه فهو خير الماكرين. - ألا توجد راحة؟ - ليس دون المنتهى راحة .. - ومتي نبلغ المنتهى .. - عنده.. أليس هو القائل (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) - مصطفى محمود
أمسك بيدها وخلل ضفائرها الذهبية بالثانية وقال : علينا أن نؤجل زواجنا بضع حين فأنت كما ترين الأوضاع متردية وووطنُنا عليلٌ حزين .. فأراحت رأسها على كتفه مهمهة له : عزيزي إن قصدت المال فلا عليك فمهري نزولك لنصرة الحق والمظلومين وإن قصدت الحزن فأخطأت حبيبي ! فهم قادرون على سلب كل شيء إلا الحب والبسمة فتلكم عن أيديهم أمرٌ جِدُ بعيد. - محمود أغيورلي
الله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسّر ما يعسّر .. ولو دخل كلٌّ منا قلب الاَخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه .. ولما شعر بحقد ولا بزهو ولا بغرور. - مصطفى محمود
أنا لا يمكنني أن أحس بالجمال في امرأة تكذب مهما كانت باهرة وذكية .. إن إحساسي بالكذب يقززني ويجعل الجمال يبدو أمامي مثل الطلاء. - مصطفى محمود
في دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للانسان من العبودية مع السعادة ولهذا تركنا نخطىء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر. - مصطفى محمود
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك ومن عدميتي إلى وجودك ومن هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي لن تنفعك حسناتي .. إن كل ذنوبنا يا رب لن تنقص من ملكك .. وكل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .. فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت .. المستغني عن كل ما صنعت .. وأنت القائل : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي .. وأنت القائل على لسان نبيك : ( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. وأنا المسألة .. أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .. عاوني يا رب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك .. في جوارك ورحمتك ونورك ووجهك. - مصطفى محمود
هل تعلمون ما معني أن الله موجود ؟ معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم ومغفرة الغفار .. ألا يقول لنا ربنا (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) وأن الضيق يأتي وفي طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان من هذه البشرى .. ولأن الله سبحانه واحد فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده ولن ننقسم على أنفسنا ولن تتوزعنا الجهات ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء لليسار وتزلف للشرق وتزلف للغرب وتوسل للأغنياء وارتماء على أعتاب الأقوياء .. فكل القوة عنده وكل الغنى عنده وكل العلم عنده وكل ما نطمح إليه بين يديه .. والهرب ليس منه بل إليه .. فهو الوطن والحمى والملجأ والمستند والرصيد والباب والرحاب. - مصطفى محمود
الفنان يطلب الجمال .. والمفكر يطلب الحقيقة .. والثائر السياسي يطلب العدالة .. والصوفي العارف يطلب الله .. وهم قد اختلفوا في الظاهر ولكنهم ما اختلفوا في الحقيقة .. فإن الحق العدل البديع الجميل كلها من أسماء الله. - مصطفى محمود
يقول لنا المفكر الهندي وحيد الدين خان: إذا كان الظما إلى الماء يدل على وجود الماء , فكذلك الظمأ إلى العدل لابد أنه يدل على وجود العدل .. ولأنه لا عدل في الدنيا .. فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي. - مصطفى محمود
ثقي إنك موهوبة وأن الله قد خصك بشيء , وأنك لم تخلقي لتشبهي الملايين من أمثالك , وإنما أنت جئت إلى الدنيا في بعثه مقدسة لتكتشفي جوهرتك وتصقلينها , وليثق كل واحد أن تحت مظهره العادي بذرة في مكان ما , بذرة عبقرية عليه أن يبحث عنها ويكتشفها وسوف يكون كل شيء بعد ذلك ممكناً. - مصطفى محمود
ربنا ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك ولا تطاولا على أمرك وإنما ضعفا وقصورا حينما غلبني ترابي وغلبتني طينتي وغشيتني ظلمتي .. إنما أتيت ما سبق في علمك وما سطرته في كتابك وما قضى به عدلك .. رب لا أشكو ولكن أرجو .. أرجو رحمتك التي وسعت كل شيء أن تسعني .. أنت الذي وسع كرسيك السماوات والأرض. - مصطفى محمود
الله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد، ونبقى في حضرته ما شئنا وندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة ونقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .. أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد ونلبث في حضرته ما نشاء ؟ - مصطفى محمود
ان نفوسنا المسكينة محاصرة بالواجبات والالتزامات .. التزامات العائلة .. التزامات المدرسة .. التزامات الوظيفة .. والتزامات الطبقة الاجتماعية التي ننتمي اليها .. والتزامات الدين .. والخلق .. والصداقة .. والمجاملة .. وفي وسط هذه المطاردات التي يطاردنا فيها الاخرون نبحث لنا عن لحظة تكون ملكنا نبث فيها مكنونات قلبنا وذات نفوسنا واشواقنا .. وهذه اللحظة هي مزاجنا. - مصطفى محمود
الحرية تطالب بدينها باستمرار .. تطالب بالمسؤوليه تطالب بعبء تحمله وان لم تجد عبئاً تتحول هي نفسها الى عبء لا يحتمل ولا يطاق. - مصطفى محمود
المرض في هذا العالم فريضة .. والعذاب ضريبة واجبة لهذه القلوب التى تطفح بالكراهية .. لا بد أن نمرض لأن العالم مريض وعلاقاته مريضة. - مصطفى محمود
فقدنا الاتصال بالناس واكتفينا بأنفسنا .. هي لي وأنا لها .. أنا أكتب لها وأسهر لها وأشرب لها .. أنا هو أنا .. لأن هناك في الدنيا امرأة اسمها كذا .. جعلت مني الرجل الذي تراه أمامك. - مصطفى محمود