كان شعورا فيه الحزن على هذا البلد الذي كنا نراهُ خليقًا بالسَّعادة، والذي أفنينا شبابنا وكهولتنا وجهودنا وقوانا لنرتقي به إلى بعض هذه السَّعادة التي كنا نراه أهلًا لها، ثمَّ ها نحن أولاء نرى الشَّقاء يصبُّ عليه صبًا، والبلاء يأخذهُ من جميع أقطارهِ، والآلام والنوائبَ تسعى إليه من كل وجه.. نرى البؤسَ البائس يغمر الكثرة الكثيرة من أهلهِ، فيلابسهم ملابسة متَّصلة لا تقلع عنهم في ليل ولا نهار، فهم جائعون عُراة جُهَّال، أشقياء بهذا كله، ويزيدهم شقاءاً أن كثيرًا منهم يعرفون هذا البؤس الذي هم فيه، ويعرفون أنَّ من حقهم أن ينعموا، ويريدون أن يخلصوا من بؤسهم، وأن يحققوا شيئاً من نعيم، لكنهم لا يبلغون ما يريدون، ولا يعرفون كيف يبلغون ما يريدون، ولا يجدون من يعينهم على بلوغِ ما يريدون. - طه حسين
ما أنا بوحيد في رقادي : على صدري ينحني القلق كامرأة ويسرع الفرح أو الحزن ليلتصقا بي ويظل الخوف منطرحا على العتبة ككلب. - رسول حمزاتوف
نموت مصادفةً .. ككلاب الطريق .. ونجهل أسماء من يصنعون القرار .. نموت ولسنا نناقش كيف نموت ؟ وأين نموت ؟ - نزار قباني
من يدخل مدينة الحب؛ إّما يعود طفلاً يحب كل الأشياء، و إمّا يخرج منها مسنّ لا يدرك إلی أيّ منفى ينتمي. - نزار قباني
في مرفأ عينيك الأزرق , أمطارٌ من ضوءٍ مسموع , وشموسٌ دائخةٌ وقلوع , ترسم رحلتها للمطلق .. في مرفأ عينيك الأزرق , شباكٌ بحري مفتوح , وطيورٌ في الأبعاد تلوح , تبحث عن جزرٍ لم تخلق .. في مرفأ عينيك الأزرق , يتساقط ثلجٌ في تموز , ومراكب حبلى بالفيروز , أغرقت البحر و لم تغرق .. في مرفأ عينيك الأزرق , أركض كالطفل على الصخر , أستنشق رائحة البحر , وأعود كعصفورٍ مرهق .. في مرفأ عينيك الأزرق , أحلم بالبحر وبالإبحار , وأصيد ملايين الأقمار , وعقود اللؤلؤ والزنبق .. في مرفأ عينيك الأزرق , تتكلم في الليل الأحجار .. في دفتر عينيك المغلق , من خبأ آلاف الأشعار ؟ لو أني .. لو أني .. بحار , لو أحدٌ يمنحني زورق , أرسيت قلوعي كل مساء , في مرفأ عينيك الأزرق. - نزار قباني
شُكراً لكم .. شُكراً لكم .. فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ .. وقصيدتي اغْتِيلتْ .. وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟ - نزار قباني
وبعد انقضاء عدة ساعات وهما يتجاذبان أطراف الحديث ، سألته قائلة : هل أنت مدخن ؟ فأجاب : نعم ، فقالت له : اذن أنت جبان ومنافق ! تلقي بنفسك كالجثة الهامدة في منتصف الطريق ، لا أنت تقدر على الرجوع من حيث أتيت ولا على المضي قدماً نحو القمة ، تختار أنصاف الحلول ولا تستطيع أن تكون حازماً في اتخاذ أبسط القرارات لأتفه المسائل المتعلقة في حياتك ، فقال لها متعجباً : وماذا علي أن أفعل ؟ فقالت له : عليك أن لا تقف مكتوف اليدين في منتصف أي شيء ، إن بدأت السير في طريق فامشي به حتى نهايته ، كن صاحب الموقف وسيّده ، كن أنت الداعم الأقوى لما تؤمن به وحرّض الناس على الإيمان بأفكارك ومبادئك أيّاً كانت ، لا تحرق هذه السجائر اللعينة في فمك بلا جدوى بل اشرب حتى الثمالة او عد نقياً صافياً من حيث بدأت ، لا تجعل الناس يحتارون في أمرك ، بل امنحهم الفرصة الكافيه لتصنيفك ، وكن مقتنعاً بصورتك الحقيقية التي سيقدموها لك على طبق من ذهب ، نعم ! الحقيقية ، لأنك ستصبح أوضح من الوضوح ذاته في أعينهم ، فقال لها - وقد بدا مترنحاً - ما قاله نزار قباني لحبيبته : تعيشين بي كالعطر يحيا بوردةٍ .. وكالخمر في جوف الخوابي لها فعلُ. - مثل الحسبان
لأن حزن النساء عميق وجرحهن غائر , فالرجل الذي أسعد امرأة كانت حزينة فعل شيئاً عظيماً , كأنما قتل كل الحزن في هذا العالم. - نيكولو ميكافيلي
النَفْطُ هذا السائلُ المَنَويُّ.. لا القوميُّ .. لا الشعبيُّ هذا الأرنبُ المهزومُ في كلِّ الحروبْ , النَفْطُ مَشْروبُ الأَبَاطِرة الكبارِ، وليسَ مَشْروبَ الشعوب. - نزار قباني
ما الحزن إلا قسوة يفرضها المرء على نفسه. - عبد الرحمن منيف
لا يليق بالأرواح العظيمة أن تنشر ما يعتريها من الحزن والألم , يليق بها فقط أن تنشر الأمل والجمال. - فريدريك نيتشه
أَسُوحُ بتلكَ العيُونْ على سُفُنٍ من ظُنُونْ هذا النقاءِ الحَنُونْ أَشُقُّ صباحاً .. أَشُقُّ و تَعْلَمُ عيناكِ أنِّي أُجَدِّفُ عَبْرَ القُرُونْ جُزْرَاً .. فَهَلْ تُدركينْ ؟ أنا أوَّلُ المُبْحِرينَ على حِبَالي هناكَ .. فكيفَ تقولينَ هذي جُفُونْ؟ تجرحُ صدرَ السُكُونْ تساءلتِ، و الفُلْكُ سَكْرَى أَ في أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُون ْ.. قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَ في أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ .. قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ و يُسْعِدُني أَنْ ألُوبَ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَنْ يُقَالَ : انْتَهَى في عُيُونْ. - نزار قباني
أنا رجلٌ مضحك، وهم ينعتونني الآن بالمجنون، وقد كانَ من شأن هذا النعت أن يكونَ رفعاً من قَدْري لو أنّهم تراجعوا عن اعتباري مضحكاً، كما فعلوا في السابق. لكنني بعد اليوم لن أغضبَ عليهم، فجميعُهم لطفاء بالنسبة لي حتى وهم يهزؤون بي، بل لعلهم يصبحونَ أكثر لطفاً حين يفعلونَ ذلك، ولو لم أكن شديد الحزنِ وأنا أنظر إليهم لضحكت معهم ليسَ على نفسي بالطبع ولكن لكي أُسرّي عنهم، شديد الحزن لأني أراهم يجهلونَ الحقيقة؛ بينما أعرفُها أنا، ما أصعَبَ الأمرَ على من يعرف الحقيقةَ وحده، إنهم لن يفهموا ذلك. - فيودور دوستويفسكي
تذكّرتكِ في هذا المساء، كنت مجنوناً بعينيكِ، ومجنوناً بأوراقي. - نزار قباني
إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور و تشاركها بالإحساس , مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما.. فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح و بهرجتها . فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور. - جبران خليل جبران
غنت فيروز مُغـرّدة ..... وجميع الناس لها تسمع , الآنَ، الآن وليس غداً .....أجراس العَـودة فلتـُقـرَع , مِن أينَ العـودة فـيروزٌ .....والعـودة ُ تحتاجُ لمدفع , والمدفعُ يلزمُه كـفٌّ .....و الكـفّ يحتاجُ لإصبع ْ , عـفواً فـيروزُ ومعـذرة ً .... أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع , خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا ....من شَرَم الشيخ إلى سَعسَعْ , غـنت فيروزُ مرددة .... آذان العـُرب لها تسمع , الآنَ، الآنَ وليس غداً .... أجراسُ العـَودة فلتـُقـرَع , عـفواً فيروزُ ومعـذرة .... أجراسُ العَـوْدةِ لن تـُقـرَع ْ , ومنَ الجـولان إلى يافا ..... ومن الناقورةِ إلى أزرَع , خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِنا ..... خازوقٌ دُقَّ ولن يَطلع. - نزار قباني
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ومثل الماء في النهر ومثل الغيم والأمطار والأعشاب والزهر .. أليس الحب للإنسان عمرا داخل العمر؟ - نزار قباني
لقد أصبحت أشك دائماً في أن هذا الميل الغريزي للحزن داخلنا هو من ثمار تربية خاطئة في بيئات أسرية حزينة تستجيب لدواعي الحزن بأكثر مما تستجيب لدواعي السرور وتستغرب السعادة وتتوقع لها دائماً نهايات مأساوية ... بل وتتوجس من السرور خوفاً مما سوف يليه من أحزان. - عبد الوهاب مطاوع
الشّعر يأتي دائما مع المطر , ووجهك الجميل يأتي دائماً مع المطر , والحب لا يبدأ إلا عندما تبدأ موسيقى المطر. - نزار قباني
فالتجربة إذن شرط أساسي من شروط الكتابة، والكاتب الذي لا يعاني، لا يستطيع أن ينقل معاناته للآخرين. - نزار قباني