وُلِد النزاع في حارتنا منذ وُلِدَت، ومضى خطره يستفحل، بتعاقب الأجيال حتى اليوم والغد. ولذلك، فليس أدعى إلى السخرية المريرة من الإشارة إلى صلة القربى التي تجمع بين أبناء حارتنا. كنا، وما زلنا، أسرة واحدة لم يدخلها غريب، وكل فرد في حارتنا يعرف سكانها جميعاً، نساء ورجالاً. ومع ذلك، فلم تعرف حارةٌ حِدّة الخصام كما عرفناها، ولا فرّق بين أبنائها النزاع، كما فرّق بيننا، ونظير كل ساعٍ إلى الخير تجد عشرة فتوات يلوحون بالنبابيت، ويدعون إلى القتال، حتى اعتاد الناس أن يشتروا السلامة بالإتاوة، والأمن بالخضوع والمهانة، ولاحقتهم العقوبات الصارمة لأدنى هفوة في القول، أو في الفعل، بل للخاطرة تخطر فيَشِي بها الوجه. - نجيب محفوظ
الشيء الجوهري في الرواية هو ما لا يمكن قوله إلا في الرواية ، وفي كل اقتباس لا يبقى سوى الشيء الغير جوهري . وفي هذه الأيام على كل من يتوافر لديه القدر الكافي من الجنون لكي يستمر اليوم في كتابة الروايات ، أن يكتبها بطريقة يجعل اقتباسها متعذراً ، حماية لها . بعبارة أخرى ، طريقة تجعلها غير قابلة لأن تُروى. - ميلان كونديرا
ثائر اليوم هو طاغية الغد .. إننا ندرك أنه ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوي التخلي عنها .. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية , فالمرء لا يقيم حكما أستبداديا لحماية الثورة , وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي .. إن الهدف من الأضطهاد هو الأضطهاد, والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة, هل بدأت تفهم ما أقول الآن ؟ - جورج أورويل
ذاتي الجامحة إليكِ , الراكنة إليكِ , لا تطلب أن تولد من جديد ذاتاً أبديّة , بل أن تَمضي هذه اللحظةُ هنيئةً كالنوم البسيط , وهذا اليومُ بلا جروح، كالراحة المستحقَّة , وهذا العمرُ في ظلّكِ حيث النور أَعمق، حتى يجيء الموت حين يجيء , أخفَّ من هواء الحريّة، فكما أن الموت هو خَيَالُ الحياة كذلك الحب هو خَيَالُ الموت، وذاتي الجامحة إليكِ , لن يؤذيَها شرٌ بعد الآن , لأنّها حيث تنظر عَبْر وجهكِ لا تسمع غير شوقها ولا ترى غير حُلمها ولا تخاف , ما دمتِ اللّحظة وراء اللّحظة وراء اللّحظة إلى أَن يسْكُت العصفور. - أنسي الحاج
لم أستطع أن أصبح أي شيء، لم أستطع أن أصبح حتى شريراً. ولا خبيثاً ولا طيباً ، ولا دنيئاً ولا شريفاً، لا بطلاً، ولا حشرة، وأنا اليوم في هذا الركن الصغير، أختم حياتي، محاولا أن اواسي نفسي بعزاء لا طائل فيه، قائلاً أن الرجل الذكي لا يفلح قط في أن يصبح شيئاً، وأن الغبي وحده يصل إلى ذلك. - فيودور دوستويفسكي
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير , الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير , فدفعتها فتدافعت مشي القطاة الى الغدير , ولثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغرير , فدنت وقالت يا منخل ما بجسمك من حرور , ما شف جسمي غير وجدك فاهدأي عني وسيري , واحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري. - المنخل اليشكري
السيدة الأنجليزية العجوز التي أقدمت على الإنتحار كانت تُدون يومياً ومُنذ أشهر في يومياتها: اليوم, لَم يأتِ أحدٌ لزيارتي. - ألبير كامو
الشيء الوحيد الذي تم تحريمه حتى اليوم بشكل منهجي هو الحقيقه. - فريدريك نيتشه
قلت لنفسي بحقد ودون صوت: ياحزن الأيام المشؤومة سوف أصرعك كذبابة ولن أحزن بعد اليوم أما الحيوان الصغير والمعصوب العينين والذي يسمونه الجبن فسوف أقتله. - عبد الرحمن منيف
هُنا أصل الحكايه .. ! أنّ المُرّبي لم يُربَّى على خُلُقٍ غيرَ الجهاله وبعضاً من تقاليد البداوه .. هُنا أصل الحكايه .. ! أنّ المُحاسِب لا يُحاسَب .. أَعِند الله فقط يلقى حِسابَه ؟ هُنا أصل الحكايه .. ! أنّ المُعلِّمُ لم يُعلَّم .. أرأيتَ السماء يوماً تُمطر بلا غمامَه ؟ يصيحُ الطفل في وطني " أين العداله ؟ أين العداله ؟ " أيُعقل أن يجدها قبل أن يأتي يوم القيامه ؟ أم أن يموت ولم يجدها وبعد الموت يلقاها هنا في هذه الدنيا وقد كانت تخشى الإبانه .. يصيحُ الطفل في وطني " أين الكرامه ؟ أين الكرامه ؟ " أيُعقل أن يراها اليوم في سروال أبيه قد كانت مخبأةً تحت العباءه ؟ أكان أبيه شيخاً ولم يخلع عباءته يوماً أمامه .. ؟ أم كان يخجل أن يخلعها حتى لا يَبين عارَه .. ؟ خذ يا إلهي ما تبَقَّ منّي .. ! فلم يبق لدّي هنا في دُنياكَ ما أخشى ضياعه .. ! فهذه أصل الحكايه .. هذه أصل الحكايه. - مثل الحسبان
لم تتجاوز أختي عمر السادسة عشر قط حينما ماتت.. إلا أن أمي قالت بينما نتناول الحساء بصمت "اليوم تتم مارتا عامها الخمسين". - إكتور آباد فاسيولينسي
أنا رجلٌ مضحك، وهم ينعتونني الآن بالمجنون، وقد كانَ من شأن هذا النعت أن يكونَ رفعاً من قَدْري لو أنّهم تراجعوا عن اعتباري مضحكاً، كما فعلوا في السابق. لكنني بعد اليوم لن أغضبَ عليهم، فجميعُهم لطفاء بالنسبة لي حتى وهم يهزؤون بي، بل لعلهم يصبحونَ أكثر لطفاً حين يفعلونَ ذلك، ولو لم أكن شديد الحزنِ وأنا أنظر إليهم لضحكت معهم ليسَ على نفسي بالطبع ولكن لكي أُسرّي عنهم، شديد الحزن لأني أراهم يجهلونَ الحقيقة؛ بينما أعرفُها أنا، ما أصعَبَ الأمرَ على من يعرف الحقيقةَ وحده، إنهم لن يفهموا ذلك. - فيودور دوستويفسكي
ولكن الحب الخالي من الصداقة ، من الرفقة، من الاهتمام المشترك إنما هو حب هزيل ، إنه ليس حباً بل لذة أنانية، و تفاهة منمقة. - فيودور دوستويفسكي
إنَّ السَّببَ الأساسيَّ في اضطراب هذا العالم اليوم، هو أنّ الأحمقَ واثقٌ أكثرَ ممّا ينبغي، والعاقلَ يكتنفُه الشكّ. - برتراند راسل
طوال اليوم المتباطئ، ذهنك مفتوح كدُرج سكاكين. - فيليب لاركن
عفواً فيروزٌ ونزارٌ .. فالحالُ الآنَ هو الأفظع , إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌ .. فزمانُ زعامتنا أبشَع , أوغادٌ تلهو بأمَّـتِـنا .. وبلحم الأطفالِ الرّضـَّعْ , تـُصغي لأوامر أمريكا .. ولغير "إهودٍ" لا تركع , زُلـمٌ قد باعوا كرامتهم .. وفِراشُ الذلِّ لهم مَخدعْ , عفواً فيروزٌ ونزارٌ .. فالحالُ الآنَ هو الأفظع , كنا بالأمس لنا وَطنٌ .. أجراسُ العَـوْدِ له تـُقرَع , ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ .. في الأرض، ولا حتى إصبع , إسفينٌ دُقَّ بعـَوْرتنا .. من هَرَم الجيزَة ْ إلى سَعسَعْ , فالآنَ، الآنَ لنا وطنٌ .. يُصارعُ آخِرُهُ المَطـلع , عـفواً فيروزٌ ونزارٌ .. أجراسُ العـَودةِ لن تـُقـرَع , مِن أينَ العـودة، إخـوتـنا .. والعـودة تحتاجُ لإصبَع ْ , والإصبعُ يحتاجُ لكـفٍّ .. والكـفُّ يحتاجُ لأذرُع , والأذرُعُ يَلزمُها جسمٌ .. والجسمُ يلزمُهُ مَوقِـع ْ , والمَوقِعُ يحتاجُ لشعـْب .. والشعـبُ يحتاجُ لمَدفع , والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ .. مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفعْ؟ا , عفواً فيروزٌ سـَيّدتي .. لا أشرفَ منكِ ولا أرفـع , نـِزارٌ قـال مقـَولـتهُ .. أكلـِّم نزاراً فليسمع , إنْ كان زمانكَ مَهـزلةً .. فهَوانُ اليوم هـو الأفظع. - تميم البرغوثي
أجد التقدم في السن صفقة خسيسة , لا يوجد أي مميزات بأن تكون كبيراً , لا تصبح أكثر ذكاء , ولا أكثر حكمة , ولا أكثر نضج , ولا تصبح ألطف , لا شيء جيد يحدث , ظهرك يؤلمك , يصيبك عسر في الهضم , والبصر لا يعود جيد , وتحتاج لجهاز يساعدك على السمع , إنه أمر سيء أن تصبح كبير وسوف أنصحك بأن لا تفعل إذا كان بإمكانك الإبتعاد عنه , فليس هناك أي خاصيات رومانسية. - وودي آلن
ستكرهها في يوم من الأيام كرهاً رهيباً بسبب هيامك بها الآن، و بسبب ما تتحمله اليوم من آلام. - فيودور دوستويفسكي
لنعد إلى مطلعَ القصيدة.. حيث بدأ أولُ خفق لقلبي على بحرِ عينيكِ متعاشق / متعاشق / متعاشق! تفعيلة واحدة بلا جوازات! اليوم هو يوم ميلادي يا نبض.. لا أعرف لماذا كلما مرَّ بي هذا اليوم تذكرتُ المرة الأولى التي رأيتكِ فيها! ألأنكِ ميلادي في وجهِ ميلادي، وعمري في وجه عمري.. أو لأنكِ كما أخبرتكِ من قبل أؤمن أن الإنسانَ في لحظة ما يولدُ إنساناً جديداً غير الذي كان عليه.. وأنا منذُ رأيتكِ ولدتُ من رحم عينيكِ، ولم يعد يمكنني الرجوع قبلكِ! أتذكركِ جالسة في مكتبة الجامعة! ساحرةٌ كأنكِ قصيدة جاهلية نظمها ابن أبي سلمى بعد أن بلغ من العمر / الشعر عتياً.. عابثةٌ بالقلب كشعر ابن أي ربيعة.. عذبةٌ كبيت لأبي نواس.. آخذةٌ بتلابيب القلب كرثاء ابن الرومي ابنه الأوسط.. تكللكِ هالة من الحكمة كأنك قصيدةٌ للمتنبي.. في يدكِ اليسرى كتاب، وفي يدكِ اليمنى قلمٌ تمنيتُ أنه أنا! تارةً تضعينه على شفتيك فأقول في عقلي كان الله في عونه.. وتارةً تخطينَ في الكتاب فأقول عثرة العيون الحلوة على ضالتها! قبلكِ لم يجذبني في المكتبة إلا الكتب! - أدهم شرقاوي
هناك هوس اليوم يجعلنا نتفحّص في كلّ لحظة هاتفنا لنرى مَن الذي بعث لنا برسالة قصيرة أو لمعرفة ماذا يجري من حولنا. هذا يمنعنا من لذة الانقطاع عن العالم والتمعّن بالوحدة. فجأة، تجد أنك تفتقر إلى هذه العزلة التي لطالما كانت مكوناً أساسياً في حياة البشر. سابقاً، كان يمكن المرء أن يبني عالمه الخاص داخل رأسه. على مدار الساعة، لا أرى سوى أشخاص يجلسون معاً في المقاهي وهم يحدقون في شاشات هواتفهم. وهذا أمر يولد فيّ شعوراً بالاضطراب. في أيّ مرحلة من التاريخ، تصرُّف كهذا كان سيقع في خانة قلة الأدب والاهانة. ثمة جيل يتربى على مبدأ أنّ هذا الأمر عادي ولا يمكن اعتباره إهانة إلى الشخص الذي يجلس معك. في اعتقادي أن هذا كله يدمّرنا. حسناً، ثمة أشياء أخرى تدمّرنا، لكن هذا أحدها. - تشارلي كوفمان