لا تسأليني كيفَ حالُ زماني ؟ ماذا يعيشُ اليومَ في وجداني ؟ ما أنتِ في دنيايَ إلا قصةٌ .. بدأت بقلبي وانتهت بلساني , وشدوتُها للناسِ لحناً خالداً .. يكفيكِ أنك كنتِ من ألحاني. - فاروق جويدة
تنتظر في محطة القطار وتركب , في الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا وإلى الشمال والجنوب .. تخلف أطفالا وتكبرهم , تتعلم وتنتقل إلى الوظيفة , تعشق او تدفن موتاك , تعيد بناء بيت تهدم على رأسك او تعمر بيتا جديدا , تأخذك الف تفصيلة وأنت وهذا هو العجيب واقف على المحطة تنتظر .. ماذا تنتظر ؟ - رضوى عاشور
لماذا البحر الطويل ، والبسيط ، والوافر ، والكامل ، والرجز .. إذا كان بحر النفط هو سيد البحار ؟ لماذا الفصاحة ، والبلاغة ، والبديع ، والبيان ، إذا كانت المصفاة التي تكرر النفط أهم من القلب الذي يكرر الدم .. ثم ماذا يفعل شاعر مثلي رأسماله الكلمة إذا كان الكلام ذاته محجوزاً عليه ، وموضوعاً تحت الحراسة .. اللغة العربية في طريقها إلى الانقراض لأنها لا تستعمل .. والشفاه العربية في طريقها إلى الضمور لأنها لا تهتز .. والأصابع العربية في طريقها إلى الزوال لأنها لا تتحرك .. وما دام الكلام ممنوعاً من الكلام .. وما دام الصوت ممنوعاً من أن يكون له صوت .. وما دامت الدمعة لا تجد قناة تصب فيها .. فإننا سائرون حتماً إلى عصر انحطاطنا الثاني .. فعصور الانحطاط لا تجيء إلا عندما تمنع أمة من استعمال شفاهها. - نزار قباني
وتكونين متعبة، معلقة ربما بين الحياة والموت تتطلعين في وهنٍ فينساب من عينيك الدمع، لا حزناً ولا فرحاً بل .. بل ماذا؟ هذا ما يفوق قدرتي على الوصف بالكلام .. ربما نبعٌ من مكان غامضٍ في باطن الجسم أو الروح أو الأرض. - رضوى عاشور
دعني أشعل لك هذه السيجارة .. إنها العاشرة .. هذه الأيام تدخن كثيرا .. ليتني أعرف ماذا تعني هذه السجائر بالنسبة لك! أهي لذة إحراق شيء؟ أهي لذة إشعال شيء والتفرج عليه؟ كل الناس عندك سجائر يستحقون الحرق .. أو كل كلامك سجائر ملفوفة رقيقة .. ثم هي بعد ذلك دخان في الهواء. - أنيس منصور
ما اقبح الكذب على الرفات , والكذب من ارذل الصفات , من غش نفسا جمع المظالما , ماذا ترى فيمن يغش عالما ؟ - أحمد شوقي
نظر في وجوههم وسألهم : ماذا تقولون بعد هذا الذي كان ؟ فأجاب الأكبر : لا أمل بغير القانون , وأجاب الأوسط : لا حياة بغير الحب , وأجاب الأصغر : العدل أساس القانون والحب .. فابتسم الأب وقال : لا بد من شيء من الفوضى كي يفيق الغافل من غفلته. - نجيب محفوظ
ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبر مدينتي .. وأموتُ في نفسي .. أموت , وأموتُ في خوفي .. أموت , وأموت في صمتي .. أموت. - فاروق جويدة
جلسَ الحضورُ على مقاعدهم ! سادَ الصمتُ وبدأ العرض ! قُتل الأول فـ تبعه الثاني فـ غارَ الثالث و لم يبقَ أحد ! تعالت آهات الحضور ! ولكن الصمت ما زال سيّدهم ! ما هذا ؟ ماذا حصل ؟ أشخاصٌ غرب يشدّون بأيديهم الى المسرح ! نعم , أنتم الأبطال الآن ! وحدث لهم ما حدث لغيرهم ! فـ أدرك الحضور الجدد أن عليهم أن يصرخوا قبل البدء بالعرض ! فـ صرخوا وقُتلوا واستمرّت المسرحية قرابة المئة عام ! والآن أصبح الحضور يجلسون على مقاعدهم بإطمئنان ! - مثل الحسبان
الآن يا وطني أعود إليك , توصد في عيوني كل باب .. لم ضقـت يا وطني بنا ؟ قد كان حلمي أن يزول الهم عني عند بابك , قد كان حلمي أن أرى قبري على أعتابك , الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك , ورجعت كي أرتاح يوما في رحابك , وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك , فبخلت يوما بالسكن , والآن تبخل بالكفن , ماذا أصابك يا وطـن ؟ - فاروق جويدة
وإذا فتحت باب غرفتي فلن أسمع: صباح الخير يا حبيبي.. التي أجدها ضاحكة على وجه أمي.. تصور إنني أسمع هذه العبارة لمدة 30 سنة متوالية دون أن تتعب أمي في تكرارها.. صحيح أن الأم هي الإنسان الوحيد الذي لا يتعب من الحب.. انتهى كل هذا.. والآن بدأت المرحلة التي نشتري فيها الحب.. نهضت من الفراش وأنا لا أعرف بالضبط ماذا عساي أن أفعل، فهذه هي المرة الأولى التي أجدني فيها أمام نفسي وجها لوجه.. وكنت أقول لنفسي: هل معقول أن تطلع الشمس في مثل هذا اليوم.. هل معقول أن تطلع الشمس غدا إذا فاتها أن تطلع اليوم.. وكنت أقول لنفسي: لا أعتقد ذلك.. هل معقول ألا يشعر أحد بهذه الكارثة التي حدثت لي. - أنيس منصور
وأنتم ماذا فعلتم بأرضكم ؟ اسأل ماذا فعلت بنا الأرض ؟ قتلت جدي من القهر والانتظار وشيبت أبي من الكدح والبؤس وأخذتني إلى الوعي المبكر بالظلم. - محمود درويش
انزع حبيبي معطف السفر , وابق معي حتى نهايات العمر , فما انا مجنونه كي اوقف القضاء والقدر , وما انا مجنونه كي اطفئ القمر , ماذا انا لو انت لا تحبني , ما الليل ما النهار ما النجوم ما السهر , ستصبح الايام لا طعم لها , وتصبح الحقول لها لون لها , وتصبح الاشكال لا شكل لها , ويصبح الربيع مستحيلا والعمر مستحيلا .. ابق حبيبي دائما كي يورق الشجر , ابق حبيبي دائما كي يهطل المطر , ابق حبيبي دائما كي تطلع الوردة من قلب حجر , لا تكترث بكل ما اقول يا حبيبي , في زمن الوحدة او وقت الضجر , وابق معي اذا انا سألتك الرحيلاَ. - نزار قباني
شكراً لله خالق كل شيء .. شكراً للأيام التي تغيّرنا للأفضل .. شكراً للصعوبات التي تمنحنا النجاح .. شكراً للإنسان الذي يسعى للخير .. شكراً لكل من لا يزال يحتفظ بداخله ببذرة خير ويرعاها على طريقته التي يراها مناسبة .. وشكراً للأرذال الذين يستفزوننا لنكرههم ونكره بالتالي رذيلتهم. - مثل الحسبان
اطل على شجر يحرس الليل من نفسي ويحرس نوم الذين يحبونني ميتا .. أطل على الريح تبحث عن وطن الريح في نفسها .. أطل على امرأة تتشمس في نفسها .. اطل على موكب الانبياءالقدامى وهم يصعدون حفاة الى اورشليم واسال هل من نبي جديد لهذا الزمان الجديد ؟ .. اطل كشرفة بيت على ما أريد .. اطل على صورتي وهي تهرب من نفسها الى السلم الحجري وتحمل منديل امي وتخفق في الريح .. ماذا سيحدث لو عدت طفلا وعدت اليك وعدت الي ؟ .. أطل على جذع زيتونة خبأت زكريا .. أطل على المفردات التي انقرضت في لسان العرب .. أطل على الفرس والروم والسومريين واللاجئين الجدد .. أطل على عقداحدى فقيرات الطاغور تطحنها عربات الأمير الوسيم .. أطل على هدهد مجهد من عتاب الملك .. أطل على ما وراء الطبيعة , ماذا سيحدث بعد الرماد ؟ .. أطل على جسدي خائفا من بعيد .. اطل كشرفة بيت على ما أريد. - محمود درويش
إنني لم أعرف الكثير جداً من هذه الدنيا، ولم أعرف إلا القليل جداً من نفسي، فعيناي مفتوحتان على الدنيا، ولكنني بلا عينين عندما أنظر إلى داخلي، إلى الزحام داخلي، إلى الوحشة المظلمة في أعماقي، إلى الإنسان الذي نسيته يصرخ ولا أسمعه ولا أتبينه، ولا أعتقد أنني سأستطيع يوماً ما، فقد اتسعت المسافة بيني وبينه، أو بيني وبيني، وإنني في حاجة إلى ترجمان، ترجمان صديق، يخبرني ماذا أريد أن أقول لنفسي، ماذا أريد من نفسي، ماذا أستطيع، ما الذي أقدر عليه. - أنيس منصور
ماذا يساوي الكلام أمام الخسارات الكبرى التي لا تعوض ؟؟ لا شيء. - واسيني الأعرج
تكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي ، وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه ، فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطا بالأصول ، بل نقدها والحوار معها ، فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول. - أدونيس
هي: هل عرفتَ الحب يوماً ؟ هو: عندما يأتي الشتاء يمسُّني شغفٌ بشيء غائب، أضفي عليه الاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى , هي: ماالذي تنساه؟ قُل! هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي به تحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني! هي: ليس حُباً ما تقول هو: ليس حباً ما أَقول هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش الموت في حضن إمرأة؟ هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَ وعانَقَتهُ كعاشقين هي: ثم ماذا؟ هو: ثم ماذا؟ هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديها من يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَ لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان أم طيفان أم؟ هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرض فينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟ هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ , أنت إذن عرفتَ الحب يوماً! هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول غبتُ هي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّما أصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاء هو: ربما فإلى اللقاء هي: ربما فإلى اللقاء. - محمود درويش
الى متى اعتكف عنها ولا اعترف ؟ اضلل الناس ولوني باهت منخطف , وجبهتي مثلوجة ومفصلي مرتجف , أيجحد الصدر الذي ينبع منه الصدف , وهذه الغمازه الصغرى وهذا الترف , تقول لي : قل لي فأرتد ولا اعترف , وأرسم الكلمه في الظن فيأبى الصلف , وأذبح الحرف على ثغري فلا ينحرف , ياسرها ! ماذا يهم الناس لو هم عرفوا , لا لن اريق كلمة عنها , فحبي شرفي لو تمنعون النور عن عينى لا اعترف. - نزار قباني