692 مقولة عن حكمة اليوم عن الوطن :

سأنجبُ طفلاً أسميه آدم.. لأن الأسامي في زماننا تهمة.. فلن أسميه محمد ولا عيسى.. لن أسميه علياً ولا عمراً.. لن أسميه صداماً ولا حسيناً.. ولا حتى زكريا أو إبراهيم.. ولا حتى ديفيد ولا جورج.. أخافُ أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمهِ نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابياً.. وعند المتطرفين يكون بغياً.. وعند الشيعة يكون سنياً.. وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً.. أخافُ أن يكون اسمه جواز سفره.. أريده آدم، مسلماً مسيحياً.. أريده أن لا يعرف من الدِّين إلا أنه لله.. وأريده أن يعرف أن الوطن للجميع.. سأعلمه أن الدين ما وقر في قلبه وصدقه وعمله وليس اسمه.. سأعلمه أن العروبة وهم.. وأن الإنسانية هي الأهم.. سأعلمه أن الجوع كافر، والجهل كافر، والظلم كافر.. سأعلمه أن الله في القلوب قبل المساجدِ والكنائس.. وأن الله محبة وليسَ مخافة.. سأعلمه ما نسيَ أهلنا أن يعلمونا.. سأعلمه أن ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأن ما عندنا هو الذي ينقصنا.. سأعلمه أني بدأت حديثي بأنني سأنجبهُ ذكراً.. لأن الأنثى ما زالت توؤد.. وأن الخلل باقٍ في ( المجتمع العربي ). - محمد الماغوط

     

إني أكتب اليوم عن أمي , ولكن كل واحد منكم سيقرأ فيه الحديث عن أمه هو , ألم يقل سبنسر إن الجميع يبكون في المآتم , ولكن كلاّ يبكي على ميّته ؟ فمن قعد يقرأ هذه الحلقة وله أم فليتدارك ما بقي من أيامها , لئلا يصبح يوماً فلا يجدها ولا يجد ما يعوضه عنها , وإن كانت عجوزاً أو كانت مريضة أو كانت مزعجة بكثرة طلباتها , فاذكر أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت يوماً أحوج إليها , وإن طالبتك أن تقدم لها من مالك فقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها , وأنها حملتك في بطنها فكنت عضواً من أعضائها يتغذى من دمها , ثم وضعتك كرهاً عنها , انتزعت منها انتزاع روحها , أما أبصرت يوماً حاملاً في شهرها التاسع , بطنها إلى حلقها لا تستطيع أن تمشي من ثقل حملها ولا تستطيع أن تنام ؟ وإن لم تر بعينك امرأة تلد أفما سمعت صراخها من ألمها ؟ ألم يبلغك ما تقاسي وما تتعذب ؟ لو سبب لك إنسان عشر هذا العذاب لأعرضت عنه ولهجرته , هذا إن أنت رفقت به فما انتقمت منه ولا آذيته , ولكن الأم تنسى بعد لحظات من خروج الولد ألمها , ثم تضمه إلى صدرها فتحس كأن روحها التي كادت تفارقها قد ردت إليها , وتلقمه ثديها ليمتص حياتها , فيقوى بضعفها ويسمن بهزالها. - علي الطنطاوي

     
مواضيع متعلقة ذات صلة
حالات واتس اب