ليس المكانُ هو الفخ ما دمتِ تبتسمين ولا تأبهين بطول الطريق .. خذيني كما تشتهين يداً بيدٍ، او صدىً للصدى، او سدى .. لا أريدُ لهذي القصيدة ان تنتهي ابداً .. لا أريد لها هدفاً واضحاً , لا أريد لها ان تكون خريطةَ منفى ولا بلداً , لا أريد لهذي القصيدة ان تنتهي بالختام السعيد، ولا بالردى , أريدُ لها ان تكون كما تشتهي ان تكون: قصيدةَ غيري , قصيدةَ ضدي , قصيدةَ ندِّي. - محمود درويش
إذا كان ماضيكَ تجربةً فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا! لنذهب , لنذهب الى غدنا واثقين بِصدق الخيال , ومُعجزةِ العُشْبِ. - محمود درويش
وشفّاف حضورك , فلا أدري إن كانت روحك تسكن جسدك , أم أن جسدك يلبس روحك ويشعّ لؤلؤة في عتمتي , يختلط عليّ الشكل والجوهر, فأرى الشكل جوهراً والجوهر شكل الكمال. - محمود درويش
وليكن لا بد لي أن أرفض الموت وإن كانت أساطيري تموت ، إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء ، وعن شعر جديد. - محمود درويش
بكأس الشراب المرصّع باللازورد انتظرها، على بركة الماء حول السماء وزهر الكولونيا انتظرها، بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال انتظرها، بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف انتظرها، بنار البخور النسائي ملء المكان انتظرها، برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول انتظرها، ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها فانتظرها، وإن أقبلت قبل موعدها فانتظرها، ولا تُجفل الطير فوق جدائلها وانتظرها، لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها وانتظرها، لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها وانتظرها، لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة وانتظرها، وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب انتظرها، وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها وانتظرها، ومسّ على مهل يدها عندما تضع الكأس فوق الرخام كأنك تحمل عنها الندى وانتظرها، تحدث إليها كما يتحدث ناي إلى وتر خائف في الكمان، كأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما وانتظرها ، ولمّع لها ليلها خاتما خاتما ، وانتظرها إلى ان يقول لك الليل: لم يبق غيركما في الوجود ، فخذها برفق، إلى موتك المشتهى وانتظرها. - محمود درويش
قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ ! وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني إلى زَمَنٍ خرافيّ , ويوجعني دمي والملحُ يوجعني ويوجعني الوريدُ. - محمود درويش
أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي , ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى , ولم أَحلُمْ بأني كنتُ أَحلُمُ , كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ , كُنْتُ أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً وأَطيرُ , سوف أكونُ ما سأَصيرُ في الفَلَك الأَخيرِ. - محمود درويش
ألا تعلمين بأني أسير اثنيين ؟ جناحاس : أنتِ وحريتي ,أحبكما هكذا توأمين. - محمود درويش
لا لست وحدك .. نصف كأسك فارغ والشمس تملأ نصفه الثاني. - محمود درويش
لم يَمُتْ أَحَدٌ تماماً ، تلك أَرواحٌ تغيِّر شَكْلَها ومُقَامَها. - محمود درويش
يمشي على الغيم في أحلامه، ويرى ما لا يرى .. ويظن الغيم يابسة ، عالٍ هو الجبل. - محمود درويش
أنا القويُّ، وموتي لا أُكرّرهُ .. إلا مجازاً، كأن الموت تسليتي , أُحبّ سيرة أجدادي، وأسأمها .. لكي أطير خفيفاً فوق هاويتي , حُرَاً كما يشتهيني الضوء، من صفتي .. خُلقتُ حرّاً، ومن ذاتي ومن لغتي , كان الوراءُ أمامي واقفاً، وأنا .. أمشي أمامي على إيقاعِ أُغنيتي , أقول: لستُ أنا منْ غابَ وليس هُنا .. هناك إن سمائي كُلّها جهتي , أمشي وأعلمُ أن الريح سيّدتي .. وأنّني سيّدٌ في حضن سيدتي , وكُلُّ ما يتمنّى المرء يُدركُهُ .. إذا أراد وإني ربُّ أُمنيتي. - محمود درويش
كل الملائكة الذين أحبُهم , أخذوا الربيعَ من المكان وغادروا. - محمود درويش
وأنتم ماذا فعلتم بأرضكم ؟ اسأل ماذا فعلت بنا الأرض ؟ قتلت جدي من القهر والانتظار وشيبت أبي من الكدح والبؤس وأخذتني إلى الوعي المبكر بالظلم. - محمود درويش
لا شيءَ يبقى على حالِه , للولادة وَقْتٌ , وللموت وقتٌ , وللصمت وَقْتٌ , وللنُّطق وقْتٌ , وللحرب وقْتٌ , وللصُّلحِ وقْتٌ , وللوقتِ وقْتٌ. - محمود درويش
الشاعر الكبير هو من يجعلني صغيراً حين أكتب وكبيراً حين أقرأ. - محمود درويش
فأين نسينا الحياة , سألت الفراشة وهي تحوم في الضوء فاحترقت بالدموع. - محمود درويش
أنا للطريق , هُناك من سبقت خُطاه خُطايّ , من أملى رؤاه على رؤاي .. هناك من نثر الكلام على سجيته ليدخل في الحكاية أو يضيء لمن سيأتي بعده أثراً غنائياً وحدسا. - محمود درويش
هل أؤدي جيدا دوري من الفصل الاخير؟ وهل قرأت المسرحية قبل هذا العرض أم فرضت علي؟ وهل أنا هو من يؤدي الدور ام ان الضحية غيرت أقوالها لتعيش ما بعد الحداثة , بعدما انحرف المؤلف عن سياق النص وانصرف الممثل والشهود ؟ - محمود درويش
هسيس الكلمة في اللامرئي هو موسيقى المعنى، يتجدد في قصيدة يظن قارئها من فرط ما هي سريّة، أنه كاتبها. - محمود درويش