فالجنونُ يبدأُ عندما لا يعودُ المحبُ قادراً على الكلام، أي عندما يخونه الكلام، ولهذا كانت لحظة اللقاء الخاطف بين الجنون والكلام، بين جنونٍ يتكلم وكلامٍ يُجنُّ - هي لحظةُ التعبير، أو لحظة الشعر بامتياز، وهي لحظة نادرة. - أدونيس
الكتابة ، بالنسبة إليّ هي هذا البحث السري الغامض من أجل أن نقول ما ننتظره ، وقراءة هذه الكتابة هي كذلك بحث سري ، لا يُدرك من هذا الذي ننتظره إلا الشبح ، كأننا ، كتاباً وقرّاء ، نبحث في النص الفني عما لا يمكن أن نجده ، أو كأننا نريد أن نبلغ ما لا يمكن بلوغه. - أدونيس
أيها البحر يا صديق الجرح ، أيها الجرح يا صديق الملح ، أيها البحر الأبيض ، أيها الفرات يا أياماً بلا رقم ، أيها العاصي يا سريراً بلا طفل ، وأنت يا بردي _ لقد شربتكِ جميعاً وما ارتويت ، لكنّي تعلمت الحب ، ووحده اليأس جدير بالحب. - أدونيس
وحين نقول بتجاوز الماضي فإننا نعني ، تحديداً ، تجاوزاً لتصورات معينة للماضي ، أو لفهم معين ، أو لبنى تعبيرية معينة ، أو لعلاقات معينة ، أو لمعايير وقيم معينة ، ولا يعني اطلاقاً أننا ننفك وننفصل عنه ، كأنه أصبح عضواً ميتاً زال وتلاشى .. فهذا محال عدا أنّ القول به جهل كامل ، لا بالماضي وحده ، بل أيضاً ، بطبيعة الإنسان ، وطبيعة الإبداع. - أدونيس
لكلمة ليل بَشَرةٌ حين لامستُها اليوم شعرتُ كأنني أُلامِسُ جسدي. - أدونيس
في السنوات الخمسين الأخيرة، أخذت العلاقة بين المواطن العربي والسلطة، تتأسس على إنعدام الثقة: المواطن لا يثق بسلطته التي فُوِّض إليها أمرُ حياته وثقافته، والسلطة لا تثق بهذا المواطن الذي يدفع الضرائب ويُدافع عن وطنه، تحولت العلاقة بينهما فأصبحت مسألة ((أمنية)) في المقام الأول، صار الهاجس الأول للسلطة هو أن ((تحميَ)) نفسها حمايةً كاملة، وبمختلف الوسائل، من عدوان المواطن، تقابلها عند المواطن ((ثقافة الاحتماء)) من عدوان السلطة، سواء بالصمت، أو البُعد والانعزال عن السياسة، أو بالنفاق والتزلف، بشكلٍ أو آخر، قليلاً أو كثيراً. - أدونيس
بين أَفضل هوايَاته: أن يتقرَّى كلّ يومٍ قُبيلَ نَومه تجاعيدَ أَحلامه. - أدونيس
تكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي ، وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه ، فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطا بالأصول ، بل نقدها والحوار معها ، فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول. - أدونيس
ألهذا الشخص معنى ؟ أم أنه مجرَد رقم , مجرد شكل , مجرد دمية ؟ - أدونيس
في نظام يحوّل الفردَ إلى كائنٍ مسلوب الحيويّةِ ، محجَّمٍ ، مؤطرٍ ، - لا يصبح الحلم الرومنطقي مطلوباً وحسب ، بل يصبح مشروعاً بشكلٍ مطلق : أعني الحلم بفردٍ مختلفٍ وخلّاق - في عالمٍ مختلفٍ وخلاقٍ. - أدونيس
وفي نظام يجعل الفرد يعيش في وضعٍ دائم من الاتّهام والنّبذ وفي حالة من القصور الدّائم ، تصبح الخطيئة ، من وجهة نظر الفرد المقموع ، شرط الحرية ، الأول والوحيد ، فبها ، أي بخرقه الممنوع ، يشعر أنه تجاوز مرحلة القصور وأنه مستقلّ وحرّ بل إن الخطيئة هنا هي في نفسها شكل من أشكال الحرية. - أدونيس
أن يفرض معنىً وحيدٌ واحد يعني افتراضاً لنهاية العقل والمعرفة ، هل يمكن أن نتصور يوماً تكون فيه المعرفة مكتملة بحيث تنتفي الحاجة إليها ؟ أو يوماً لا تنشأ فيه مشكلات جديدة لم تعرف سابقاً ؟ هل يمكن أن نفترض يوماً لا يعود الإنسان فيه محتاجاً إلى أن يطرح أي سؤال ؟ المعنى الوحيد ، المسَّبق ، يجيب : نعم. - أدونيس
النقد كالفكر ، أو هو فكر لا يتغذّى وينمو إلا بالتساؤل المستمر ، وهو لذلك يضع نفسه ، لا الأشياء والنصوص وحدها ، موضع تساؤل دائم ، وإعادة نظر مستمرة . إنه نقيض المنهج المغلق ، وهو لذلك بدءٌ يظل بدءاً. - أدونيس
كيف تُمزّق نبوّات الدجّالين – سياسيين ومنظّرين، كيف يُصنع العالمُ بيد الحرية، كيف تكتب القصيدة بلا كلمات، كيف تُحرثُ الأرض بالحب، وتُحرسُ بالعدالة والكرامة: ذلك ما نتعلّمه، الآن، في شوارع المدن العربية وساحاتها. - أدونيس
ويخلق "الفقهاء" في وعي العربي أنّ الماضي هو دائماً الأفضل والأجمل ، ولئن كان هناك من يعرف جمال الماضي ، ويعرف كيف يكتشفه ، فإن ذلك هو الشاعر في المقام الأول ، ولئن كان صحيحاً ، كما يعلمنا هؤلاء "الفقهاء" أن العرب لن يأتوا بشاعر أو فيلسوف أو فقيه في مستوى الشعراء والفلاسفة والفقهاءالأوائل ، أو يفوقهم ، فإن معنى ذلك أن وجود العرب نوع من الانحدار المتواصل ، وأنهم سائرون إلى الانقراض الثقافي ، هل الفقه الأكمل ، حقاً والشعر الأكمل ، والفلسفة الأكمل ، والفن الأكمل ، والمعرفة الأكمل ، موجودة كلها في الماضي ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب ، فلن يكون لتتابع الأزمنة وتغيرها ، وللموت والولادة ، أي معنى في حياة العرب ، ولن يكون كذلك للمعرفة وللشعر والفن والفلسفة أي معنى. - أدونيس
يا وجه الممكن وجه الأفق, غيّر شمسَك أو فاحترق. - أدونيس
حينما أُغرقُ في عينيك عيني , المح الفجر العميقا , وأرى الامس العتيقا , وأرى ما لست أدري واحس الكون يجري بين عينيك وبيني. - أدونيس
لكي تقول الحقيقة ! غيّر خطاك تهيأ ، لكي تصير حريقه. - أدونيس
الإنسان ينير كل شيء، فكيف ينير إن كان محددًّا ؟ من هنا كانت الحرية جوهر الإنسان، وكان فيه شيء من اللانهاية: لا ينضب، ولا تمكن معرفته معرفة كلية نهائية. - أدونيس
كان رصاص يهمى والأطفال شظايا أو رايات .. ها هي أجسام المحروقين , المذبوحين , القتلى من أجل الحرية بقع شمسية. - أدونيس