هو.. رجل الوقت عطرًا . ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه ؟ وثمة هدنة مع الحب ، خرقها حبه . ومقعد للذاكرة ، ما زال شاغراً بعده . وأبواب مواربة للترقب . وامرأة.. ريثما يأتي ، تحبّه كما لو أنه لن يأتي . كي يجيء . فوضى الحواس) - احلام مستغانمي
إن كانت الهزّات العاطفيّة قدرًا مكتوبًا علينا، كما كُتِبَت الزلازل على اليابان، فلنتعلّم من اليابانيّين إذاً، الذين هزموا الزلازل بالاستعداد لها، عندما اكتشفوا أنّهم يعيشون وسط حزامها. يمرّ زلزال خفيف على بلد عربي، فيدمّر مدينة عن بكرة أبيها، ويقضي على الحياة فيها لسنوات عدّة. ذلك أنّ الإنسان العربي قدريّ بطبعه، يترك للحياة مهمّة تدبّر أمره. وفي الحياة، كما في الحبّ، لا يرى أبعد من يومه، وهو جاهز تمامًا لأن يموت ضحيّة الكوارث الطبيعيّة أو الكوارث العشقيّة، لأنّه يحمل في تكوينه جينات التضحيات الغبيّة، للوطن والحاكم المستبدّ، وللعائلة والأصدقاء، فكيف لا... للحبيب. في المقابل، تصمد جزر اليابان يوميًّا في وجه الزلازل. كلّ مرّة تخرج أبراجها واقفة، ويخرج أبناؤها سالمين. عندهم، يُعاد إصلاح أضرار الزلازل في بضعة أيّام؛ وخارج التسونامي.. قلّما تجاوز عددُ الضحايا عددَ أصابع اليد. - احلام مستغانمي
لا أدري ما سرّ ذهاب العشاق إلى الحبّ حفاة، تاركين عقولهم مع أحذيتهم عند عتبة الجنون، وكأنهم ذاهبون حيث لا رجعة .. - احلام مستغانمي
الحُب هو مقدِرة شخصَين على أستخدام فُرشاة أسنان وآحدة . - احلام مستغانمي
الحبّ لا يُقاس بعدد الساعات التي كلّمك فيها بالبطاقات الهاتفيّة ، بل بالزمن الذي ، في انتظاره ، كنتِ تحسبين الأشهر والأسابيع والأيّام بالساعات . وحده الوفاء يملك عدّادًا دقيقًا للوقت . إنّه النخاع الشوكي لذاكرة العشاّق . - احلام مستغانمي
الحبّ يجلس دائما على غير الكرسي الذي نتوقّعه . . تمامًا بمحاذاة ما نتوقعه حُبًا ! - احلام مستغانمي
ما من قصة حب إلا وتبدأ بحركة موسيقية، قائد الأوركسترا فيها ليس قلبك، إنّما القدر الذي يُخفي عنك عصاه. بها يقودك نحو سلّم موسيقي لا درج له، مادمت لا تمتلك من سمفونية العمر لا (مفتاح صول) ...ولا القفلة الموسيقية. الموسيقى لا تُمهلك، إنها تمضي بك سِراعاً كما الحياة، جدولاً طرِباً، أو شلالاً هادراً يُلقي بك إلى المصب. تدور بك كفالس محموم، على إيقاعه تبدأ قصص الحب ... وتنتهي. حاذر أن تغادرك حلبة الرقص كي لا تغادرك الحياة. لا تكترث للنغمات التي تتساقط من صولفيج حياتك، فما هي إلا نوتات - احلام مستغانمي
الحب هو ذكاء المسافة. ألا تقترب كثيرا فتلغي اللهفة ، ولا تبتعد طويلاً فتُنسى - احلام مستغانمي
لا أحد يعلمنا كيف نحب .. كيف لا نشقى .. كيف ننسى .. كيف نتداوى من ادمان صوت من نحب .. كيف نكسر ساعة الحب .. كيف لا نسهر .. كيف لا ننتظر .. كيف نقاوم تحرش الأشياء بنا .. كيف نحبط مؤامرة الذكريات .. وصمت الهاتف , كيف لا نهدر أشهرا وأعواما من عمرنا في مطاردة وهم العواطف , كيف نتعاطف مع جلادنا من دون أن نعود الى جحيمه .. كيف ننجو من جحيمه دون أن نلقي بأنفسنا في تهلكة أول حب نقابله .. كيف نخرج من بعد كل حب أحياء .. أقوياء .. وربما سعداء , هل من يخبرنا ونحن نبكي من ظلم من أحببنا أننا يوما سنضحك مما اليوم يبكينا؟ - احلام مستغانمي
كان الحب افضل حالا يوم كان الحمام ساعى بريد يحمل رسائل العشاق . كم من الاشواق اغتالها الجوال و هو يقرب المسافات , نسى الناس تلك اللهفةالتي كان العشاق ينتظرون بها ساعي بريد ,و أي حدث جلل ان يخطّ المرء -احبّك- بيده. أية سعادة وأية مجازفة أن يحتفظ المرء برسالة حب إلى آخر العمر. اليوم , -احبّك- قابلة للمحو بكبسة زرّ . هي لا تعيش الا دقيقة .. ولا تكلّفك الا فلسّا - احلام مستغانمي
السعادة ، ذلك العصفور المعلق دوما على شجرة الترقب ، أو على شجرة الذكرى. هاهو على وشك أن يفلت مني الآن أيضا . ولأنني أدركت ذلك بدأت أعيش ذلك الحب ، بشراسة الفقدان . كالذين يعيشون عمرًا مهددًا ، علمني الموت من حولي أن أعيش خوف اللحظة الهاربة ، أن أحبَّ هذا الرجل كل لحظة.. وكأنني سأفقده في أية لحظة ، أن أشتهيه ، وكأنّه سيكون لغيري ، أن أنتظره.. دون أن أصدق أنه سيأتي . ثم يأتي.. وكأنه لن يعود ، أبحث لنا عن فرحة أكثر شساعة من موعد ، عن فراق ، أجمل من أن يكون وداعًا . - احلام مستغانمي
أنجبتني أمّي مرّة و أنجبني الحبّ مراراً .شكراً للحبّ الذي سيظلّ يغيّر تاريخ ميلادي.. حتى آخر يوم من حياتي . ما استطعتُ يوماً تغيير قدري العاطفي ، محكومة مذ اسمي بالحلم المؤبد و بحكم مولدي بالصواعق العشقيّة . - احلام مستغانمي
مع كلّ حبّ، علينا أن نربّي قلوبنا على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ شقاءنا يكمن في الفكرة. ماذا لو جرّبنا الاستعداد للحبّ بشيء من العقل؟ لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يوميّة على الصبر على من نحبّ؟ لو قاومنا السقوط في فخاخ الذاكرة العاطفيّة، التي فيها قصاصنا المستقبلي؟ أن نَدخل الحبّ بقلب من «تيفال» لا يعلق بجدرانه شيء من الماضي. أن نذهب إلى الحبّ كما نغادره دون جراح، دون أسًى، لأنّنا محصَّنون من الأوهام العاطفيّة؟ ماذا لو تعلّمنا ألاّ نحبّ دفعة واحدة، وألاّ نُعطي أنفسنا بالكامل؟ أن نتعامل مع هذا الغريب لا كحبيب، بل كمحتلٍّ لقلبنا وجسدنا وحواسّنا؟ ألاّ يغادرنا احتمال أن يتحوّل اسمه الذي تنتشِي لسماعه حواسّنا، إلى اسم من أسماء الزلازل أو الأعاصير التي سيكون على يدها حتفنا وهلاكنا؟ - احلام مستغانمي
في مواجهة الحب ، كما في مواجهة الموت ، نحن متساوون . لا يفيدنا شيء : لا ثقافتنا.. لا خبرتنا.. ولا ذكاؤنا.. ولا تذاكينا . نذهب نحو الاثنين ، مجردين من كلّ الأسلحة.. ومن كل الأسئلة . - احلام مستغانمي
أقصى ما يمكن أن يقوم به هو أن يجعل المخلوقات تعتذر عنه . كما حين قال لها - سأجعل الأشجار تعتذر لك - . من أين له هذه القدرة التدميريّة ؟ لكأنّه يحمي نفسه من الحبّ بأذيّة من يحبّ . - احلام مستغانمي
أجّلت طويلاً عودتها إلى بيت أثّثته من أجله ولن يزوره . تحتاج إلى أن تستعيد قواها قبل مواجهة مرتجعات الحب . كلّ ما اقتنته عن عشق ، يوجعها اليوم بتنكيل النهايات . حرمت نفسها من أشياء كثيرة ، لتهدي إلى نفسها هذا الألم الباذخ . اشترت ألمها بالتقسيط المريح ، بعملة الكرامة . اعتادت أن تدفع بالعملة الصعبة . تجوّلت بين حطام أحلامها . كم من الأشياء كسّر ذاك الرجل دون علمه - احلام مستغانمي !
لا حبّ يتغذى من الحرمان وحده، بل بتناوب الوصل والبعاد، كما في التنفّس. إنها حركة شهيق وزفير، يحتاج إليهما الحب لتفرغ وتمتلئ مجدّدًا رئتاه. كلوح رخامي يحمله عمودان إن قرّبتهما كثيرًا اختلّ التوازن، وإن باعدتهما كثيرًا هوى اللوح.. إنه فنّ المسافة! - احلام مستغانمي
كانا عاشقين يرقصان في قاعة تتضاعف فيها خطاهم بعدد مراياها، فيزدحم بهما الحبّ نشوة. كيف القبض على هذه اللحظات الباهرة في بذخها؟ لا تريد امتلاك المكان بل اللحظة، هذا الدوار العشقي تريده دوارًا أبديًّا. يده الممسكة بيدها لأول مرة، تريد أن تستبقيها، كي تواصل الدوران إلى الأبد في عين إعصار النشوة. - احلام مستغانمي
نأتي الحب متأخرين قليلاً، متأخرين دومًا, نطرق قلبًا بحذر، كمن مسبقًا يعتذر، عن حب يجيء ليمضي.بصيغ مغايرة، يعيد الحب نفسه، ببدايات شاهقة لأحلام.. وانحدارات مباغتة الألم. وعلينا أن نتعلم كيف ننتظر أن يوصلنا سائق الحب الثمل إلى عناوين خيبتنا. - احلام مستغانمي
كان عليه إذًا، أن يحبّها أقلّ، لكنّه يحلو له أن ينازل الحبّ ويهزمه إغداقًا. هو لا يعرف للحبّ مذهبًا خارج التطرّف، رافعًا سقف قصّته إلى حدود الأساطير. وحينها يضحك الحبّ منه كثيرًا، ويُرديه قتيلاً مضرجًا بأوهامه. - احلام مستغانمي