تناسيناه ماكان بيننا.. لذا حين يطغى بنا هاجس التذكر نكتفي بأن نضيء مصباحا لتأنيب الضمير وسرعان ما نطفئه دون ان نلتفت، دون أن نكترث ودون أن نتوجع، إننا ننسى سريعا، نتعافى دون وخزة الملامة والندم، إننا نتخلى سريعا وكأن الطرقات أصبحت وجوها من المارة العابرين بلا صفات ومزايا!. - إلهام المجيد
وانه ممن ينتظر الليل ليمرر لي ما يحتبس في قلبه طوال النهار والفِرار، وانه ممن ينزوي إلى الليل إذ لا عتب مسموع ولا ذنب يُغتفر، ولا جزاء في حق الوصل ولا عقوبة! وانه ممن يكتفي بالليل دونا عن قلب يتطلع إليه وايدٍ تلوح إليه ونداء يتجه إليه فلا يلتفت ولا يصغي، وانه ممن يتلو ظنه بجدارة!. - إلهام المجيد
و انه من البديهي بعد شوق وفراق أن تكون في يومي وليلي،وفي صحوي ونومي وفي سري وجهري! و انه من البديهي أن تكون معي كيفما كنت على حال التَذكر أم على مشيئة التناسي! و انه من البديهي أن تبقى فيّ أكثر مما أنا في نفسي، وأقرب مما أنا في وعيي، و أعمق مما لم أجرؤ على الاعتراف به أمام ضميري!. - إلهام المجيد
وواحدة من الليالي.. التي يهرع بها قلبي إلى النافذة ويدي إلى الباب، ووهمي لوقع القدم! وواحدة من الليالي.. التي ما غاب فيها الصمت أو أنصفني الوقت أو حل فيها صوت يُرتجى! وواحدة من الليالي.. التي كان فيها للوجوه ظل وللغياب ظل، وللخيال ظل و للظل ظل!!. - إلهام المجيد
وكأن قلبي لديك.. وكأن مكانه أصبح خاويا وفارغا إلا من يقين أنه كان..لدي! وكأنك لم تكن لتهتم، او تنتبه، او تأخذ الأمر على محمل... الحب! وكأني اصبحت وقد خسرت القلب، وضيعت آثار هَزلك وجدك..! وكأنك قد شيدت هذه المتاهة عن..عمد! وكأني لحقت سرابك وتهت عني لمرات..عدة!!. - إلهام المجيد
بوسعي أن اناديك بطريقة أخرى، أن أسقط في واديك نجمة، أن اختبيء عنك بدلال زهرة، أن امشي خلفك على اطراف اصابع..القلب، أن اشدوك طوال الليل، ثم لا اتركك لتقلبات حواء، بوسعي أن أرسمك على جدار القلب بالطبشور والورد المنثور.. بوسعي أن أهبك يومي على دُفعات ولا أرجِع في لحظة ما عن... قراري!. - إلهام المجيد
كلماتك و شيء من هذا وذاك، وأنت كمن يحاول اتمام الامر ولكن شوقه منقوص وعتابه بين بين، وكنت لا تعرف إليّ سبيل ولا تدرك في الاتجاهات رأي، وبقيت على هذه وتلك الحال فما عرفتك أنا ولا ظفر بك الحب ولا طالك البعد ولا نالك النسيان ولا استدل عليك وصف وشرح!!. - إلهام المجيد
إنهم لا يفرطون بالحب فقط.. اولئك المنسيين واتباع النسيان! اولئك الذي يفلتون الأيدي عند اول الطريق! اولئك الذين لا يقدرون عداد العمر وموازين الحظوظ الوفيرة، اولئك الذي يهملون عمدا وداعة النداء على الاسماء عند اشارات المرور، اولئك الذين يسيرون دوما إلى الأمام فقط كما القطارات!. - إلهام المجيد
إليك وفي القلب ما لا أعرفه، إليك وخاطر النفس لا يُفسر، إليك و أما زلت تتهمني بالـ أنا المفرطة؟! إليك وعلى لساني كم من الاعترافات صار في حوزتك، إليك وهل عُدت منك لمرة لكي تدعي ملاحقتي، إليك ولو باستطاعتي معرفة أي الجهات الأربع سبيل الهرب، إليك وإلي عني فقط لو نجوت من اسرك!!. - إلهام المجيد
لا بأس وقد شيدت عطرك وتركت من بعدك ارثا لا يستهان به، لا بأس وقد قطعت رجائي في النسيان وجلست إلى ذكراك ما بعد الجرأة واليأس والمحاولة وقلة الحيلة، لا بأس وقد قنعت بنصيبي من الصور والصدى ولم أعد أمد العين إلى ما وراء النافذة وما خلف الباب، لا بأس والحياة في الخارج لم تعد ذات حياة!. - إلهام المجيد
أنا والليل يوما لم نتفق، هو يعود باردا، ساكنا، ساهما، غير مبالٍ بما يجري من وراء ظهره، انا والليل يوما لم نتفق، هو قانع بمصيره وانا من راسي إلى أخمص قدمي ينتابني القلق، هو ساكت عن حقه في الحياة وانا ساعية من أوله لآخره من أرقٍ لـ أرق.. انا والليل لجة من التنافر غرق يعقبه غرق!!. - إلهام المجيد
اعطني ريشة وخذ اصابعي.. اعطني حقلا وخذ عيني، اعطني موسم حب واحد وخذ عن قلبي وعدا من الفصول الاربعة.. اعطني نايا وخذ دهشة الأغاني، اعطني قلبا ارى من خلاله تلك المدينة المنسية وذاك الزُقاق، اعطني ربيعا يمشي كتفا بكتف مع اشجار اللوز وسيقان الياسمين وعبق أزهار الزيزفون!!. - إلهام المجيد
ولولا أن الحب يعني سرمدية الاشياء، ولولا أن ما نشعر به على شفا ذكرى، ولولا أني مقرة لا محالة، ولولا أن الليل برمته سوف يطالنا، ولولا أن الشوق واقعٌ رغم الخيال، ولولا أن الوشاية طرقات، ولولا أن الرسائل الهاربة سوف تُنشر، ولولا أن العيون كانت بُنية و مُغرية، ولولا أنك ستبقى بقلبي!!. - إلهام المجيد
نحن لا نكتب.. نحن نذرف العمر ورد و نترفق بذوات الحياة، نحن لا نكتب.. إنما هي عناويننا المنسية، ووجوهنا التي نسرقها من كل عابر! نحن لا نكتب.. نحن نجلس إلى ظلالنا لوقت أكبر! نحن لا نكتب.. نحن نمشي فقط على الكلمات التي نسمعها، والتي نتمناها، او التي ننتظرها على باب الخاطر!. - إلهام المجيد
لم تكن صراحتك مبالغا بها حتى وانت تمتهن الصمت وتداري الكلام وتظهر ما تشاء وتخفي ما تريد كنت واضحا لي و مكشوفا، بوسعك أن تتخلى عن زهرة الاوركيد التي اشتريتها مقابل ابتسامة طفيفة ولحظة وفاق مع الوقت، أنت قنوع جدا وهذا ما يثير قلقي دوما، أنت راضٍ طوال الحب وهذه بحد ذاتها مشكلة!. - إلهام المجيد
هذه المساحة الشاسعة من الكلام كانت قلبي..! هذا المدى الاصفر، هذا الشهيق المصحوب بالتنهيده هذا الخريف الذي يرفع راية للسلام! وهذا الشتاء الذي ليس من عادته أن يمتنع عن البرد، المطر، الجُلبة والغمام! هذا الافق الأبيض من ذرى الورق، الرسائل ورفع العتب في يوم من الايام.. كان..قلبي!. - إلهام المجيد
هل ساد الليل، هل حل الصمت، هل أذعن قلبك للوقت، هل نسيتني؟ هل أشفقت على النسيان، أم طغت رأفتك على وقع التذكر؟! هل تنوي الهرب، هل هيأت لـ اقدامك السبب؟! هل أخذت بيدك الباب؟ هل احكمت غلق نافذة التعب؟ هل تركتني فريسة لـ الاسئلة؟ هل اخذت معك الذُهُول والعجب؟. - إلهام المجيد
و لاتعنيني المسميات.. فـ أنت مجازًا... غائب! وأنت عددا وجسدا في رواق الذاكرة، وأنت في القصد وجهةً وفي الواقع سراب، وأنت في التلميح ليس سواك، وأنت في الاشارة أصبع صريح! وأنت في التمويه ما يؤرق عين الاشياء! وأنت في المدى سماء وماء، وأنت في التنبيه دقة قلب، وأنت في الخفاء آه لها صوت وصدى!. - إلهام المجيد
وكيف تكتبني..؟! وكيف يلاحقني سرب كلماتك، وكيف تنصفني في العمر وفي الوصف، وكيف تأخذ بيدي إذا ما اتسع الطريق، وكيف تحملني باقة اقحوان، وكيف تبحث عني في خارطة احتمال، وكيف تحملني على صدرك كـ نيشان نصر، وكيف تجعلني احجية شوق، وكيف تعرفني والوجه ورد، وكيف تغمض العين والحب بصيرة؟!. - إلهام المجيد
بقاء الخلائق رهن الفناء وقصر التداني وشيك التنائي.. لهذا نحن القلة التي بات يرعبها الحب والبدايات المَرْجُوّة، لهذا نحن الذين أصبحنا نخاف التحايا الودودة والقرب المريب، لهذا نحن الذين نقف خلف الأبواب الموصدة وقلوبنا ترتجف وايدينا تدفع الغواية بكل ما لها من قوة!. - إلهام المجيد