لماذا بقى الصوت حاضراً إلى هذا الحد ؟ لماذا تصون الذاكرة أشياء دون أشياء. - رضوى عاشور
والقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت .. يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن .. يلقون بك في قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكي على تلك المزق الآدمية التي تعرف أنها أنت، تبكي على حالك وعلى هجر حبيب في الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلي بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين .. وحدك في سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذي يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار .. وحدك في سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك .. يصير لك رفاق يسكنون معك في قبو أيامك ولياليك .. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء في عتمة الجدار. - رضوى عاشور
من قال إن التليفونات تسمح بالوصل ؟ لا تسمح. - رضوى عاشور
الذاكرة إذن .. الذاكرة هي كل شيء. - رضوى عاشور
ليس خطأً كبيراً أن تفعل ما تريد أحياناً. - رضوى عاشور
من يعلن الفرح في موكب الجنازة مجنون. - رضوى عاشور
تقرأ بلا انقطاع ، وعندما ترفع عينيها عن الكتاب لا يسمع المرء منها إلا كلمة 《 لا 》 .. إنها عنيدة والكتب تغذي عندها. - رضوى عاشور
تنتظر في محطة القطار وتركب , في الوقت نفسه قطارات تحملك شرقا وغربا وإلى الشمال والجنوب .. تخلف أطفالا وتكبرهم , تتعلم وتنتقل إلى الوظيفة , تعشق او تدفن موتاك , تعيد بناء بيت تهدم على رأسك او تعمر بيتا جديدا , تأخذك الف تفصيلة وأنت وهذا هو العجيب واقف على المحطة تنتظر .. ماذا تنتظر ؟ - رضوى عاشور
الأمهات يمتن مبكراً .. حتى إن أمتد بهم العمر الى الثمانين. - رضوى عاشور
لمَ لم أحمل ابني وابنتي وأنجو بهما بعيداً عن هذا المكان الذي صار يقول لنا ضمناً: اتركوا البلد، أنتم غرباء .. هل قلت ضمناً؟ خطأ .. يقولونها صراحةً وكل يوم .. رأيت بعيني العبارة مكتوبة على الجدران. - رضوى عاشور
وتكونين متعبة، معلقة ربما بين الحياة والموت تتطلعين في وهنٍ فينساب من عينيك الدمع، لا حزناً ولا فرحاً بل .. بل ماذا؟ هذا ما يفوق قدرتي على الوصف بالكلام .. ربما نبعٌ من مكان غامضٍ في باطن الجسم أو الروح أو الأرض. - رضوى عاشور
تركته ومشيت في طريقي إلى البيت بهدوء واتزان .. كأنني لم أكن أركض تجاه رجل أحبه فاصطدمت بجدار من زجاج شج رأسي وجرحني وترك كدماته الزرقاء تعلم في جسدي. - رضوى عاشور
قد أستطيع الوقوف ضد التيار وقد لا أستطيع .. المجتمع يذبحنا بألف طريقة , يذبحنا كل يوم فنتعلم تدريجيا كيف نتحايل عليه. - رضوى عاشور
هل هزمك الخوف أم أخافتك الهزائم؟ أم أن الموت والحياة يتعريان بلا حياء ويتضاجعان على فراشك وأنت بلا حول ولا قوة تراقبين، وتصرخين بلا صوت؟ تقولين هذه كلها أوهام، تسقطينها، تقومين إلى صنبور الماء وفرشاة الأسنان وصباح الخير والقهوة. - رضوى عاشور
طوبى لمن يبقى على سلامة عقله وروحه في زمن الريح الصفراء وانتشار الطاعون. - رضوى عاشور
أقول للطبيب: أشعر بالخوف، في الصحو والمنام .. ربما أطير لأنني خائفة، ولكن عندما أطير أتخفف من خوفي .. لا أعود أنتبه لوجوده , وحين يغلب الخوف أجد نفسي غير قادرة على الوقوف أو المشي , أتمترس في السرير .. يبدو الذهاب إلى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة , أتحاشى الخروج ما أمكن , أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة لأنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه .. لحظة استيقاظي من النوم هي الأصعب , يستغرقني الاستعداد للخروج إلى العمل ساعتين، لا لأنني أتزيّن وأتجمل بل لأنني لا أكون قادرة على النزول إلى الشارع والذهاب إلى الوظيفة ولقاء من سألتقي بهم , وحين أذهب إلى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً، أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات .. أسميت شعوري خوفاً ولكنني لست متأكدة من دقة التوصيف، ربما هو شيء آخر، إعراض أو توجس أو شعور مختلط لا يشكل الخوف إلا عنصراً واحداً من عناصره .. لا أدري. - رضوى عاشور
أحياناً نحتفظ بأشياء ربما يصعب أن نختزل قيمتها في معنى واحد. - رضوى عاشور
الزمن يجلو الذاكرة كأنه الماء تغمر الذهب فيه , يوما أو ألف عام فتجده في قاع لنهر يلتمع .. لا يفسد الماء سوى المعدن الرخيص , يصيب السطح ساعة فيعلوه الصدأ. - رضوى عاشور
لا شيء مستحيل في حكم القوي على الضعيف. - رضوى عاشور
لا وحشة في قبر مريمة. - رضوى عاشور