وأَنا المُسَافِرُ داخلي ، وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ، لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها وبطائرِ الدوريِّ ، لم أُولَد لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ اللهِ ، يأخُذُني الجمالُ إلى الجميلِ ، وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ. - محمود درويش
فرحاً بشيء ما خفيِّ ، كنت أمشي حالماً بقصيدة زرقاء من سطرين ، من سطرين .. ! عن فرح خفيف الوزن ، مرئيّ وسريّ معاً مَن لا يحب الآن ، في هذا الصباح ، فلن يحب. - محمود درويش
هو اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء , حدَّقنا إلى اللاشيء بحثاً عن معانيه .. فجرَّدنا من اللاشيء شيءٌ يشبه اللاشيءَ , فاشتقنا إلى عبثية اللاشيء فهو أخفّ من شيء يُشَيِّئنا... يحبُّ العبدُ طاغيةً لأن مَهابة اللاشيء في صنم تُؤَلِّهُهُ , ويكرهُهُ إذا سقطت مهابته على شيء يراهُ العبد مرئيّاً وعاديّاً , فَيَهْوَى العبدُ طاغيةً سواهُ .. يطلُّ من لا شيءَ آخرَ , هكذا يتناسل اللاشيء من لا شيء آخرَ , ما هو اللاشيء هذا السيِّدُ المتجدِّدُ , المتعدِّدُ , المتجبرّ, المتكبرِّ, اللزجُ المُهَرِّجُ .. ما هو اللاشيء هذا ربُمَّا هو وعكةٌ رُوحيَّةٌ أو طاقةٌ مكبوتةٌ أو , ربما هو ساخرٌ متمرِّسٌ في وصف حالتنا. - محمود درويش
ورأيت الشهداء واقفين، كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا للموتى الأحياء من أمل، ورأيتَ رأيت رأيت بلاداً يلبسها الشهداء ويرتفعون بها ، أعلى منها وحياً وحياً، ويعودون بها خضراءَ وزرقاء ، وقاسيةً في تربية سلالتهم: موتوا لأعيش! ، فلا يعتذرون ولا ينسون وصاياهم لسلاتهم: أنتم غَدُنا، فاحيَوا كي نحيا فيكم! ، وأَحِبُّوا زهر الرُمّان، وزهر الليمون، وصُبُّوا خمرتنا في عيد الحب! فلم نجد الوقت لنشربها معكم، عفواً! لم نجد الوقت ، فلا تنْسَوا أنتم أن تجدوا الوقت لتحتفلوا بالحب، وتنتقموا بالحب لنا ولكم. - محمود درويش
لأني أحبكِ، خاصرتي نازفه وأركض من وجعي في ليالٍ يوسِّعها الخوف مما أخاف، تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً ، تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً ، تعالي تعالي ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه. - محمود درويش
يا اسمي: أين نحن الآن؟ قل: ما الآن، ما الغدُ؟ ما الزمانُ وما المكانُ وما القديمُ وما الجديدُ؟ سنكون يوماً ما نريدُ. - محمود درويش
المدن رائحة: عكا رائحة اليود البحري والبهارات , حيفا رائحة الصنوبر والشراشف المجعلكة , موسكو رائحة الفودكا على الثلج , القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل , بيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون , باريس رائحة الخبز الطازج والأجبان ومشتقات الفتنة , دمشق رائحة الياسمين والفواكة المجففة , تونس رائحة مسك الليل والملح , الرباط رائحة الحناء والبخور والعسل , وكل مدينة لا تُعرفُ من رائحتها لا يُعوَّل على ذكراها , وللمنافي رائحة مشتركة هي رائحة الحنين إلى ما عداها , رائحة تتذكر رائحة أخرى , رائحة متقطعة الأنفاس، عاطفيّة تقودك كخارطة سياحية كثيرة الاستعمال إلى رائحة المكان الأول , الرائحة ذاكرةٌ وغروب شمس , والغروب هنا توبيخ الجمال للغريب. - محمود درويش
الحصارُ هو الانتظار , هو الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفة .. لنا اخوةٌ خلف هذا المدى , اخوةٌ طيّبون , يُحبُّوننا , ينظرون إلينا ويبكون , ثم يقولون في سرِّهم: ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ ولا يكملون العبارةَ: لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا ,خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ وعَشْرَةُ جرحى وعشرون بيتاً وخمسون زيتونةً , بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصة. - محمود درويش
سألته: لماذا لا أتذكر ، هل تظن أني مريض ؟ قال: يحدث ذلك مع مرضى من نوع آخر ، مرض الحنين الى النسيان. - محمود درويش
ذاكرتي رُمّانة , هل أفرطها عليك حبة حبة , وأنثرها عليك لؤلؤا أحمر يليق بوداع لا يطلب مني شيئا غير النسيان. - محمود درويش
فالقهوة هي القراءةُ العلنية لكتاب النفس المفتوح , والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار. - محمود درويش
ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا. - محمود درويش
الجميلات هُنَّ القويّاتُ يأسٌ يضيءُ ولا يحترق. - محمود درويش
إن شئت أن أنسى تذكرت , امتلأت بحاضري , وأخترت يوم ولادتي لأرتب النسيان. - محمود درويش
وأبي قال مرة: الذي ماله وطن ماله في الثرى ضريح ونهاني عن السفر. - محمود درويش
ابتعد لأراك ، وحيدا هناك ، تفكّرُ بي حين أنساك. - محمود درويش
هي: هل عرفتَ الحب يوماً ؟ هو: عندما يأتي الشتاء يمسُّني شغفٌ بشيء غائب، أضفي عليه الاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى , هي: ماالذي تنساه؟ قُل! هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي به تحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني! هي: ليس حُباً ما تقول هو: ليس حباً ما أَقول هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش الموت في حضن إمرأة؟ هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَ وعانَقَتهُ كعاشقين هي: ثم ماذا؟ هو: ثم ماذا؟ هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديها من يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَ لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان أم طيفان أم؟ هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرض فينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟ هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ , أنت إذن عرفتَ الحب يوماً! هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول غبتُ هي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّما أصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاء هو: ربما فإلى اللقاء هي: ربما فإلى اللقاء. - محمود درويش
واجعليني بريقا صغيرا بعينيك حين ينام اللهب. - محمود درويش
هي وحدها، وأَنا أمامَ جَمالها وحدي , لماذا لا توحّدُنا الهَشاشةُ ؟ - محمود درويش
وكل ما في الأمر أني : لا أصدق غير حدسي. - محمود درويش