لأني أحبكِ، خاصرتي نازفه وأركض من وجعي في ليالٍ يوسِّعها الخوف مما أخاف، تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً ، تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً ، تعالي تعالي ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه. - محمود درويش
يا اسمي: أين نحن الآن؟ قل: ما الآن، ما الغدُ؟ ما الزمانُ وما المكانُ وما القديمُ وما الجديدُ؟ سنكون يوماً ما نريدُ. - محمود درويش
المدن رائحة: عكا رائحة اليود البحري والبهارات , حيفا رائحة الصنوبر والشراشف المجعلكة , موسكو رائحة الفودكا على الثلج , القاهرة رائحة المانجو والزنجبيل , بيروت رائحة الشمس والبحر والدخان والليمون , باريس رائحة الخبز الطازج والأجبان ومشتقات الفتنة , دمشق رائحة الياسمين والفواكة المجففة , تونس رائحة مسك الليل والملح , الرباط رائحة الحناء والبخور والعسل , وكل مدينة لا تُعرفُ من رائحتها لا يُعوَّل على ذكراها , وللمنافي رائحة مشتركة هي رائحة الحنين إلى ما عداها , رائحة تتذكر رائحة أخرى , رائحة متقطعة الأنفاس، عاطفيّة تقودك كخارطة سياحية كثيرة الاستعمال إلى رائحة المكان الأول , الرائحة ذاكرةٌ وغروب شمس , والغروب هنا توبيخ الجمال للغريب. - محمود درويش
سألته: لماذا لا أتذكر ، هل تظن أني مريض ؟ قال: يحدث ذلك مع مرضى من نوع آخر ، مرض الحنين الى النسيان. - محمود درويش
ذاكرتي رُمّانة , هل أفرطها عليك حبة حبة , وأنثرها عليك لؤلؤا أحمر يليق بوداع لا يطلب مني شيئا غير النسيان. - محمود درويش
فالقهوة هي القراءةُ العلنية لكتاب النفس المفتوح , والساحرة الكاشفة لما يحمله النهار من أسرار. - محمود درويش
ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا. - محمود درويش
الجميلات هُنَّ القويّاتُ يأسٌ يضيءُ ولا يحترق. - محمود درويش
إن شئت أن أنسى تذكرت , امتلأت بحاضري , وأخترت يوم ولادتي لأرتب النسيان. - محمود درويش
وأبي قال مرة: الذي ماله وطن ماله في الثرى ضريح ونهاني عن السفر. - محمود درويش
ابتعد لأراك ، وحيدا هناك ، تفكّرُ بي حين أنساك. - محمود درويش
هي: هل عرفتَ الحب يوماً ؟ هو: عندما يأتي الشتاء يمسُّني شغفٌ بشيء غائب، أضفي عليه الاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى , هي: ماالذي تنساه؟ قُل! هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي به تحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني! هي: ليس حُباً ما تقول هو: ليس حباً ما أَقول هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش الموت في حضن إمرأة؟ هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَ وعانَقَتهُ كعاشقين هي: ثم ماذا؟ هو: ثم ماذا؟ هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديها من يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَ لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان أم طيفان أم؟ هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرض فينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟ هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ , أنت إذن عرفتَ الحب يوماً! هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول غبتُ هي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّما أصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاء هو: ربما فإلى اللقاء هي: ربما فإلى اللقاء. - محمود درويش
واجعليني بريقا صغيرا بعينيك حين ينام اللهب. - محمود درويش
هي وحدها، وأَنا أمامَ جَمالها وحدي , لماذا لا توحّدُنا الهَشاشةُ ؟ - محمود درويش
لا نلتقي الا وداعا عند مفترق الحديث ، تقول لي مثلا: تزوج اي امرأة من الغرباء أجمل من بنات الحي ، لكن لا تصدق أية امرأة سواي ، ولا تصدق ذكرياتك دائما ، لا تحترق لتضيء أمك ، تلك مهنتها الجميلة ، لا تحن إلى مواعيد الندى ، كن واقعيا كالسماء ولا تحن إلى عباءة جدك السوداء ، أو رشوات جدتك الكثيرة ، وانطلق كالمهر في الدنيا ، وكن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده ، وارجع إذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها. - محمود درويش
وكل ما في الأمر أني : لا أصدق غير حدسي. - محمود درويش
في مقهى، وأنت مع الجريدة جالس .. لا، لست وحدك ! نصف كأسك فارغ والشمس تملأ نصفها الثاني .. كم أنت حر أيها المنسي في المقهى! فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك، لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك، أو يدقق في ضبابك إن نظرت من قارئ! فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ .. تكون كما تكون .. فلا صديق ولا عدو يراقب هنا ذكرياتك , في المقهى وأنت مع الجريدة جالسٌ في الركن منسيّا، فلا أحد يهين مزاجك الصافي، ولا أحدٌ يفكر باغتيالك , كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك. - محمود درويش
من أنا ؟ من أنا بعد منفاك في جسدي .. آه منك , ومني , ومن بلدي - من أنا بعد عينين لوزيتين ؟ أريني غدي هكذا يترك العاشقان وداعهما فوضويا كرائحة الياسمين على ليل تموز. - محمود درويش
في الرحيل نتساوى مع الطير ، نرحم أيامنا ، نكتفي بالقليل ، أكتفي منك بالخنجر الذهبي يُرقّص قلبي القتيل ، فاقتليني عَلى مهلٍ كي أقول أحبك أكثر مما قلت قبل الرحيل. - محمود درويش
النائم لا يكبر في النوم، ولا يخاف ولا يسمع أنباء تعصر العلقم في القلب، لكنك تسأل نفسك قبل النوم: ماذا فعلتُ اليوم؟ وتنوس بين ألم النقد ونقد الألم، وتدريجياً تصفو وتغفو في حضنك الذي يلمّك من أقاصي الأرض، ويضمك كأنك أمُّك، النوم بهجة النسيان العليا، وإذا حلمت، فلأنَّ الذاكرة تذكرتْ ما نسيتْ من الغامض. - محمود درويش