جلسَ الحضورُ على مقاعدهم ! سادَ الصمتُ وبدأ العرض ! قُتل الأول فـ تبعه الثاني فـ غارَ الثالث و لم يبقَ أحد ! تعالت آهات الحضور ! ولكن الصمت ما زال سيّدهم ! ما هذا ؟ ماذا حصل ؟ أشخاصٌ غرب يشدّون بأيديهم الى المسرح ! نعم , أنتم الأبطال الآن ! وحدث لهم ما حدث لغيرهم ! فـ أدرك الحضور الجدد أن عليهم أن يصرخوا قبل البدء بالعرض ! فـ صرخوا وقُتلوا واستمرّت المسرحية قرابة المئة عام ! والآن أصبح الحضور يجلسون على مقاعدهم بإطمئنان ! - مثل الحسبان
أخاف عليك جدا من قلبي ، عندما يتعلق يصبح حزينا وتائها ، عندما يحب يفقد رزانته ويتحول الى طفل ، عندما يكتب شعرا يصير حزينا ، عندما يكون هو يصير حزينا ، عندما يمتلئ بك يصير حزينا ، عندما يشتهي دروب هذه المدينة المسروقة ومطاعمها ، يصير حزينا ، عندما يعرف أنه سينتهي مبكرا عند عتبات هذا الخوف ، وهذه الوجوه التي فقدت كل ملامحها وخسرت كل علاماتها ، يصير حزينا ، عندما ينتابه اليقين ، بأنه رمل قلبك مبكرا ، يصير حزينا ، وعندما يرفع كأسك ولا يجدك بجانبه ، يصير حزينا. - واسيني الأعرج
الآن يا وطني أعود إليك , توصد في عيوني كل باب .. لم ضقـت يا وطني بنا ؟ قد كان حلمي أن يزول الهم عني عند بابك , قد كان حلمي أن أرى قبري على أعتابك , الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك , ورجعت كي أرتاح يوما في رحابك , وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك , فبخلت يوما بالسكن , والآن تبخل بالكفن , ماذا أصابك يا وطـن ؟ - فاروق جويدة
إن كل شيءٍ هنا يعاندني ولكن عليّ أن لا أصدّق ذلك، عليّ أن أصدّق ما يقال وأشيح عن التساؤل والمساءلة، إنهم يقولون وحسب، يقولون وحسب، لا يكلفون أنفسهم إلا عناء القول ويتركون الفهم اليائس لأمثالي: المرأة لا تصلح للقيادة، المرأة لا تصلح للبرلمان، المرأة لا تصلح للرياضيات، لماذا ينبغي أن يخبرني العالم عن مكاني الصحيح عوضاً عن أن أكتشفه بنفسي؟ - بثينة العيسى
أظن أن الناس يحبون من أحبوا على تلك الصورة التي رأوهم بها أول مرة، لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم كما يقال أن هؤلاء سيتغيرون وأنهم لن يكونوا أولئك الناس الذين عرفوهم ولذلك يكونون مضطرين للاحتفاظ بالصورة الأولى. - إبراهيم نصر الله
من بين كل صحابته اصطفى الرسول خالد بن الوليد ليحمل رسالته إلى المهلهل .. قال النبي صلوات الله عليه : يا أخي خالد , إذا طلعت جبلاً فاذكر الله , وإذا مررت بواد فكبر الله , وإذا فطر الحزن قلبك فاتل من القرآن , فإن القرآن شفاء للصدور المحزونة , وإذا بلغت هؤلاء القوم فلا يدخل قلبك الفزع ولا الخوف منهم. - رضوى عاشور
وإذا فتحت باب غرفتي فلن أسمع: صباح الخير يا حبيبي.. التي أجدها ضاحكة على وجه أمي.. تصور إنني أسمع هذه العبارة لمدة 30 سنة متوالية دون أن تتعب أمي في تكرارها.. صحيح أن الأم هي الإنسان الوحيد الذي لا يتعب من الحب.. انتهى كل هذا.. والآن بدأت المرحلة التي نشتري فيها الحب.. نهضت من الفراش وأنا لا أعرف بالضبط ماذا عساي أن أفعل، فهذه هي المرة الأولى التي أجدني فيها أمام نفسي وجها لوجه.. وكنت أقول لنفسي: هل معقول أن تطلع الشمس في مثل هذا اليوم.. هل معقول أن تطلع الشمس غدا إذا فاتها أن تطلع اليوم.. وكنت أقول لنفسي: لا أعتقد ذلك.. هل معقول ألا يشعر أحد بهذه الكارثة التي حدثت لي. - أنيس منصور
وأنتم ماذا فعلتم بأرضكم ؟ اسأل ماذا فعلت بنا الأرض ؟ قتلت جدي من القهر والانتظار وشيبت أبي من الكدح والبؤس وأخذتني إلى الوعي المبكر بالظلم. - محمود درويش
انزع حبيبي معطف السفر , وابق معي حتى نهايات العمر , فما انا مجنونه كي اوقف القضاء والقدر , وما انا مجنونه كي اطفئ القمر , ماذا انا لو انت لا تحبني , ما الليل ما النهار ما النجوم ما السهر , ستصبح الايام لا طعم لها , وتصبح الحقول لها لون لها , وتصبح الاشكال لا شكل لها , ويصبح الربيع مستحيلا والعمر مستحيلا .. ابق حبيبي دائما كي يورق الشجر , ابق حبيبي دائما كي يهطل المطر , ابق حبيبي دائما كي تطلع الوردة من قلب حجر , لا تكترث بكل ما اقول يا حبيبي , في زمن الوحدة او وقت الضجر , وابق معي اذا انا سألتك الرحيلاَ. - نزار قباني
لم نكن نعرِف الخوف أبداً ، تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها، وفي الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض. - إبراهيم نصر الله
كان والِدي رحمه الله يردد دائماً: لا يمكن لأحد أن ينتصِر إلى الأبد، لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصِرة إلى الأبد، ودائماً كنت أفكّر فيما قاله، لكنني اليوم أحِسّ بأن شيئاً آخر يمكن أن يُقال أيضاً وهو أنني لست خائفاً من أن ينتصِروا مرة ننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة، أنا أخاف شيئاً واحداً؛ أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد. - إبراهيم نصر الله
اطل على شجر يحرس الليل من نفسي ويحرس نوم الذين يحبونني ميتا .. أطل على الريح تبحث عن وطن الريح في نفسها .. أطل على امرأة تتشمس في نفسها .. اطل على موكب الانبياءالقدامى وهم يصعدون حفاة الى اورشليم واسال هل من نبي جديد لهذا الزمان الجديد ؟ .. اطل كشرفة بيت على ما أريد .. اطل على صورتي وهي تهرب من نفسها الى السلم الحجري وتحمل منديل امي وتخفق في الريح .. ماذا سيحدث لو عدت طفلا وعدت اليك وعدت الي ؟ .. أطل على جذع زيتونة خبأت زكريا .. أطل على المفردات التي انقرضت في لسان العرب .. أطل على الفرس والروم والسومريين واللاجئين الجدد .. أطل على عقداحدى فقيرات الطاغور تطحنها عربات الأمير الوسيم .. أطل على هدهد مجهد من عتاب الملك .. أطل على ما وراء الطبيعة , ماذا سيحدث بعد الرماد ؟ .. أطل على جسدي خائفا من بعيد .. اطل كشرفة بيت على ما أريد. - محمود درويش
وبين كلام الهوى في جميع اللّغات .. هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ. - نزار قباني
غريب أمر العلاقات العاطفية بين البشر ، يستأذنها مرات ومرات ليدخل قلبها وما إن تسمح له بالدخول حتى يدرك أنه يعاني من فوبيا الأماكن المغلقة فيخرج بلا إذنٍ منها ، وفي رواية أخرى يقال أنها وضعت رجلها في ظهره ورمته خارجاً لتضع مكانه آخر مستعداً للإرتباط الرسمي بها وبلا إذن منه أيضاً ، أيعقل أن يكون للذوق أوقات ؟ أم أن البدايات تحتاج إلى الكثير من التملق والمجاملات الكاذبة والاتيكيت بعكس النهايات التي لا مكان إلا للصدق والصراحة المؤلمة فيها ؟ - مثل الحسبان
إنني لم أعرف الكثير جداً من هذه الدنيا، ولم أعرف إلا القليل جداً من نفسي، فعيناي مفتوحتان على الدنيا، ولكنني بلا عينين عندما أنظر إلى داخلي، إلى الزحام داخلي، إلى الوحشة المظلمة في أعماقي، إلى الإنسان الذي نسيته يصرخ ولا أسمعه ولا أتبينه، ولا أعتقد أنني سأستطيع يوماً ما، فقد اتسعت المسافة بيني وبينه، أو بيني وبيني، وإنني في حاجة إلى ترجمان، ترجمان صديق، يخبرني ماذا أريد أن أقول لنفسي، ماذا أريد من نفسي، ماذا أستطيع، ما الذي أقدر عليه. - أنيس منصور
لأني أحبكِ، خاصرتي نازفه وأركض من وجعي في ليالٍ يوسِّعها الخوف مما أخاف، تعالي كثيراً، وغيبي قليلاً ، تعالي قليلاً، وغيبي كثيراً ، تعالي تعالي ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه. - محمود درويش
ماذا يساوي الكلام أمام الخسارات الكبرى التي لا تعوض ؟؟ لا شيء. - واسيني الأعرج
هي: هل عرفتَ الحب يوماً ؟ هو: عندما يأتي الشتاء يمسُّني شغفٌ بشيء غائب، أضفي عليه الاسمَ، أي اسمٍ، أَنسى , هي: ماالذي تنساه؟ قُل! هو: رعشة الحُمَّى، وما أهذي به تحت الشراشف حين أشهق: دَثِّريني دثِّريني! هي: ليس حُباً ما تقول هو: ليس حباً ما أَقول هي: هل شعرتَ برغبة في أن تعيش الموت في حضن إمرأة؟ هو: كلما اكتمل الغيابُ حضرتُ وانكسر البعيد، فعانق الموتُ الحياةَ وعانَقَتهُ كعاشقين هي: ثم ماذا؟ هو: ثم ماذا؟ هي: واتحَّدت بها، فلم تعرف يديها من يديك وأنتما تتبخران كغيمةٍ زرقاءَ لا تَتَبيَّنان أأنتما جسدان أم طيفان أم؟ هو: من هي الأنثى - مجازُ الأرض فينا؟ مّن هو الذَّكرُ - السماء؟ هي: هكذا ابتدأ أغاني الحبّ , أنت إذن عرفتَ الحب يوماً! هو: كلما اكتمل الحضورُ ودُجِّن المجهول غبتُ هي: إنه فصل الشتاء، ورُبَّما أصبحتُ ماضيكَ المفضل في الشتاء هو: ربما فإلى اللقاء هي: ربما فإلى اللقاء. - محمود درويش
الى متى اعتكف عنها ولا اعترف ؟ اضلل الناس ولوني باهت منخطف , وجبهتي مثلوجة ومفصلي مرتجف , أيجحد الصدر الذي ينبع منه الصدف , وهذه الغمازه الصغرى وهذا الترف , تقول لي : قل لي فأرتد ولا اعترف , وأرسم الكلمه في الظن فيأبى الصلف , وأذبح الحرف على ثغري فلا ينحرف , ياسرها ! ماذا يهم الناس لو هم عرفوا , لا لن اريق كلمة عنها , فحبي شرفي لو تمنعون النور عن عينى لا اعترف. - نزار قباني
أنت لا تعرف حال الناس على الأرض إلا إذا عرفت ماذا يقولون عندما يرفعون وجوههم إلى السماء. - أنيس منصور