أنتَ يا مَن تُدير وجهكَ نحو الشّرق , هل تظنّ حَقّا أنّ الشّمسَ ستطلعُ غداً؟ - أدونيس
إن ما نسميهِ بالواقع الخارجيِّ، أو الماديِّ أو الطبيعي ليسَ إلَّا جانباً من الوجود، وإنه إلى ذلك الجانبُ الأكثر ضيقاً ، فما نسميه الحياة أو الوجود أكثرُ اتساعاً ، ولهذا فإن الشعراء الذين يقصرون اهتمامهم وتعبيرهم على الجانب الأول، لا يهتمون، أخيراً، إلا بما هو ماثلٌ لدى الجميع، ولا يعبرون إلا عما يعرفه الجميع ، إن موقفهم ينتمي إلى نزعةٍ طبيعية لا ترى من الشجرةِ حركتها الداخلية في جذرها ونسغها ونمائها، وإنما ترى الغصن والورقَ والثمر ، غيرَ أنَّ ما وراء الطبيعة ليست إلا جزءاً آخر من الطبيعة. - أدونيس
عش ألقا وابتكر قصيدة وامض .. زد سعة الأرض. - أدونيس
للفرحه عبقريةٌ خاصّة لا تبتكر غالباً إلا الحزن. - أدونيس
ينبع الشّعر من الطبقات الأكثر عمقاً في كيان الشاعر ، بينما الأخلاق والآراء تشكّل الطبقات الأكثر سطحيّةً في الإنسان ، لذلك لا يمكن أن يكون الشعر متطابقاً مع البنية السائدة ، ونظامها الفكريّ ، وحين يتطابق لا يعود شعراً ، يصبح نظماً للأفكار ، يصبح أداةً لنقل الأفكار ، يصبح وعاءً. - أدونيس
تتكاثر الطرق التي تصل مباشرة إلى السماء , لكن لماذا لا تُشق هذه الطرقُ إلا بأحزمة ناسفة ؟ - أدونيس
التعاليم لا تُعلم حقيقة الأشياء وإنما تُساعدنا على اكتشافها، وهي حقيقةٌ متحركةٌ لا جامدة، يجب تأويلها باستمرار لكي تظلَّ حيَّةً باستمرار. - أدونيس
ما السّر الذي يجعل الفرحَ نفسه يبكي واضِعاً رأسَهُ على صدرك ؟ - أدونيس
من أنا ! أيُّ هوىً أحيا له ؟ أُفُقي وعد وعينايَ انتظار. - أدونيس
حين كان يقال للعربي في الماضي : أرفض الفلسفة اليونانية ، فإنما كان يُقال له : لا تأخذ الأفكار التي تخلخل القيم التي تقوم عليها السلطة .. تماماً ، كما يقال له اليوم ، لا تستورد الأفكار الغريبة أو الغربية ، - أي لا تكتسب المعرفة التي تخلخل ثقافة السلطة وقيمها .. فالتراث في المنظور الذي يُدرس به اليوم ، وفي طرق الدراسة ، هو تراث السلطة ، وهذا المنظور وهذه الطرق تدعم وترسّخ النظام الثقافي الذي تنهض عليه وبه السلطة. - أدونيس
انني أميل إلى القول إن وعي الذات لا يأخذ بعده الإنساني والفكري، العميق والخلاق، إلا بقدر ما يختبر في وعي الآخر .. الأنا سفر متواصل نحو نفسها، عِبرَ الآخر .. الأنا، بعبارة ثانية، لا تصير ذاتها إلا بقدر ما تصير الآخر .. وضمن هذا الحد، يمكن القول، وفقا للعبارة الصوفية: أنا لا أنا. - أدونيس
أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى والآخرون , بعضهم يظنّك النّداءَ , بعضهم يظنّك الصّدى .. أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً للنور والظّلامِ , يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ , والآخرون - بعضهم يرى إليك زبدا وبعضهم يرى إليك خالقا .. أجمل ما تكون أن تكون هدفا مفترقا للصّمتِ والكلامِ. - أدونيس
يا شمعة المستقبل البصيرة , مالي أخاف الطرق القصيرة ؟ - أدونيس
أسفاً، فاتها أن تشاهد هذا الصباح، كيف يهوي الفضاء على مكة بأفلاكه، وتقاتل فيها الرياح الرياح. - أدونيس
وكثيراً ما يقول , معزّياً نفسه , لا تصرخ الوردة غير أنّها تتنهَّد. - أدونيس
ماذا تفعل حين تعيش في ثقافة لا تقدر ، بطبيعة ذاتها ، أن ترى إلى المستقبل إلا بعين الماضي ، ولا تقدر أن ترى فيه أكثر من كونه مجالاً لتجلي الماضي ، ببهائه اللانهائي ، بحيث لا يكون الزمن المقبل كله إلا مناسبة لتحيين ما مضى ؟ - أدونيس
إنَّ الصوفيَّ مأخوذٌ بما لا يُنال، بما لا يتحققُ، ليسَ لأنه ضد ما يتحقق، بل لأن هذا الذي يتحقق ليس إلا ظلَاً أو صورةً من معنى لا يُستنفذ، ولا يُحاط به، فما يريده لا تحقُّق له، يظل غياباً، ومن هنا يكون الموتُ، الغيابُ عن الصورة والحضور في المعنى، الطاقة التي يتحقَّق بها ما لا يتحقق، ويكون الموت بهذا المعنى حياةً ثانية بل يكون الحياةَ التي لا موتَ بعدها. - أدونيس
اشرحي صدري، أين ذراعاكِ يا شجرة الياسمين ؟ وأنتَ، أيها الطائِرُ المُهاجِر، أولى أن تُقتنص في دارِ هجرتِك من أن تُخنَقَ في سريرِ أبويك، لا تنسى أن تُقبّل بإسمي الغُصن الأوّل الذي يستقبِلُ جناحيك، وسوف أُقبّل بإسمك الهواء، لا لِشيء إلا لكي أَمتحِنَ القيد الذي يُطبق على شفتي. - أدونيس
لا يعرف المحافظون في المجتمع العربي أن يحافظوا إلا على الأشلاء. - أدونيس
شدّ على لسانهِ وصمّ فَماتَ بعدَ بُرهةٍ أَصمّاً. - أدونيس