ليس هناك ما هو أسوأ من أن ينتابك ذاك الشعور الذي يقنعك بأن هناك شخص وحيد في هذا العالم يفهمك جيداً ولم تلتقيه بعد. - مثل الحسبان
ليسَ لديّ ما أقولُ من كلمات .. ! ولكن ! للمرة الأولى سأفعل ما تفعل الفَتيات ! يعتكفُ الشبّان في المَنازل بلا عملٍ رُفات ! تبقى الإناثُ بلا أزواج في ظل حضرة العاهرات ! ينعقدُ اللسان دونما حَبل أمامَ لعنة السُلطات ! ليسَ عجباً أن تتساءل في نفسك أين ذهبت تلك الخيرات ؟ وتُجيبكَ نفسُك بأنها ألماسات معلقة في صدور السموّات ! ليسَ عجباً أن تقرأ في الصحف أن البلادَ تشهد اليومَ انفلات ! وتبقى أنتَ والعالَم غارقاً في سُبات ! أعرَفتُم كم من الكلمات يستطعن الإناث أن يقُلن وهنّ ضاجرات ؟ - مثل الحسبان
قيلَ عن الألم أنّه المبراةُ للقلم الحُرّ الجَادّ في الكتابة ! فـ سارعَ الكُتّابُ إلى التباكي والتشاكي .. ! قيلَ عن العلم أنّه الرفعةُ للشأنِ الآدميّ ويزيدُ من الكفاءة ! فـ اشترى اللّص شهادةً وعاشَ في المَعالي .. ! قيلَ عن الرسم أنّه الخالقُ لحياةٍ افتراضية ملأى في السعادة ! فـ رسمَت الشابّة المُبدعة رَجُلها تاركةً جُهدَ المَساعي .. ! وقيلَ عن السِرّ أنّه اذا شاع أفسد ! فـ فسدَ الجميع مع القليل من الاستثناءات والكثير من التحديات ! - مثل الحسبان
جلسَ الحضورُ على مقاعدهم ! سادَ الصمتُ وبدأ العرض ! قُتل الأول فـ تبعه الثاني فـ غارَ الثالث و لم يبقَ أحد ! تعالت آهات الحضور ! ولكن الصمت ما زال سيّدهم ! ما هذا ؟ ماذا حصل ؟ أشخاصٌ غرب يشدّون بأيديهم الى المسرح ! نعم , أنتم الأبطال الآن ! وحدث لهم ما حدث لغيرهم ! فـ أدرك الحضور الجدد أن عليهم أن يصرخوا قبل البدء بالعرض ! فـ صرخوا وقُتلوا واستمرّت المسرحية قرابة المئة عام ! والآن أصبح الحضور يجلسون على مقاعدهم بإطمئنان ! - مثل الحسبان
تاهت مرساني ! أضاعتني وأضاعت رمل الشطآنِ , بحثتُ طويلاً لكنّي لم أجد سبيلاً يهديني لنجاتي , خنَقتني عبراتي ! أفسدَتني وأفسدَت زهوَ المرجان , بكيتُ كثيراً لكني لم أفقد وعيي وبقيتُ بصحبةِ هذياني , ذاك الغروب يخونني , يخيفني , وآهٍ من ما هو آتِ , لم أشعر يوماً أن الليل مخيفٌ جداً , وأن الموج محبّ شرسٌ يحرمني دفء الأحباب , وقفتُ , صرختُ ولكن ! لا حياة لمَن تُنادي ! - مثل الحسبان
قد يفكّر الكتّاب في العزوف عن الكتابة , حين يعلمون أنّ كلماتهم تلامس قلوب الآخرين برقة كنسمة باردة في ليلة صيفيّة حارّة , في حين أنّها تجرح قلوبهم بحدّة كالسكّين. - مثل الحسبان
بعـد أن غابت شمسُ الأحلام ، وتبدّد النورُ في الظلام ، لم يعد أحد يشعرُ بالأمان ، تعالَت أصواتهم أنْ سُحقاً لزمن الإنسان ، يكذب يغدر يجرح يخـون عبر مرّ الأيام ، يبدّلُ مفاهيم الإسلام ! ويظن أنه يصلحُ ما أفسده الدهرُ في البنيان ، مولعٌ بـ " أريد " ويدرج " خذ " في قائمة الأوهام والنسيان ، غمـس قلبه في الطغيان والعصيان ، أجاد إقتناء وجوه جميلة لم تقتنيها من قبل الأزلام والأصنام ، وما زال يبحث عن بر الأمان ! والله لو ألبس وجهه ذهباً أمامي وافتر فمَه ضاحكاً لإستعطافي ، ما أعرتُ داخله إهتمامي ! قد أبتسم أتكلم أبدي إعجابي بخارجه ، لأنه إلتحم بخارجي ولكنها تبقى لغة جسد وما للغة الجسد أثر في ما داخل أعماقنا من حبٍ أو كرهٍ طاغي ، ولو خيـّروني بين الروح والجسد لإخترت الروح التي من حسرتها تعاني ، ما أعظم من يمتلك تلك الروح العظيمة وذاك الجسد ، الذي يعبر به عما في روحه الصامته ليوصل لنا ماهيتها وصفائها. - مثل الحسبان
أكثر ما يُفسد الإنسان إجتماع إثنان : علوّ الطموح وإنعدام العمل. - مثل الحسبان
النساء كما احتوته السماء , أولاهنّ نجمٌ تقول فتريك نوراً والبعض يريك نار , وثانيهنّ كوكبٌ تقول فتريك تراباً وماءاً والبعض يريك ظلام , وثالثهنّ قمرٌ تقول فتريك بدراً والبعض يريك محاق , ورابعهنّ شمسٌ تقول فتريك دفئاً والبعض يريك حرقاً ولسعاً لا يشفى على الإطلاق , جميعهنّ نساء فلا تغترّ بالأسماء. - مثل الحسبان
لا تكن كالغالبية العظمى , في كونهم ليسوا سوى أقلام رصاص مدببة الرأس يبريها من ينوي استخدامها , بل كن كالأقلية أقلام حبر جافة , من أراد إستخدامها أجبر على الكتابة بها كما هي. - مثل الحسبان
والموتُ أرحم من عيشٍ بذي وطنٍ .. يُجرّ فيه القتيل تلو القتيل , في الموت تخرج الروح من ضنكٍ .. وفي العيش ما للروح من سبيل. - مثل الحسبان
محاولة إصلاح الأمور في الأذهان العربية - غالباً ما تكون - أشبه بالنزاع بين طرفين على أرضية متأرجحة , لا يستطيع أحدهما الإمساك بالآخر إلا إذا تدخلت قوى خارجية. - مثل الحسبان
الجميع يولدون سواسية بنفس الكم من الإنسانية , إلا أن البعض يتجرّد من فطرته , باحثاً عن بعض الأشياء المكتسبة. - مثل الحسبان
كما تحتبس الأرض في جوفها الضغط والحرارة - في إشارة منها إلى إقتراب موعد بركان - تحتبس الكلمات في داخلنا إنذاراً باقتراب موعد صراحة , تُحدث ما يمكن أن يحدثه البركان بعد انفجاره. - مثل الحسبان
نتَّربى على شيء فيأتي الواقع ليصفعنا بنقيضِه ، فنغدو بلا هذا ولا ذاك ! - مثل الحسبان
ولكم تغنّى في هواه الذي .. لا يعرف الفرق ما بين المعاني والكلام , ولكم تأثر مقشعراً في مديحه الذي .. لا يعرف الشكوى ولا الحرمان , ولكم سالت دموع واحمرّت وجوه .. وتعالت الصرخات وتلاشى السلام , مزاودين على حب الوطن .. مدافعين عن ترابه في الصحو وفي المنام , متناسين أن ما هكذا يحيا الوطن .. ولا هكذا يطلب الله في القرآن , معاندين مسافحين متعالين .. متجاهلين أن الأوطان تحيا بالإنسان , إن الشعوب هي التي تسقي ثرى الأوطان .. بالماء والدماء والأولاد والأكفان , هي التي تشعل القلوب والأجساد جمراً .. يدفي شاعر الوطن والسلطان , هي التي تعصر أحزانها وأشجانها .. وتستحم بها على مرآى من الجيران , هي التي تمشي على أكبادها وجلودها .. خوفاً وفزعاً من خطى السجّان , فارموا طبولكم وكفّوا عن التصفيق .. والتمجيد والتسحيج والإذعان , ما هكذا يحيا الوطن .. لا يحيا الوطن إلا بالإنسان. - مثل الحسبان
ليسَ يحلو الكَلِم إذا الغيم ارتوى .. وسال الدمعُ منه ومن ثمّ إنكوى , لستَ تدري حينها أهُوَ الهوا .. أم أنّ ثمّةَ شيءٍ في القلبِ قد هوى ؟! , تُسائلُ نفسَك من فيضِ الحنين .. كيف اختفى ذاك الأنين ؟ , وكيف استطاعت "لحظة" في العمر .. أن تنتصر على عشرات السنين ؟ , تُدرك حينَ لا تسمع إجابة .. أنّ العمر يمضي بك من كمينٍ لكمين ! - مثل الحسبان
كلُّ الأشياء بكلّ ما تحمله إلينا من مشاعر متضادّة ! يكفيها أن تدخل حيّز الماضي كي تصبح متشابهة. - مثل الحسبان
يُقسَم العالم الإنساني إلى قسمين : أحدهما مُجرم لديه ضحايا والآخر ضحيّة سببها مُجرم ! أيُّما كنت لن تنعم بالراحة ! فكُن كلاهما لِدواعي إحداث التوازن ! - مثل الحسبان
ما زال المجتمع كالبركان الثائر الذي سرعان ما تخمد نيرانه ليصقل حياتنا بكل ما فيها ويقدمها لنا بصبغة جديدة مختلفة تماماً عن سابقتها , الأمر الذي يجعل النيران في دواخلنا لا تخمد , تسكننا الحيرة بين حلم بنيناه في عقولنا وواقع فرض علينا , فإما أن نرمم الحلم ونتشبث به وإما أن ننبذ , قد نخسر الحلم لكننا حتماً سنخسر أنفسنا في سجن الواقع. - مثل الحسبان