كل فقر في اللغة إنما هو فقر في الوجود وفي المعرفة، وفقر في العقل، أليس هذا (الإفقار) بأشكاله الثلاثة في المجتمع، صورة عليا لفقر الإنسان. - أدونيس
وعي الاختلاف والفرادة، خاصية يتميز بها الإنسان وحده بين المخلوقات كلها ، قتل هذا الوعي بحجة أو بأخرى ، بشكل أو بآخر ، إنما هو نوع من نزع إنسانية الإنسان ، ومن الهبوط به إلى مستوى الكائنات غير العاقلة. - أدونيس
نحتاج أحياناً إلى المرض - هذا الموت الموقّت - لكي يشغلنا بتفاهاته عن موتنا اليوميّ الرهيب الدائم. - أدونيس
نقدر الآن أن نتساءل كيف التقينا , نقدر الآن أن نتهجّى طريق الرّجوع ونقول : الشواطىء مهجورة والقلوع خبر عن حُطام , نقدر الآن أن ننحني ونقول: انتهينا. - أدونيس
هل تُريد أن تكونَ سماءً ثانية ؟ إذاً, اعشق الأرض. - أدونيس
الثورة ليست أن تطيح بنظام لكي تقيم مكانه نظاماً آخر ، وإنما هي أن تلغي النظام من حيث هو قانونٌ - أي من حيث هو أداة القمع ورمزه ، وسيلته وتسويغه ، ومن حيث أنه يحول بين الإنسان وبين أن يخلق نفسه , وهي جديرة بأن تنبّهنا كذلك إلى أن الثّائر يخلق الوسيلة ، وينسى إجمالاً أن يخلق نفسه .. فأنت لا تتغيّر إذا اختلفتَ عن الآخر، وإنما يجب أيضاً أن تختلف عن نفسك ، يجب بتعبير آخر ، لكي تكون نفسك باستمرار ، أن تختلف عن نفسك باستمرار .. ذلك أن التحرر ليس مجرّد انتصار ، وإنما هو أولا ودائماً انعتاق .. التحرر ليس امتلاكاً إنه كالضوء ، والضوء لا يملك ، وإنما يشعّ. - أدونيس
من يعيد تقييم الثقافة العربية اليوم وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة .. وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكا واتهامات وأنواعا قاتلة من التعصب .. فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي. - أدونيس
كل شيء ممكن ، لكن لا شيء ممكن : أليس هذا مأزق الكتابة ؟ - أدونيس
طويلاً، سافرتَ ، أيّها الشاعر في شمس المجهول .. قل لي: أكان هناك من ينتظركَ، غيرُ ظِلّك ؟ ولماذا، إذاً، تشكو من المنفى كما لو أنّ هناكَ مكاناً آخر ؟ - أدونيس
لا أحس بنفسي ، لا أحس بجسمي ، لا أحس بأني أحيا إذا لم أعانق جسدا آخر .. ولماذا اذا لا أجاهر: كلا .. لا أريد الحياة اذا لم تكن بدعةً , ولماذا اذا لا أعيش كمثل الطبيعة، في لا مكان وأقول لمنفاي: أنت الوطن أيهذا الصديق العدو الزمن ؟ - أدونيس
كيف نوضح للشمس أن أشعتها اليوم لم تعد إلا خيوطاً لنسج أكفاننا ؟ بأية لغة نقول لها: شروقها جرحٌ وليس غروبها إلا قبراً ؟ - أدونيس
أصرخ بعد السكوت الذي لا يغامر فيه الكلام ! أصرخ من منكم يراني ؟! يا بقايا بلا قامة .. ! يا بقايا تموت تحت هذا السكوت ! أصرخ كي تتوالد في صوتي الرياح ! كي يصير الصباح لغة في دمي وأغاني !! أصرخ: من منكم يراني ؟! تحت هذا السكوت الذي لا يغامر فيه الكلام , أصرخ كي أتيقن أني وحدي أنا والظلام. - أدونيس
ملأني العالم بالجراح , لكن ، لم يخرج منها غير الأجنحة. - أدونيس
ما بال العقل الذي يسخر من الأساطير، ومما تقوله عن حرب الآلهة فيما بينها، في السماء، يجعل من البشر أنفسهم آلهة على الأرض، يدمرونها، ويملأونها حربا باسم السماء؟ - أدونيس
لا أنحني إلا لأحضن موطني , أنا صدر أمِّ مرضع تحنو ، وجبهةُ مؤمنِ. - أدونيس
سابقا كانت شهرزاد في المأثور العربي تحيا بقوة الكلام , اليوم هو نفسه الذي يقتلها. - أدونيس
هل التخلف في العالم العربي عائد إلى أن العرب لم يستطيعوا على مدى تاريخهم أن يبنوا دولةً، وإنما بنوا أنظمة سياسية مرتبطة بالقبيلة والطائفة وأهوائها، وهو ما يتناقض مع بناء الدولة وإقامة مؤسسات .. وهكذا كان النظام، دائما، فَردا، وكانت المؤسسة التابعة له قبيلة – طبعا، لا لحماية المجتمع، بل لحماية النظام .. لا تعدد هنا، بل استتباعٌ وإخضاع .. ولا حرية، بل تبعية .. ولا فردية، بل قبلية: فأنت هنا جزءٌ من نظام، من قبيلة، من طائفة، قبل أن تكون مواطناً .. ولا وطن إذاً، بل محمية، وبستان ودكان .. ولا تقدم إذاً، بل دوران. - أدونيس
إننا اليوم نمارس الحداثة الغربية ، على مستوى "تحسين" الحياة اليومية ووسائله _ لكننا نرفضها على مستوى "تحسين" الفكر والعقل ، ووسائل هذا التحسين ، أي أننا نأخذ المنجزات ونرفض المبادىء العقلية التي أدت إلى ابتكارها , إنه التلفيق الذي ينخر الإنسان العربي من الداخل , ولئن كان علامة على انهيار الفكر الفلسفي العربي في مرحلة التوفيق بين الدين والفلسفة ، أي بين الإسلاموية واليونانوية فإنه اليوم يبدو إيذانا بانهيار الشخصية العربية ذاتها. - أدونيس
هل أقول لليلى غِبتِ ، لكن وجهكِ يأتي ويذهب في مقلتي ؟ - أدونيس
قُل دائماً: لا .. ربما لا تليق كلمة نعم، إلا بذلك الزائر الأخير: الموت. - أدونيس