يقال أن الحب من ابتكر المواعيد أولا.. ومن قبله كانت الشوارع منسية! ويقال أن اعمدة النور كانت مجرد مصابيح حذرة تتوجس عراك العشاق وقتما يباغتهم الملل، ويقال أن الأشجار لم تكن سوى ظِلال يختبىء خلفها الصغار، أما المطر فـ لم يكن إلا خبر على عجل ينتهي حالما تتفتح الأزهار والمظلات!. - إلهام المجيد
وإن عهد العتاب نَفَاد.. وإن أمد النسيان مُثَابَرَة، وإن مُوثِق إلى الأبد حبر على صُحف، وفَوْح على وَرق، وأن وعد الطريق إلى تَلاَشٍ، وإن كلام الليل إلى محاق وإن لُحاق النهار إلى وجهٍ بلا بَشَاشَة وإلى أَدِيم بلا طَوِيَّة وأن وَصِيَّة القلب إلى تَحَايُلٌ وإن تفَويض العقل إلى نكثْ. - إلهام المجيد
ان ثبات الروح في الجسد لا يعني بالضرورة الجمود! فـ دأب الحياة هو الحركة و تغير طقس الشعور.. من الرتابة إلى الفرح ومن السكون إلى التحليق ومن النبض الخافت إلى ضجة ما يعنيه القلب حرفيا إذا ما وصفت السعادة.. . - إلهام المجيد
ولم أعد افتش عنك و اقتفي ظل الكلام، صيرتك عابرا لئلا اعود لسل شوك البعد من جلدي، صيرتك عاديا ولولا ذلك لبقيت التفاصيل تنخر الايام وتأكل رأس القلب! و لم أعد اذكرك بي فقد تركتك للشوق وعهدت بقلبك إلى ضمير الخسارة! ولم أعد اصغي بشدة لمخارج الوجع وآه الندم و غرز القدم على اعتاب قلبي!. - إلهام المجيد
و كم ابتعدنا.. و كم تضاعف بيننا السكوت، اقول ذلك لأن اشياء كثيرة ماكان لها أن تموت..! على سبيل المثال.. كم باقة ورد ماكان لها أن تلاقي حتفها بالذبول، كم فرحة للقلب آل مصيرها إلى الافول! كم أين أنت لم يعد يجدي قولها بعد الفصول! كم أين أنا كلها ايام صار مصيرها وجه النحول!. - إلهام المجيد
أ تعرف لم أنتبه لها لُثْغَة الحرب لهذا توهمتها دعوة من قلبٍ لـ قلب! أ تعرف كان خاطري ميل إلى راية من سلام، لكنه لؤم الخصام، شطر الحياة بين الحياة و تخيل يم المسافة بين السكوت والكلام، أ تعرف قد اسرفت جدا قد اهدرت عمرا لئلا يجرحنا الحُطام!!. - إلهام المجيد
ونحن نعيش على الفتات كما العصافير كما الأشجار على خضرتها تقتات، ونحن نعيش.. والصباحات تسلمنا إلى الليالي، والقلوب إلى القلوب والشتات إلى الشتات ونحن نعيش.. والعين تهرب من العين والنداء من النداء واللحاق من الفوات!!. - إلهام المجيد
أنت لي كلما أنتصر الخيال على الواقع أنت معي كلما غلب عطرك الجولة مع الحقول أنت بجانبي كلما أتسع لنا الرصيف وزاحمتنا أعمدة النور أنت حولي كلما ناكفني الليل واشفق عليّ من بعد الشغب أنت امامي كلما رفعت جبيني بحثا عن قدري المحتوم أنت خلفي كلما قررت أن تحرس المواعيد لئلا تضيع!. - إلهام المجيد
و بفارق التوقيت.. و على حد علمي! انت في طور النسيان و انا في أَوَّل ذهولي! انت في مَبْلَغ التذبذب و انا في بَاكُورَة الافاقة، أنت في أَمَد الترك و انا في وَهْدَة الأسف! أنت في مُنْتَهى التخفف مني و انا في غُرَّة الغرق، أنت في نِهَايَة المطاف و أنا في غايَة الوجع!!. - إلهام المجيد
إلى فوات والجروح قصاص.. إلى ثأر والقلوب جزاء، إلى ضياع والدرب واحد، إلى منفى والأرض دوران، إلى وجع و الآه مدى، إلى غياب والأقدام سَعي، إلى سراب والليل شكوى، إلى نسيان والذاكرة شك، إلى ندم والأصابع عشر، إلى أنت والمرايا تقول أنا، إلى اين؟! و هل استوعبنا منذ متى؟!. - إلهام المجيد
وما تفضل القلب إذ سعيت إليك، وما ارتبت من مشقة البدء والعين لين والحبر سبيل.. وما تمنن الخاطر إذ مشى نحوك و رأى فيك قبس قلب والعمر لُجة، و ما جنيت إذ جنيت على شيءٍ مني وعلى بعضٍ منك وكلانا في القياس كيل روح، و ما ظننت النهاية جزل في السكوت وكُثرة في التفسير و مشقةٌ في لماذا و من!. - إلهام المجيد
لن نلتقي وعتابي المهذب قد أَزَف.. لن نلتقي و وجه التلهف ليس ذنبي إن تغيّر واختلف.. لن نلتقي.. قد كان قلبك، قد صار قلبي ما سلف! لن نلتقي.. لا ترتجي سير التغاضي بما تشاء إن وقف! لن نلتقي.. و شوقٌ تلاشى و بُعدٌ تجنى واقترف، لن نلتقي.. في الود كنا غايتين وكلا لشأنه قد غادر وانصرف!!. - إلهام المجيد
إننا نتعافى كلما لملمنا الكلمات من الطرقات، كلما سرقنا معنى يصف الضحكة و يشير بسبابته نحو وجه مبتسم، إننا نتعافى كلما طرقت على النافذة قطرة مطر، وكلما تلصص علينا قلبا نعرفه وكلما امتدت إلينا رسالة من السماء، إننا نتعافى والدواء هذه المرة لم نكن نسأله الله للجسد بل للروح!. - إلهام المجيد
اما كان لقلبك أن يمر بالخاطر، اما كان له أن يُصلح باب الود المهتري، اما كان له أن يتفقد نافذة الشتاء المشرعة، اما كان له أن يترك الكبرياء خارجا ويدخل، أما كان له أن يولي بقايا العمر بعض اهتمامه، اما كان له أن يتناسى عظمة الانا، اما كان له أن يؤوب من منفى العناد!. - إلهام المجيد
و لكننا يا الله اصبحنا نخجل من الحديث عن الحب ومن العتب ومن الملاحقة ومن الشكوى التي تعني كم نحن قليلي الشكر و الامتنان، و لكننا يا الله صرنا نعرف اننا في الليل نحتاجك أكثر ونتقرب إليك أكثر ونتضح أكثر ونتواضع اكثر ونسألك في كل مرة أكثر أن تردنا إليك ردا جميلا... - إلهام المجيد
و لقد رأيت خلاصة الرجاء هنا خامدا، ساكنا بين الورق! و لقد عرفت بأن غاية التمني صائر إلى حبر، وجهد القلب وانسكابه وانسيابه لا يتعدى سير الريش وانصياع القلم على السطر، ولقد أدرك القلب فيما أدرك العقل من قبل وتيقن..! ان جور الظن كـ جود العتب وان كلاهما سائر إلى..سراب!. - إلهام المجيد
كل شيء على مايرام.. الشتاء يعود في نفس الموعد، الخريف ينتظر دوره، دقات الساعة، الجدار، موضع الصور، موقد الخشب، سكينة الستائر، الليالي المنطقية، أزيز الباب، ملامح الندم، سقوط المطر، سكوته دون شعور، وقار غياب الاشياء و رتابة الحضور! كل شيء على مايرام..! حتى تقع العين على عين القلب!. - إلهام المجيد
لأن صمتك حاجز.. ولأن حجتي في الشوق ضعيفة! لأن كبريائك سيد الموقف ولأن برائتي ليست في متناول القلب! لأن كلماتك حد السيف ولأن جزعي طاغٍ على الهمة! لأن طبعك إلى فراق وصلابة ولأن سجيتي وهن على وهن! لأن عتابك من خلف حجاب ولأن أدلتي حبر على ورق! لأنك لائذ بالشك ولأني منزوية إلى اليأس!!. - إلهام المجيد
وليتني نجوت من قبل التحية! و ليتني لحقت بـ أقدامي قبل مشاورة القلب، وليتني ترددت ثلاثا قبل فتح الابواب! وليتني ما تجرأت على الاهتمام المفرط ولا تدلت اصابعي عند ملامسة القصائد! وليتني ابقيت الرسائل مغلقة و مريبة، وليتني تعثرت ولم انتبه و استقمت قبل ان اكترث، وليتني لم أرتجف!. - إلهام المجيد
وما سواك وليت باستطاعتي تجاوزك إلى ما بعد..الحب! وما عداك فهل للاماكن منك نجاة! وما غيرك وانا منك إليك ولا مفر! وما بعدك والاوقات كما هي والاعوام سواسية! وما خلفك وهل تركت لي فسحة للالتفات او للانتباه لسالف العمر! وما دونك وعينك وعطرك وعتابك وعين الاشياء كلها رهنا لما انت عليه!. - إلهام المجيد