كنت ذات يوم في مجلسٍ ضم جماعةً من رجال الدين.. وقد أجمع هؤلاء الرجل أثناء الحديث على أن سكان الأرض كلهم مُلزمون بأن يبحثوا عن الدين الصحيح، فإذا وجدوه اعتنقوه حالاً.. فكل إنسان في نظر هؤلاء مجبورٌ أن يتركَ أعماله ويذهب سائحاً في الأرض ليبحثَ عن الدِّين الحق.. قلت لهم: " لماذا لم تسيحوا أنتم في الأرض للسَّعي وراء الحق؟! " قالوا وهم مندهشون لهذا السؤال السَّخيف: " إننا لا نحتاج للسعي وراء الحق لأن الحق عندنا!! " إنهم يتخيلون أنهم وحدهم أصحاب الحق من دون الناس، ونسوا أن كل ذي دين يؤمن بدينهِ كما يؤمنون هم بدينهم، فأينما توجهتَ في أنحاء الأرض وجدت الناس فرحين بعقائدهم مطمئنين لها، ويريدون من الأمم الأخرى أن تأتي إليهم لتأخذ منهم دين الحق الذي لا حقَّ سواه. - علي الوردي
وبين انتظار وانتظار يموت الانسان، يموت ألف مرة، يفقد الثقة، تتلاشى إرادته، يسقط، ينهض، يترنح، يمتلئ حلقه بأدعية خائفة لا يعرف كيف أتت، يصرخ دون صوت، ينظر في وجوه الآخرين ليرى وجهه، يتذكّر، يقاوم، ينهار، يسقط. يموت مرة أخرى، ينهض من الموت، يتأمل الأمتار القليلة التي يمكن أن تُرى عبر الشبابيك، يلامس حبات الرمل المتسربة في كل مكان، يملأ حلقه بجرعة ماء ويستبقيها لأطول فترة لعلها تمده بمزيد من القوة على المقاومة، على الصمود، يفقد القدرة على الحديث، يفقد القدرة على ابتلاع الماء، يتحوّل الماء إلى ملح، يتحول الزبد إلى زبد، يريد أن يصرخ، أن يموت تماماً، يريد أن تنشق الأرض فجأة وتبتلعه، يريد ماء، ظلاً، وينتظر. - عبد الرحمن منيف
وبعد انقضاء عدة ساعات وهما يتجاذبان أطراف الحديث ، سألته قائلة : هل أنت مدخن ؟ فأجاب : نعم ، فقالت له : اذن أنت جبان ومنافق ! تلقي بنفسك كالجثة الهامدة في منتصف الطريق ، لا أنت تقدر على الرجوع من حيث أتيت ولا على المضي قدماً نحو القمة ، تختار أنصاف الحلول ولا تستطيع أن تكون حازماً في اتخاذ أبسط القرارات لأتفه المسائل المتعلقة في حياتك ، فقال لها متعجباً : وماذا علي أن أفعل ؟ فقالت له : عليك أن لا تقف مكتوف اليدين في منتصف أي شيء ، إن بدأت السير في طريق فامشي به حتى نهايته ، كن صاحب الموقف وسيّده ، كن أنت الداعم الأقوى لما تؤمن به وحرّض الناس على الإيمان بأفكارك ومبادئك أيّاً كانت ، لا تحرق هذه السجائر اللعينة في فمك بلا جدوى بل اشرب حتى الثمالة او عد نقياً صافياً من حيث بدأت ، لا تجعل الناس يحتارون في أمرك ، بل امنحهم الفرصة الكافيه لتصنيفك ، وكن مقتنعاً بصورتك الحقيقية التي سيقدموها لك على طبق من ذهب ، نعم ! الحقيقية ، لأنك ستصبح أوضح من الوضوح ذاته في أعينهم ، فقال لها - وقد بدا مترنحاً - ما قاله نزار قباني لحبيبته : تعيشين بي كالعطر يحيا بوردةٍ .. وكالخمر في جوف الخوابي لها فعلُ. - مثل الحسبان
اعتنق الصمت أمام السفهاء. - آل باتشينو
نحن نتعلقُ بمن يفهمُ ايماءاتِ صمتنَا، بمن لا يطرحُ الكثيرَ من الأسئلة ، لأننا أصدقُ ما نكونُ حينَ نعتزلُ الحديث وقواعده. - ماجدة البارودي
أحسست أني تعلمت بعدك زيف الحديث وزيف المشاعر , تساوت على العين كل الوجوه وكل العيون وكل الضفائر. - فاروق جويدة
إن أغلب الرجال لا يقدحون زناد أفكارهم إلا لتبرير أعمالهم الخاطئة , كما أنهم لا يلجؤون إلى الحديث إلا لكبح جماع أفكارهم الشاردة. - فولتير
يتحدث الناس بصراحة اكبر مع الطبيب النفسي اكثر من الحديث مع قسيس..لان الطبيب لا يهددهم بالجحيم. - باولو كويلو
الإنسان الاستهلاكي الحديث يفضل ما هو سهل وبسيط على ما هو جميل ومركب. - عبد الوهاب المسيري
بعض المسؤولين العرب يفهمون الحديث النبوي (كلكم راع) , على أن المواطنين خرفان. - أحمد مطر
خدعونا زمنا يا ولدي , بالوطن القادم بالأشعار , لن يطلع صُبحٌ للجبناء , لن ينبت نهرٌ في الصحراء , لن يرجع وطنٌ في الحانات بأيدي السفلة والعملاء , لن يكبر حلمٌ فوق القدس وعينُ القدس يُمزّقها بطش السُفهاء. - فاروق جويدة
نظرَ الليثُ إلى عجلٍ سمينْ .. كان بالقربِ على غيْطٍ أَمينْ , فاشتهتْ من لحمه نفسُ الرئيس .. وكذا الأنفسُ يصبيها النفيس , قال للثعلبِ: يا ذا الاحتيال .. رأسكَ المحبوبُ، أو ذاك الغزال! , فدعا بالسعدِ والعمرِ الطويل .. ومضى في الحالِ للأمرِ الجليل , وأتى الغيظَ وقد جنَّ الظلام .. فأرى العجلَ فأهداهُ السلام , قائلاً: يا أيها الموْلى الوزيرْ .. أنت أهلُ العفوِ والبرِّ الغزير , حملَ الذئبَ على قتلي الحسد .. فوشَى بي عندَ مولانا الأَسد , فترامَيْتُ على الجاهِ الرفيع .. وهْوَ فينا لم يزَل نِعمَ الشَّفيع! , فبكى المغرورُ من حالِ الخبيث .. ودنا يسأَلُ عن شرح الحديث , قال: هل تَجهلُ يا حُلْوَ الصِّفات .. أَنّ مولانا أَبا الأَفيالِ مات؟ , فرأَى السُّلطانُ في الرأْس الكبير .. ولأَمْرِ المُلكِ ركناً يُذخر , ولقد عدُّوا لكم بين الجُدود .. مثل آبيسَ ومعبودِ اليهود , فأَقاموا لمعاليكم سرِير .. عن يمين الملكِ السامي الخطير , واستَعدّ الطير والوحشُ لذاك .. في انتظار السيدِ العالي هناك , فإذا قمتمْ بأَعباءِ الأُمورْ وانتَهى .. الأُنسُ إليكم والسرورْ , برِّئُوني عندَ سُلطانِ الزمان .. واطلبوا لي العَفْوَ منه والأمان , وكفاكم أنني العبدُ المطيع .. أخدمُ المنعمَ جهدَ المستطيع , فأحدَّ العجلُ قرنيه، وقال .. أَنت مُنذُ اليومِ جاري، لا تُنال! , فامْضِ واكشِفْ لي إلى الليثِ الطريق .. أنا لا يشقى لديه بي رفيق , فمَضى الخِلاَّنِ تَوّاً للفَلاه .. ذا إلى الموتِ، وهذا للحياه , وهناك ابتلعَ الليثُ الوزير .. وحبا الثعلبَ منه باليسير , فانثنى يضحكُ من طيشِ العُجولْ .. وجَرى في حَلْبَة ِ الفَخْر يقولْ , سلمَ الثعلبُ بالرأسِ الصغير .. فقداه كلُّ ذي رأسٍ كبير. - أحمد شوقي
لا شيء يختبر البلاغة مثل الحديث عن الحب. - مثل الحسبان
لا نلتقي الا وداعا عند مفترق الحديث ، تقول لي مثلا: تزوج اي امرأة من الغرباء أجمل من بنات الحي ، لكن لا تصدق أية امرأة سواي ، ولا تصدق ذكرياتك دائما ، لا تحترق لتضيء أمك ، تلك مهنتها الجميلة ، لا تحن إلى مواعيد الندى ، كن واقعيا كالسماء ولا تحن إلى عباءة جدك السوداء ، أو رشوات جدتك الكثيرة ، وانطلق كالمهر في الدنيا ، وكن من أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحده ، وارجع إذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت أحوالها. - محمود درويش
قليلا من الصمت يا جاهلة , فأجمل من كل هذا الحديث , حديث يديك على الطاولة. - نزار قباني
كم أحبك وكم تزداد بُعداً في هذه الدنيا الظالمة , شيء ما يقودني نحوك بشكل أعمى كلما اتخذت قرارا بتركك وبعدم الحديث معك نهائيا , أريد بالفعل أن أرتاح منك وأن تتخلص منّي نهائيا لكي نعرف كيف نعيش .. ماذا فعلت لي؟ ما سرك؟ ماذا أكلتُ من يدك أو من جسدك أو من روحك؟ أشتهيك إذ أتركك .. أخاف عليك من حماقاتي وارتباكاتي وأنا معك .. لا أعرف لماذا أفتح أبواب الكوابيس والأحلام وأفتش عنك في أكثر الزوايا ظلمة علّني أجدك وأوشوش في أذنك: أحبك. - واسيني الأعرج
من أصعب اللحظات على المرء هي تلك التي تعجز فيها الحروف عن وصف ما بداخله من مشاعر، يسترسل في الحديث ويطيل الشرح ويكرر العبارات، ولكن يبقى الشعور مختلفا عن كلماته، وتبقى الكلمات في حيرة من أمرها، عاجزة أمام فيض المشاعر! - سعود السنعوسي
عاجز عن الحياة مع الناس وعن الحديث معهم، منغمس في ذاتي ولا أفكر إلا بنفسي، متبلد وعاجز عن التفكير وليس عندي ما أقوله لأحد! - فرانس كافكا
لا تقلق .. لن أكرهك , ولن أتحاشى الحديث عنك في مجالسهم , ولن أغير الطريق إذا ما جمعني يوما بك , ولن أتهرب من بقاياك .. لن أهبك هذه الأهمية أبداً. - شهرزاد الخليج
الناس الذين يعملون معا يحققون الفوز، سواء كان ذلك ضد دفاعات كرة القدم المعقدة، أو مشاكل المجتمع الحديث. - فينس لومباردي