انني أميل إلى القول إن وعي الذات لا يأخذ بعده الإنساني والفكري، العميق والخلاق، إلا بقدر ما يختبر في وعي الآخر .. الأنا سفر متواصل نحو نفسها، عِبرَ الآخر .. الأنا، بعبارة ثانية، لا تصير ذاتها إلا بقدر ما تصير الآخر .. وضمن هذا الحد، يمكن القول، وفقا للعبارة الصوفية: أنا لا أنا. - أدونيس
أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى والآخرون , بعضهم يظنّك النّداءَ , بعضهم يظنّك الصّدى .. أجمل ما تكونُ أن تكون حجّةً للنور والظّلامِ , يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ , والآخرون - بعضهم يرى إليك زبدا وبعضهم يرى إليك خالقا .. أجمل ما تكون أن تكون هدفا مفترقا للصّمتِ والكلامِ. - أدونيس
يا شمعة المستقبل البصيرة , مالي أخاف الطرق القصيرة ؟ - أدونيس
أسفاً، فاتها أن تشاهد هذا الصباح، كيف يهوي الفضاء على مكة بأفلاكه، وتقاتل فيها الرياح الرياح. - أدونيس
وكثيراً ما يقول , معزّياً نفسه , لا تصرخ الوردة غير أنّها تتنهَّد. - أدونيس
ماذا تفعل حين تعيش في ثقافة لا تقدر ، بطبيعة ذاتها ، أن ترى إلى المستقبل إلا بعين الماضي ، ولا تقدر أن ترى فيه أكثر من كونه مجالاً لتجلي الماضي ، ببهائه اللانهائي ، بحيث لا يكون الزمن المقبل كله إلا مناسبة لتحيين ما مضى ؟ - أدونيس
إنَّ الصوفيَّ مأخوذٌ بما لا يُنال، بما لا يتحققُ، ليسَ لأنه ضد ما يتحقق، بل لأن هذا الذي يتحقق ليس إلا ظلَاً أو صورةً من معنى لا يُستنفذ، ولا يُحاط به، فما يريده لا تحقُّق له، يظل غياباً، ومن هنا يكون الموتُ، الغيابُ عن الصورة والحضور في المعنى، الطاقة التي يتحقَّق بها ما لا يتحقق، ويكون الموت بهذا المعنى حياةً ثانية بل يكون الحياةَ التي لا موتَ بعدها. - أدونيس
اشرحي صدري، أين ذراعاكِ يا شجرة الياسمين ؟ وأنتَ، أيها الطائِرُ المُهاجِر، أولى أن تُقتنص في دارِ هجرتِك من أن تُخنَقَ في سريرِ أبويك، لا تنسى أن تُقبّل بإسمي الغُصن الأوّل الذي يستقبِلُ جناحيك، وسوف أُقبّل بإسمك الهواء، لا لِشيء إلا لكي أَمتحِنَ القيد الذي يُطبق على شفتي. - أدونيس
لا يعرف المحافظون في المجتمع العربي أن يحافظوا إلا على الأشلاء. - أدونيس
شدّ على لسانهِ وصمّ فَماتَ بعدَ بُرهةٍ أَصمّاً. - أدونيس
كل فقر في اللغة إنما هو فقر في الوجود وفي المعرفة، وفقر في العقل، أليس هذا (الإفقار) بأشكاله الثلاثة في المجتمع، صورة عليا لفقر الإنسان. - أدونيس
وعي الاختلاف والفرادة، خاصية يتميز بها الإنسان وحده بين المخلوقات كلها ، قتل هذا الوعي بحجة أو بأخرى ، بشكل أو بآخر ، إنما هو نوع من نزع إنسانية الإنسان ، ومن الهبوط به إلى مستوى الكائنات غير العاقلة. - أدونيس
نحتاج أحياناً إلى المرض - هذا الموت الموقّت - لكي يشغلنا بتفاهاته عن موتنا اليوميّ الرهيب الدائم. - أدونيس
نقدر الآن أن نتساءل كيف التقينا , نقدر الآن أن نتهجّى طريق الرّجوع ونقول : الشواطىء مهجورة والقلوع خبر عن حُطام , نقدر الآن أن ننحني ونقول: انتهينا. - أدونيس
هل تُريد أن تكونَ سماءً ثانية ؟ إذاً, اعشق الأرض. - أدونيس
الثورة ليست أن تطيح بنظام لكي تقيم مكانه نظاماً آخر ، وإنما هي أن تلغي النظام من حيث هو قانونٌ - أي من حيث هو أداة القمع ورمزه ، وسيلته وتسويغه ، ومن حيث أنه يحول بين الإنسان وبين أن يخلق نفسه , وهي جديرة بأن تنبّهنا كذلك إلى أن الثّائر يخلق الوسيلة ، وينسى إجمالاً أن يخلق نفسه .. فأنت لا تتغيّر إذا اختلفتَ عن الآخر، وإنما يجب أيضاً أن تختلف عن نفسك ، يجب بتعبير آخر ، لكي تكون نفسك باستمرار ، أن تختلف عن نفسك باستمرار .. ذلك أن التحرر ليس مجرّد انتصار ، وإنما هو أولا ودائماً انعتاق .. التحرر ليس امتلاكاً إنه كالضوء ، والضوء لا يملك ، وإنما يشعّ. - أدونيس
من يعيد تقييم الثقافة العربية اليوم وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة .. وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكا واتهامات وأنواعا قاتلة من التعصب .. فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي. - أدونيس
كل شيء ممكن ، لكن لا شيء ممكن : أليس هذا مأزق الكتابة ؟ - أدونيس
طويلاً، سافرتَ ، أيّها الشاعر في شمس المجهول .. قل لي: أكان هناك من ينتظركَ، غيرُ ظِلّك ؟ ولماذا، إذاً، تشكو من المنفى كما لو أنّ هناكَ مكاناً آخر ؟ - أدونيس
لا أحس بنفسي ، لا أحس بجسمي ، لا أحس بأني أحيا إذا لم أعانق جسدا آخر .. ولماذا اذا لا أجاهر: كلا .. لا أريد الحياة اذا لم تكن بدعةً , ولماذا اذا لا أعيش كمثل الطبيعة، في لا مكان وأقول لمنفاي: أنت الوطن أيهذا الصديق العدو الزمن ؟ - أدونيس