ما بقينا نهرول خلف الايام، قلوبنا شارات حدس، هناك في الشوارع المنسية، نصادق اعمدة النور، تتكيء حكاياتنا عليها لنهرب، لنرجع، لـ نختفي.. في الغرف المنسية كل شيء يبحث عنا، هذه الجدران تسأل بعضها بعضا عن جسد داخله قلب وخارجه عينين لوزيتين من الحزن والخريف وظل القناديل!. - إلهام المجيد
وما ظل غيرك افقي وسمائي، وما أبصر القلب سواك، وما امتدت البصيرة الا نحوك، وما طالت يد التسامح الا يديك، وما ركضت طفولتي الا في حقولك، وما مست قدم الشوق غير دربك، وما تنصت سمع الفرح الا لليلك، وما صدح صوت الحب الا على غصنك، وما نال صدر راحتي الا آه اليأس!!. - إلهام المجيد
قل لي كيف لي ان اتطلع في وجه القلب وانت من انتظار لغياب ومن سكوت لاهمال.. قل لي كيف لي ان ابدد المسافات الكثر، كيف اسرف في الايام المتراكمة، كيف أُضيع الفرص المتناثرة حتى لا أشعر بالذنب و بالوقت، قل لي اي الطرقات ابتر اي الجسور؟! و كيف لي كذلك قطع ذراع الشعور!. - إلهام المجيد
هذا الليل يأكل الامنيات على مهل، يقضم القلب، الوقت، ويتمدد.. يُرخي ساعديه كـ مارد كسول، هذا الليل.. يبدو بملامح الصاحب الامين، المؤتمن على وشوشة القلب، الحكيم الفذ الذي يهز رأسه بنضج من فك اسرار الأفق! هذا الليل يغلق فمه وعينيه بلؤم من يعرف الحقيقة ولكنه اخرس!. - إلهام المجيد
وما مسني معك حب فكيف لك أن تتلافى فرصة العتب وتجور على حق قلبي في الكلام وبك، وما مسني معك حظ فإلى أي عدل احتكم وإلى اي ميزان اتجه وإلى اي شرع في القسط اولي القلب، وما مسني معك حلم، فـ للواقع سطوة، وللصمت طغيان، وللفراق رأي ولقلبك القول الفصل!!. - إلهام المجيد
اختر الصباح لو خُيرت بينه وبين الليل ليطغى على الشعور دفء، لتغلب كفة الطفولة، ليكون للاصابع فرصتها في فتح الشبابيك، ليركض القلب ولو لمرة نحو زهوه، لتأخذ اليد مكانها في تهدئة اللحظة!. - إلهام المجيد
عن الشوارع التي تسألكْ عني، عن محطات القطار..!! عن الخريف بات ملحا في التقصي، عن زهرة البنفسج كم من المرات ذبلت، عن معصم يدي حينما جف وتيبس، عن تيه عقارب الوقت إثر نوبة صمت، عن صورنا المبللة في بركة ندم، عن مصير وجوهنا بعد خصام المرايا، عن اقدام القلب وهي تراود البقاء!. - إلهام المجيد
كم من مدينة دخلت القلب ؛ و أبت أن تخرج، كم من عطر دار حول الروح وعاد من الروح وقد نسي نفسه، كم من سماء لمستها اليد حين سفر وحين عتم وكانت هي الملاذ، كم من اسم نُقش هناك بالدم، بالصوت بالجرح بالنداء وكان هو الحي الذي لايموت... - إلهام المجيد
فيا قلب لا كفَ داعي الشوق ولا تعِب الفراق.. و ياقدم لا انتهت الطريق ولا القلب قد وصل، ويا عين لا قرت بفرح ولا اكتفت بسيل، ويا كف لا سَبْرت دفء الود ولا لمست سعير الوداع، ويا روح ما سافرت لروح ولا رجعت من وعثاء السفر، ويا آه مالها في الأَسف وصف ولا لها في الذنب تعريف!. - إلهام المجيد
انا على وشك الركض إليك؛ على مقربة من المثول امام قلبك وبعدها فلـ اطرق النظر! انا على نية ان اقف واستجمع الصوت لاقول يا أنت ولو بنصف الحرف ونصف المنطق! انا على صدق بان أرتبك واتعثر واسند نبضة القلب في هكذا موقف! انا على وهن على ضعف وعلى اعتراف بأن التسامي معك كثافة حب!. - إلهام المجيد
لم تكن لي تذكرت ذلك وأنا استشهد بغيابك الأَزَل و أوثق عرى الحقيقة الثبات، بالتفريط المُقِيم، و بالأصابع الجمود! لم أكن لك مع كل مساومات الفرص القنوط، مع كل مواقف التهاون الإغْضاء، مع ميلان كفة المنطق الرَزَانَة على العاطفة الجُنوح وجَلاء العقل الرَشاد على كَدَرٌ القلب الجَهَّول!. - إلهام المجيد
كل كلمة كتبناها عن قلب ما بقيت في شرع الايام كـ ذكرى من رماد، ذاك اللون الذي يبقى على مدار العمر يراوغنا.. الرمادي.. بقايانا، قصصنا التي طويناها ظل مواعيدنا، شوارعنا التي لو مشيناها، شجاراتنا حبذا لو فعلناها، غيرتنا التي شبت في القلب مرات عدة ماذا خسرنا لو طفيناها!. - إلهام المجيد
عدتَ إلى الواجهة ولم تخمد نار نسيانك بعد ولم تفرغ اصابعي من كتابة مرثية قلب! عدت في المقدمة ليتصدر وجهك آلاف الظلال ويطغى صوتك على وَقَار وهيبة السكوت! عدت كما أنت على رأس لائحة الحضور والبقاء والخلود على حائط القلب وزقاق القلب وقبو القلب واطلال القلب!!. - إلهام المجيد
بيقين الغياب، بصدق الظن، ببقية الرمق، وبقية الترجي وبقية العتب، بما لا تملكه يد القلب وعين القلب وبما لا يقوى على النطق به لسان القلب، بخلاصة الكلام وإنصاف النهاية، بضمير الحب الحاضر وشاهد الوجه الشاحب، برخاوة شفة الوداع وببراعة المشهد يحق لنا ان نعلن للملأ أننا افترقنا!!. - إلهام المجيد
وتظن اننا افترقنا؛ أثبت لي.. وانت من يتحين الليل ليكتب، من يستعطف الطريق ليقف، من يرتجي الضوء ليراقب، من يوهم النوم ليهرب، من يرمي الموج ليصطاد الزرقة، من يغوي النجم ليتدلى، من يهمس للقلب بسر القلب، من يغري الشوق بـ الرد، ومن يغمض العين على آخر حرفٍ أنا كتبته!!. - إلهام المجيد
وكانت له.. منطقته من الحزن؛ ومنطقه في الوصف، وكان له جزيل من الصبر ووفير في اللوم، وكان له براعة من الظن وقناعة في التصديق، وكان له خطو من الاياب وسعي في الغياب، وكان له مديد من الندم وعديد في البكاء، وكان له اصابع للتوهم؛ واخرى للوداع، ولم يكن لي نصيب منه ؛ بل كثير في هذا وذاك..!!. - إلهام المجيد
عدلٌ مع الفراق وجائر مع اللقاء، ولو خُيرت بين أن ترجع وبين أن تتخلص من عبء القلب لاخترت مشقة الحيرة على هوان الاختيار، مثلك يحمل راية الرحيل حتى ولو لاحت في افقه الهزيمة، ومثلي من يرجح الشقاء على الف بقاء بلا وجهٍ وبلا قلبٍ وبلا ملامح وبلا أنفاسٍ لحي على الحب يُنسب!. - إلهام المجيد
وفيما بعد.. اصبحت اشبهك إلى حدٍ ما، إلى حزنٍ ما، إلى رعبٍ ما! وفيما بعد.. اصبحت أسكت عن حقي بك، عن عتابي فيك، عن الرد المدسوس إليك وعما يضمره القلب وعما تخنقه اليد! وفيما بعد.. اصبحت اقف امامك طويلا، واشرد طويلا واتعب طويلا؛ و يخونني الفم، وتغدر بي القدم!. - إلهام المجيد
العاشق بمعنى الكلمة؛ المتمرس في الهدوء؛ الساكن على كل حال للعاصفة؛ المنتمي إلى قومية الشوق؛ المعتلي قمة القلب الشاسعة، الخجول كما الاطفال، الجريء كما هو الشتاء، المزهو بربيع القلب ولو في غير موسم، الميال إلى البحر والزوارق وأسراب السنونو-؛ الهادر بموج عينيه.. المكتفي بكلمة عشق واحدة على سبيل الوعد، المقر المعترف برصيده من الدهشة، واضع اليد على أرض الحب وفسحة الحب وما حولها، المسافر على متن قلبي دون تذكرة للسفر، المبحر في لجة الروح دون ريبة من الغرق-؛ العائد إلي دون غياب ودون وعدٍ للرجوع، المقيم، النزيل وغير عابر السبيل الذي جال بأحلامي.. و الممسك بزمام الطفولة وبراءة المشهد... - إلهام المجيد
وكان اذا شعر بفراغ قلبه كتبها من غير ظن وخفف عنها سياط التهم وانصفها من الزمان ونفسه! وكان اذا رجع إليها من بعد جرح واسف فتح لها القلب واوسع الكف وكتبها بكرم المتيم وبهاء العاشق، وكان اذا رضي عنها أوسع لها متكا العين وفسيح المدح وبليغ الفقد وأثير الوجد!!. - إلهام المجيد