إننا بحاجة إلى طراز من المتعلمين يدركون بأنه لا فضل لهم فيما نالوا من نجاح أو علم أو أدب وأنهم مخاليق وصنائع أنتجتهم العوامل الإجتماعية والنفسية التي أحاطت بهم من غير أن يكون لهم يد فيها. - علي الوردي
ليت شعري ما هذه القدسية التي نسبغها على الاسلاف ؟ حيث نرى الحق لهم وحدهم في وضع القواعد ؟ السنا بشرا مثلهم ؟ ولماذا تسعى الامم الحية كلها الى الاصلاح بينما نشعر بان الواجب يقضي علينا بابقاء ما كان على ما كان ؟. - علي الوردي
أدركت أن الحق ملك للجميع وان الله اعدل من ان يختار لنفسه فريقاً من الناس دون فريق. - علي الوردي
يقال أن المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو بمبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن الإطار الفكري الذي ينظر الإنسان من خلاله إلى الكون مؤلف جزؤه الأكبر من المصطلحات والمألوفات والمفترضات التي يوحي بها المجتمع إليه ويغرزها في أعماق عقله الباطن .. والإنسان إذاً متأثر بها من حيث لا يشعر فهو حين ينظر إلى ما حوله لا يدرك أن نظرته مقيدة محدودة وكل يقينه أنه حر في تفكيره وهنا يكمن الخطر فهو لا يكاد يرى أحدا يخالفه في رأيه حتى يثور غاضبا ويتحفز للاعتداء عليه وهو عندما يتعدى على المخالف له بالرأي لا يعد ذلك شيئا ولا ظلما إذ هو يعتقد أنه يجاهد في سبيل الحقيقة ويكافح ضد الباطل. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن من الظلم حقاً أن نعاقب الناس على عقائدهم التي لُقِّنوا بها في نشأتهم الاجتماعية والمنطق القديم مبني على أساس أن الإنسان يعتنق عقيدته بإرادته وإنه يصل إليها عن طريق التفكير والرؤية وهذا خطأ يؤدي إلى ظلمٍ كثيرٍ في بعض الاحيان .. في الواقع أن الإنسان يؤمن بعقيدته التي ورثها عن آبائه أولاً, ثم يبدأ بالتفكير بها اخيراً وتفكيره يدور غالباً حول تأييد تلك العقيدة ومن النادر أن نجد شخصا بدّل عقيدته من جراء تفكيره المجرد وحده فلا بد أن يكون هناك عوامل أُخرى, نفسية وإجتماعية, تدفعه إلى ذلك من حيث يدري أو لا يدري. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
المتعلم هو من تعلم أموراً لا تخرج عن النطاق الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيق مجال نظره وهو قد آمن برأي من الأراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى الى المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرضه على الكفاح في سبيله أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه و بإستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتامل فيها ولتملي وجه الصواب منها ومما يؤسف له ان المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون ومتعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغا يحسدون عليه. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي ) و هذا هو السبب الذي جعل احدهم لا يتحمل رأياً مخالفاً لرأيه
يستطيع أي إنسان أن يدعي أنه هو المصلح الحقيقي وأن خصومه هم المهيجون المشعوذون .. فالمسألةإعتبارية إذاً ولكن علم الإجتماع وضع في أيدينا مقياساً واضحاً يمكن أن يفرق بين المصلح والمشعوذ .. الفرق بينهما هو أن احدهما يحاول إصلاح قومه بينما الأخر يبحث عن قوم غير قومه ويتظاهر بأنه يريد إصلاحهم وهدايتهم .. ومما تجدر الإشارة إليه أن كل قوم لهم عيوبهم الخاصة وهنا يأتي المشعوذ فيغض النظر عن عيوب قومه ثم يأخذ بالبحث عن عيوب قوم أخرين ويشنع بها أما المصلح فميزته أنه ينظر في عيوب قومه قبل أن ينظر الى عيوب الأخرين. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن ما وصف به القرآن عقول الناس يشبه إلى حد بعيد ما إكتشفه العلم الحديث من طبيعة العقل البشري .. فالعقل البشري مغلف بغلاف سميك لا تنفذ إليه الأدلة والبراهين إلا من خلال نطاق محدود جداً وهذا النطاق الذي تنفذ من خلاله الأدلة العقلية مؤلف من تقاليد البيئة التي ينشأ فيها الانسان في الغالب وهو ما أسميه الإطار الفكري فأنت إذا جئت للإنسان بأقوى دليل تريد ان تقنعه برأي يخالف تقاليده ومألوفاته السابقة لوى عنك عنقه وعد دليلك سخيفاً وغير معقول وانت قد تندهش حين ترى خصمك لا يقتنع بالبرهان القوي الذي إقتنعت به. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
أرجو من القارئ أن لا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن .. إن هذا هراء ما بعده هراء .. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق .. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال .. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن الأنسان مجبول أن يرى الحقيقة من خلال مصلحته ومألوفاته المحيطة فإذا إتحدت مصلحته مع تلك المألوفات الإجتماعية صعب عليه أن يعترف بالحقيقة المخالفة لهما ولو كانت ساطعة كالشمس في رابعة النهار. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
الإنسان العراقي أقل تمسكاً في الدين وأكثرهم إنغماساً بين المذاهب الدينية فتراه ملحداً من ناحية وطائفياً من ناحية أخرى. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن الرأي الجديد هو في العادة رأي غريب لم تألفه النفوس بعد .. وما دام هذا الرأي غير خاضع للقيم التقليدية السائدة في المجتمع فهو كفر أو زندقة .. وعندما يعتاد عليه الناس ويصبح مألوفاً وتقليداً يدخل في سجل الدين ويمسي المخالفون له زنادقة وكفاراً. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن التهديدات الإلهية لا تردع الظالم عن ظلمه، فهو حين يظلم لا يدري إنه ظالم، إذ هو يسوغ ظلمه ويبرره ويتأول فيه فيجعله عدلاً. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إننا لا نلوم رجال الدين على ايمانهم الذي يتمسكون به، ولكننا نلومهم على التطفل على البحث العلمي وهم غير جديرين به. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن كل ثقافة بشرية تتخذ لنفسها نظاماً في الأخلاق خاصاً بها، وهي تنظر لأخلاق الآخرين بشيء من الريبة والاحتقار. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
لم يبتكر العقل البشري مكيدة ابشع من الحق والحقيقة , ولست اجد انساناً في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة حتى أولئك الظلمة الذين ملأوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الأبدان .. لا تكاد تستمع إلى أقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق والحقيقة والويل عندئذ لذلك البائس الذي يقع تحت وطأتهم فهو يتلوى من شدة الظلم الواقع عليه منهم بينما هم يرفعون عقيرتهم بأنشودة الحق والحقيقة. - علي الوردي
التكتم الذي نلتزمه في نزعتنا الطائفية أخطر علينا من الافصاح والتظاهر فالطائفة تمسي في نفوسنا بمثابة العقد الدفينة او هي تمسي بالاحرى مرضا نفسياً . - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
التناقض الاجتماعي كامن في اعماق الشاب العربي ، فهو يقلد الشاب الغربي في افانين الغرام ، ولكنه في الزواج يريد تقليد ابيه واعمامه واخواله .. انه في غرامياته دون جوان وفي زواجه حاج عليوي. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إنّ العقل سلاح ذو حدّين، فهو لدى الباحث التجريبيّ وسيلة للتطوّر، إنّما لدى "العاقل" المغرور فهو عقبةٌ في سبيل التطوّر. - علي الوردي