اينك..؟ حدثت اشياء كثيرة منذ أن تحدثنا لآخر مرة، كتبت لك الكثير من الكلمات التي انتهى مفعولها بعد يوم و أكثر، لونت لك الطقس و الدرب والوقت، هيأت لك الكثير من التفاصيل التي اعتنيت بها حتى اني وضبت قلبي.. رتبت صوتي، مرنته على النداءات المنسية.. اينك افق الشوق شوك وانت بعد لم تظهر!. - إلهام المجيد
كم من الصعب ان اصفك بالخسارة، ان اناديك (أنت) ان أنسبك إلى الماضي، ان انعتك بالفقد، و ان اركنك إلى رف الامس! كم من الصعب.. ان تبدو في عداد الايام الفائتة، و ان تصبح مجرد خيط من الشمس لـ أبهى ضوء! كم من الصعب ان يطغى بك الظل على الوجود، والفكرة على اليقين، والوهم على التصديق!. - إلهام المجيد
كنت على وشك ان اقيس المسافة بين ظهورك في حياتي، بقائك في القلب، فراقك وأنت في القلب كذلك، انا لم اعبأ بالمسافات من قبل، لم يكن لي عدو مطلق او صديق موثق في خانة الوفاء، لهذا كان تصنيف المسافة امر صعب، شائك، غير واضح ولكن على كل خيبة كنت انت خارج الحكم و لابد من ضحية!. - إلهام المجيد
هل تتغير قناعاتنا ام يتغير شعورنا، هل نستبدل كلمات البعض باحرف أكثر صدقا و قلوبا اعمق سعة، هل تشغلنا الفكرة ام ان حشو الورق اصبح لا يحظى برضانا بسهولة، و لماذا تركنا البعض على الرف وأهملنا حبرهم كما تناسينا ماضينا، لماذا نهرول خلف المشاعر الطازجة والكلمات التي تكتب للتو؟!. - إلهام المجيد
و الآن اصبح بيننا تاريخ حافل من الوجع، من الأحزان المتوالية ومن الفراق الذي لا يعقبه اياب! و الآن صار لدينا مآثر في العراك، في العتاب وفي اليأس الذي لا تغطيه.. ابتسامة مزيفة! و الآن بات لنا سيرة وهزائم عدة بين زهو الأنا و غطرسة الانتصارات الواهية! . - إلهام المجيد
وددت لو ان اعيشه ذلك العام الذي كنت سـ أصفه بجدارة!! وددت لو سافرت به إلى عينيك دون نيتي المسبقة في الرجوع! وددت لو ازرعه حقل اقحوان لا إشارة مرورية توصل إليه ولا سهم وشاية يغوي المارة بالتلصص عليه! وددت لو كانت الشمس حليفا له في المواعيد و رفيقا في الطرقات، وددت لو كنت اكثر طمعا وأنا اقنع الوقت بالمزيد من الليل لعلني اسرق تلك القصيدة و اسرف في اهدائها بتمامها إليك!. - إلهام المجيد
و هل تترك الصباح عرضة للفوات لو لم تمطر؟! و هل تترك قلبك للخريف لو لم تُحب؟؟ و هل تترك العمر رهنا لانتظار دقة على باب الحياة؟! و هل تترك خاطر السعادة لأجل حفنة من وهم خافت؟! . - إلهام المجيد
نحن الذين يحتملنا الليل.. صلته بنا غير مشروطة وجلوسنا إليه غير محسوب! نحن الذين تحتملنا الذاكرة ولو أرهقناها بـ قائمة الاسماء الكثيرة والتفاصيل المبهمة وفواصل الأحاديث التي لم تكتمل.. نحن الذين يحتملنا الصمت فلا يطالبنا بالتبرير ولا يرغمنا على الكلام دون جدوى!. - إلهام المجيد
و على ما يبدو قلبي على حاله.. ميال لك لم يرعوي، لم ينتبه، لم يتبع بعد حدسه! و على ما يبدو بقي ما بيننا كما هو انا التي تضع حواسها على شفا التيقظ، و انت الذي يطوع ذاكرته للنسيان سلفا! و على ما يبدو لم تكن القلوب لتعلن برائتها من ذنبها وحدها! فـ للعيون جرمها و جنايتها! . - إلهام المجيد
كنت شجاعا هربت من الليل دون ترك اثر، دون أن تعلق على رقبتك حبلا من الشوق، دون ان تلتفت وراء قلبك، كنت منصفا واضحا وصريحا على الاقل مع نفسك إذ لم تدعي الحب و لم تصرح باعتراف و لم تمتد يديك إلى ما لم تملك ولم تجرؤ! كنت صادقا مع الجدران، مع الصور، والاشياء التي لم تحدث!. - إلهام المجيد
لا بأس وعدتك ألا اتقصى وجهك! ألا أنهال على القلب بالضرب، و ألا أفتت المزيد من الايام الصفراء، لا بأس وعدتك ان أواظب على حضور سكوتي، و ترك نفسي عند الباب، وعدتك ان تكون العين تحت سطوة التفويت والذاكرة تحت رحمة النسيان! لا بأس وعدتك بأشياء عدة ولكن ضعفي غلبني!. - إلهام المجيد
ليتنا لم نستبقها تلك الاسئلة الجحود! ماذا بعد البداية وكم الفضول ومثله من اللهف؟ كم سنفرح، كم سنركض ومتى نتوقف؟ أين نمضي، متى نصل، أين نستقر! هل نرجع، هل نفترق، كم مسافة للذهول؟ كم ليل بيننا، كم نهار ضيعه الكبرياء، كم غروب ضحى به العناد؟ كم رسالة كتبها القلب ومزقتها الايدي!. - إلهام المجيد
وقلبك على سبيل المثال فيض التذكر و فوضى النسيان، وفائك في الخاطر، و زهدك في الواقع، سخائك في الشرح، و شحتك في اللقيا، حضورك في الاحزان، وغيابك في التمني، مرورك في الأطلال، و ضياعك في الاماكن، سعيك في الانكار، وجهادك في المراقبة، وقلبي على سبيل المثال وفرتي في ظنك، و خلو قلبك مني!. - إلهام المجيد
ولكني لم أعد أحتمل بلاهة الجدران، الرسائل المريبة، تآمر الستائر وخذلان الشبابيك، كيف اشرح لك وقاحة قوارير العطر وشماتة الصور، كيف اوصل لك حقيقة ان مكيدة الأماكن ولؤم الذكريات أضعاف لؤم البشر، كيف أصف لك عدم شعوري بالأمان، كيف أغمض العين والقلب خوف؟! . - إلهام المجيد
كم عمر الرسائل بيننا؟ كم عمر الآه، كم عمر موقد النار وهذا الجدار؟ كم عمر وجهي في ذاكرتك؟ كم عمر صوتي، كم عمر ضفيرتي الصغيرة؟ كم عمر ابناء الشوق، كم عمر نظراتك المثيرة؟ كم عمر طوق رقبتي، كم عمر اشيائي الكثيرة؟ كم عمر قلبينا معا، وقيود معاصمنا الاسيرة؟! . - إلهام المجيد
ولكني لم أركب القطار في يوم غائم ومطر؛ ولم اقتفِ وجها رأيته في المنام، ولم انزل قبل نهاية الرحلة، ولم أرَ شيئا من النافذة، ولم اراقب العيون، ولم أنتبه لقلبين جلسا بجانبي، ولم اقرأ اسمي على لائحة السفر، ولم تفتح اصابعي بطاقة دعوتك للحب ولم يكن كل هذا سوى خيال عبر. - إلهام المجيد
يرمضني رجع الآه .. ووقع خطى الليل المسموع .. احدهم يعود بعدما تموت النظرة، بعدما تتعب الحنجرة و ترتخي الاصابع! احدهم يرجع بعدما تبيض القلوب من الحزن، بعدما تصفَر الوجوه، بعدما تصبح الايام شاحبة! احدهم يرتدّ بعدما يسقط الكلام، و يضيع العتب و يغدو العمر هباءا منثورا! . - إلهام المجيد
هذه ليلتك وانا خارج منطق الوقت، هذا قلبي برجاء الا تعد لتمشِ عليه او تدهسه، هذه انا اقف امامك وجها لوجه فما وجه الهرب؟ هذا النهار تركته مفتوحا على مصراعيه فلماذا تلاحقني السنابل؟ هذا الجدار كان اوفى منك احتضنني كـ ظل بعدما اسقطتني في بئر غدرك و طوقتني ذئاب الاسئلة! . - إلهام المجيد
وقتما اغتالنا الحب اتهمنا البنادق، وقتما تركتنا الايدي اتهمنا الطريق! وقتما نسيتنا القلوب اتهمنا القدر، وقتما راوغنا العطر اتهمنا الذاكرة، وقتما محونا الاسماء اتهمنا الحبر، وقتما اغلقنا الابواب والنوافذ اتهمنا الجحود، وقتما رجعنا إلى ذات المكان العمر ولى!!. - إلهام المجيد
كان عليك الا تميل مع القصائد الا تقلب الرسائل الوردية، كان عليك ان تكتفي بقراءة باب حظك او تطوي تحت ذراعك جريدة، كان عليك الا تتبع خطو العشاق، الا تسير خلف الضحكات، الا تتطلع لتشابك الاصابع، كان عليك ان لا تبتاع باقة ورد والا تشرع بحفر وعد، كان عليك أن تترك قلبك وقلبي وشأنه!. - إلهام المجيد