الإنسان بطبيعته كائن فضولي , منذ نشأته يحدد مسار فضوله , وأظن أن هناك إتجاهان رئيسيان يمكن أن يسلكهما , فالأول يتمثل في معرفة ما يخص الآخر , وأما الثاني فيتمثل في معرفة ما يخصه هو نفسه , وأعتقد أن الكثيرين يفضلون توجيه فضولهم نحو المسار الأول , لأنهم يخشون المحاولة التي قد توصلهم إلى معرفة أنفسهم , الأمر الذي يتطلب منهم تهذيبها إن هي أخطأت ومكافأتها إن هي أصابت , أما بالنسبة للآخر فالأمر مختلف , لأن تلك المعرفة لا تستوجب أية متطلبات ولا تحملهم أية مسؤولية , إنما هي مجرد إرضاء لطبيعتهم البشرية. - مثل الحسبان