المتعلم هو من تعلم أموراً لا تخرج عن النطاق الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيق مجال نظره وهو قد آمن برأي من الأراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى الى المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرضه على الكفاح في سبيله أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه و بإستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتامل فيها ولتملي وجه الصواب منها ومما يؤسف له ان المثقفين بيننا قليلون والمتعلمين كثيرون ومتعلمونا قد بلغ غرورهم بما تعلموه مبلغا يحسدون عليه. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي ) و هذا هو السبب الذي جعل احدهم لا يتحمل رأياً مخالفاً لرأيه
يستطيع أي إنسان أن يدعي أنه هو المصلح الحقيقي وأن خصومه هم المهيجون المشعوذون .. فالمسألةإعتبارية إذاً ولكن علم الإجتماع وضع في أيدينا مقياساً واضحاً يمكن أن يفرق بين المصلح والمشعوذ .. الفرق بينهما هو أن احدهما يحاول إصلاح قومه بينما الأخر يبحث عن قوم غير قومه ويتظاهر بأنه يريد إصلاحهم وهدايتهم .. ومما تجدر الإشارة إليه أن كل قوم لهم عيوبهم الخاصة وهنا يأتي المشعوذ فيغض النظر عن عيوب قومه ثم يأخذ بالبحث عن عيوب قوم أخرين ويشنع بها أما المصلح فميزته أنه ينظر في عيوب قومه قبل أن ينظر الى عيوب الأخرين. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن ما وصف به القرآن عقول الناس يشبه إلى حد بعيد ما إكتشفه العلم الحديث من طبيعة العقل البشري .. فالعقل البشري مغلف بغلاف سميك لا تنفذ إليه الأدلة والبراهين إلا من خلال نطاق محدود جداً وهذا النطاق الذي تنفذ من خلاله الأدلة العقلية مؤلف من تقاليد البيئة التي ينشأ فيها الانسان في الغالب وهو ما أسميه الإطار الفكري فأنت إذا جئت للإنسان بأقوى دليل تريد ان تقنعه برأي يخالف تقاليده ومألوفاته السابقة لوى عنك عنقه وعد دليلك سخيفاً وغير معقول وانت قد تندهش حين ترى خصمك لا يقتنع بالبرهان القوي الذي إقتنعت به. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
أرجو من القارئ أن لا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن .. إن هذا هراء ما بعده هراء .. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق .. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال .. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن الأنسان مجبول أن يرى الحقيقة من خلال مصلحته ومألوفاته المحيطة فإذا إتحدت مصلحته مع تلك المألوفات الإجتماعية صعب عليه أن يعترف بالحقيقة المخالفة لهما ولو كانت ساطعة كالشمس في رابعة النهار. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
الإنسان العراقي أقل تمسكاً في الدين وأكثرهم إنغماساً بين المذاهب الدينية فتراه ملحداً من ناحية وطائفياً من ناحية أخرى. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن الرأي الجديد هو في العادة رأي غريب لم تألفه النفوس بعد .. وما دام هذا الرأي غير خاضع للقيم التقليدية السائدة في المجتمع فهو كفر أو زندقة .. وعندما يعتاد عليه الناس ويصبح مألوفاً وتقليداً يدخل في سجل الدين ويمسي المخالفون له زنادقة وكفاراً. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن التهديدات الإلهية لا تردع الظالم عن ظلمه، فهو حين يظلم لا يدري إنه ظالم، إذ هو يسوغ ظلمه ويبرره ويتأول فيه فيجعله عدلاً. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إننا لا نلوم رجال الدين على ايمانهم الذي يتمسكون به، ولكننا نلومهم على التطفل على البحث العلمي وهم غير جديرين به. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إن كل ثقافة بشرية تتخذ لنفسها نظاماً في الأخلاق خاصاً بها، وهي تنظر لأخلاق الآخرين بشيء من الريبة والاحتقار. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
لم يبتكر العقل البشري مكيدة ابشع من الحق والحقيقة , ولست اجد انساناً في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة حتى أولئك الظلمة الذين ملأوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الأبدان .. لا تكاد تستمع إلى أقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق والحقيقة والويل عندئذ لذلك البائس الذي يقع تحت وطأتهم فهو يتلوى من شدة الظلم الواقع عليه منهم بينما هم يرفعون عقيرتهم بأنشودة الحق والحقيقة. - علي الوردي
التكتم الذي نلتزمه في نزعتنا الطائفية أخطر علينا من الافصاح والتظاهر فالطائفة تمسي في نفوسنا بمثابة العقد الدفينة او هي تمسي بالاحرى مرضا نفسياً . - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
التناقض الاجتماعي كامن في اعماق الشاب العربي ، فهو يقلد الشاب الغربي في افانين الغرام ، ولكنه في الزواج يريد تقليد ابيه واعمامه واخواله .. انه في غرامياته دون جوان وفي زواجه حاج عليوي. - علي الوردي ( عالم اجتماع عراقي )
إنّ العقل سلاح ذو حدّين، فهو لدى الباحث التجريبيّ وسيلة للتطوّر، إنّما لدى "العاقل" المغرور فهو عقبةٌ في سبيل التطوّر. - علي الوردي
ليس هناك بين البشر فرد لا ضمير له .. فالضمير كالشخصية موجود في كل إنسان، ولكنه يختلف في الاتجاه الذي يتجه إليه .. وأن الذي نقول عنه أنه "لا ضمير له" هو في الواقع يملك ضميراً .. وضميراً قوياً في بعض الأحيان، لكنه ضمير متحيز لا يكاد يتجاوز بمداه حدود الجماعة التي يأنس لها ويتغنى بقيمها ومقاييسها. - علي الوردي
السياسيون لا يبالون أن يقتلوا الأنبياء إذا وجدوهم يقفون عفبة في طريقهم إلى الكراسي. - علي الوردي
ميزة المعرفة أنها باحثة مشككة تتطلع كل يوم الى رأي جديد لم تألفه من قبل .. أما العقيدة فشأنها الرسوخ والإيمان الراسخ .. وللإنسان أن يؤمن بأي عقيدة يشاء إذ هو حر في ذلك .. إنما هو لا يمكن أن يسمي نفسه باحثا علمياً .. إنه مخير أن يترك سبيل البحث العلمي نهائياً أو أن يأخد منه الجانب الذي لا تتدخل عقيدته فيه .. أما إذا أراد أن يجمع بينهما في مجال واحد ، فأن ذلك دليل على أنه لا يفهم ولا يريد أن يفهم. - علي الوردي
كنت في أمريكا ونشب نزاع عنيف بين المسلمين عن علي وعمر وكانت الأعصاب متوترة والضغائن منبوشة فسألني الأمريكي عن علي وعمر، هل يتنافسان الآن على الرئاسة عندكم كما تنافس ترومين وديوي عندنا؟ فقلت: إنهم كانو في الحجاز قبل 1300 سنة والنزاع الحالي حول أيهم أحق بالخلافة، فضحك الأمريكي من هذا الجواب حتى كاد أن يستلقي على قفاه، وضحكت معه ضحكاً فيه معنى البكاء، وشر البلية ما يضحك. - علي الوردي
يجب أن لا ننسى ان الانسان في أصل طبيعته حيوان , انه أخ القرد وابن عم الحمار .. وهو حين يكتسب الصبغة البشرية , تظل النزاعات الحيوية كامنة فيه .. انه يتظاهر باللطف وسلامة القلب وحب الخير, ولكن طبيعته البهيمية تأبى الرضوخ لهذا النفاق مدة طويلة .. انه يداريها بعقله الواعى فاذا نام هذا العقل أو تخدر ظهر الحيوان من باطن الانسان. - علي الوردي
ان من شرائط المنهج العلمي الدقيق أن يكون صاحبه مشككاً حائراً قبل أن يبدأ بالبحث. أما أن يدّعي النظرة الموضوعية و هو مُنغمس في إيمانه إلى قمة رأسه فمعنى ذلك أنّه مغفّل أو مخادع. - علي الوردي