فالمضطر في لحظات الكربة و الضيق لا يجد له ملجأ إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر و السوء ذلك حين تضيق الحلقة، و تشتد الخنقة، و تتخاذل القوى، و تتهاوى الأسناد؛ و ينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجرداً من وسائل النصرة و أسباب الخلاص. لا قوته، و لا قوة في الأرض تنجده. و كل ما كان يعده لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلى؛ و كل من كان يرجوه للكربة قد تنكر له أو تولى.. في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث و النجدة، و يتجه الإنسان إلى الله و لو كان قد نسيه من قبل في ساعات الرخاء. فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه. هو وحده دون سواه. يجيبه و يكشف عنه السوء، و يرده إلى الأمن و السلامة، و ينجيه من الضيقة الآخذة بالخناق. سيد قطب