مع كلّ حبّ، علينا أن نربّي قلوبنا على توقّع احتمال الفراق، والتأقلم مع فكرة الفراق قبل التأقلم مع واقعه، ذلك أنّ شقاءنا يكمن في الفكرة. ماذا لو جرّبنا الاستعداد للحبّ بشيء من العقل؟ لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يوميّة على الصبر على من نحبّ؟ لو قاومنا السقوط في فخاخ الذاكرة العاطفيّة، التي فيها قصاصنا المستقبلي؟ أن نَدخل الحبّ بقلب من «تيفال» لا يعلق بجدرانه شيء من الماضي. أن نذهب إلى الحبّ كما نغادره دون جراح، دون أسًى، لأنّنا محصَّنون من الأوهام العاطفيّة؟ ماذا لو تعلّمنا ألاّ نحبّ دفعة واحدة، وألاّ نُعطي أنفسنا بالكامل؟ أن نتعامل مع هذا الغريب لا كحبيب، بل كمحتلٍّ لقلبنا وجسدنا وحواسّنا؟ ألاّ يغادرنا احتمال أن يتحوّل اسمه الذي تنتشِي لسماعه حواسّنا، إلى اسم من أسماء الزلازل أو الأعاصير التي سيكون على يدها حتفنا وهلاكنا؟ - احلام مستغانمي
حاولت أن تخفي عن الجميع دمارها الداخلي. كان يلزمها إعادة إعمار عاطفي، كأنّها مدينة مرّ بها هولاكو، فأهلك كلّ ما كان جميلاً فيها. عزاؤها أنّها استطاعت أن تنقذ من الدمار كرامتها... وذلك الشيء الذي لم تمنحه إيّاه. استيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة، كأنّ شيئًا ممّا حدث لم يحدث. لقد عاشت سنتان مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر. كؤلئك السحرة الذين يخرجون من قبّعاتهم... حَمامًا... وأوراقًا نقديّة. لكن لا الحمام يمكن الإمساك به، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق. لقد ترك لها ثروة الذكريات.. بينما كانت تتوقّع أن يهديها مشاريع حياة. - احلام مستغانمي
لتُشفى من حالة عشقية، يلزمك رفات حبّ،لا تمثالاً لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق ،مُصرّاً على ذيَاك البريق الذي انخطفتَ به يوماً. يلزمُك قبر و رخام ، و شجاعة لتدفن من كان أقرب الناس إليك. - احلام مستغانمي
الحبّ إغداق لا إنفاق ، لأنّ مقياسه القلب لا الجيب . لذا الفراق يفقر العاشق الكريم ، حتى ينتهي به الأمر إلى أن يعيش على ذكرى عطائه، مواسيًا نفسه بها ، كما لو كانت غنيمة حبّ . لذا هو لا ينسى إلاّ متأخّرًا ، لأنّه يشقى بما لم يعطِ ، أكثر من شقائه بما أُعطي من ألم . - احلام مستغانمي
نحن لا نشفى من ذاكرتنا . ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا. - أحلام مستغانمي
لقد صنعت اليابان معجزاتها بعقلها، وصنعنا كوارثنا جميعها بعواطفنا. ماذا لو أعلنّا الحبّ كارثة طبيعيّة بمرتبة إعصار أو زلزال أو حرائق موسميّة؟! لو جرّبنا الاستعداد لدمار الفراق بتقوية عضلة قلبنا الذي صَنعَتْ سذاجتَه وهشاشتَه الأغاني العاطفيّة، والأفلام المصريّة التي تربّينا عليها؟! كما المباني اليابانيّة المدروس بناؤها ليتحرّك مع كلّ هزّة، علينا أن نكتسب مرونة التأقلم مع كلّ طارئ عشقيّ، والتكيّف مع الهزّات العاطفيّة، وارتجاجات جدران القلب، التي تنهار بها تلك الأشياء التي أثّثنا بها أحاسيسنا، واعتقدنا أنّها ثابتة ومسمّرة إلى جدران القلب.. إلى الأبد. (احلام مستغانمي)
استيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة ، كأنّ شيئًا ممّا حدث لم يحدث . لقد عاشت سنتين مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر . كأولئك السحرة الذين يٌخرجون من قبّعاتهم حَمامًا.. وأوراقًا نقديّة . لكن لا الحمام يمكن الإمساك به ، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق . لقد ترك لها ثروة الذكريات ، بينما كانت تتوقّع أن يهدي لها مشاريع حياة . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
جاء عيد الحب إذن.. فيا عيدي وفجيعتي ، وحبي وكراهيتي ، ونسياني وذاكرتي ، كلّ عيد وأنت كلّ هذا.. للحب عيد إذن.. يحتفل به المحبّون والعشّاق ، ويتبادلون فيه البطاقات والأشواق ، فأين عيد النسيان سيّدتي ؟ هم الذين أعدّوا لنا مسبقاً تقويماً بأعياد السنة ، في بلد يحتفل كلّ يوم بقديس جديد على مدار السنة.. أليس بين قدّيسيهم الثلاثمائة والخمسة والستين.. قديس واحد يصلح للنسيان ؟ مادام الفراق هو الوجه الآخر للحب ، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق ، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان يضرب فيه سُعاة البريد عن العمل ، وتتوقّف فيه الخطوط الهاتفيّة ، وتُمنع فيه الإذاعات من بثّ الأغاني العاطفية.. ونكفّ فيه عن كتابة شعر الحب ! منذ قرنين كتب فيكتور هوغو لحبيبته جوليات دروي يقول : كم هو الحب عقيم ، إنه لا يكف عن تكرار كلمة واحدة أحبك وكم هو خصب لا ينضب : هنالك ألف طريقة يمكنه أن يقول بها الكلمة نفسها .. دعيني أدهشك في عيد الحب.. وأجرّب معك ألف طريقة لقول الكلمة الواحدة نفسها في الحب.. دعيني أسلك إليك الطرق المتشعّبة الألف ، وأعشقك بالعواطف المتناقضة الألف ، وأنساك وأذكرك ، بتطرّف النسيان والذاكرة . وأخضع لك وأتبرأ منك ، بتطرّف الحرية والعبودية.. بتناقض العشق والكراهية . دعيني في عيد الحب.. أكرهك.. بشيء من الحبّ . (ذاكرة الجسد 1993) (احلام مستغانمي)
إن في الحب كثيرًا من التلصّص والتجسّس والأسئلة ، و الفضول لا يزيدك إلا تورطًا عشقيّاً . وهنا تكمن مصيبة العشاق ! - أحلام مستغانمي
لا تنازلي رجلاً بتقديم مزيد من التنازلات. في التبضّع، كما في الحبّ، الرجل لا يحبّ التنزيلات، يريد ما ندر وغلا. (نسيان كم) - أحلام مستغانمي
كلّ ليلة أترك دفتري مفتوحاً على صفحة بيضاء وأرفع عن قلمي الغطاء فأنا أدري أنه بينما أخلد إلى النوم يواصل قلبي الكتابة إليك . - أحلام مستغانمي
كان يحبّ الجاذبيّة الآسرة للبدايات، شرارة النظرة الأولى, شهقة الانخطاف الأوّل.كان يحبّ الوقوع في الحبّ.ما كان مولعًا بصيد النساء، إنّما برشف رحيق الحياة، وبذلك الفضول الجارف الذي يسبق الحبّ. (الأسود يليق بك) - أحلام مستغانمي
يا لجوعي إليك بعد فراق ، ساعة رمليّة ،تتسرّبُ منها في قبلةٍ واحدة ، كلّ كثبان الإشتياق . - أحلام مستغانمي
الحبّ لا يعيش إلاّ برئتيه القرب والبعاد. يحتاجهما معًا ليحيا.... كلوح رخامي يحمله عمودان إن قرّبتهما كثيرًا اختلّ التوازن وإن باعدتهما كثيرًا هوى اللوح... هذا ما اكتشفه اليونانيّون قبلنا بقرون... ولا أعرف للحبّ تعريفاً أصدق ! - أحلام مستغانمي
يسألونك ماذا تعمل ..لا ماذا كنت تريد أن تكون ، يسألونك ماذا تملك ..لا ماذا فقدت.يسألونك عن أخبار المرأة التي تزوجتها..لا عن أخبار تلك التي تحبها .يسألونك ما اسمك ..لا ما إذا كان هذا الاسم يناسبك ،لذا تعوّدت أن أجيب عن هذه الأسئلة بالصمت .فنحن حين نصمت نجبر الاخرين على تدارك خطئهم. فوضى الحواس - أحلام مستغانمي
وكنت أحسب حساب الليل وأخاف من ظلال أعمدة النور، وكنت أتهيب صوت الريح إذا ما عبثت في الباب... وكنت أرتاب من النوافذ المشرعة، وترعبني الستائر المتحركة.. وكنت ألوذ بصوتك وأحتمي بإحتمالات رجوعك، وكنت أمحو فخ الفراق من مخيلتي وأرسم فوقه وجها له ملامح التمني، وكنت أمشي نحوك ما بقيت أقدامي طوع قلبي، وكنت طوال الحب، طوال الخيبة، طوال اليأس... مُتعبة!!. - إلهام المجيد
لدينا جميعاً أحلام ، لكن لنحقق هذه الأحلام ، يتطلّب ذلك كماً مروّعاً من الإصرار ، الانضباط والجهد. - جيسي أوينز
وعتاب ليس بذي نفع، وترقب ليس بذي جدوى.. و نهارات شتى تبدأ من صوب الرجاء وتنتهي إلى سبيل العوض! و قلبك قد تمكن منه الفراق وقلبي وقد لحق بالأثر، وليل آسر بما له من سطوة، وجدران بما تملك من صلابة، و التفاتة هشة هشة، و سكون له ظلال وجسد، و اقدام ثبات الزوايا، و صدر متسع للتعب!!. - إلهام المجيد
غطِ عين الغياب، غطِ وجه الفراق لو أستطعت بالف كف ولن تبريك النوايا ولن يشفع لك قلب، فانت مع سبق الاصرار بعيد وانت مع الاعذار بعيد، وانت مع الفِرار بعيد، وانت مع شهادة القلب لصالح القلب بعيد، وانت مع عطف الرجاء بعيد، وانت مع النفس إن طابت بعيد، وانت مع وعدك بالرجوع الف بعيد!. - إلهام المجيد
و نحن من نمسح الوجوه بالغياب لا الوجوه بالوجوه! و نحن من نتجرع مرارة الصمت عوضا عن حلاوة العتب، و نحن من نرجح شوك الدرب على ترف الخاطر الغَضّ، و نحن من نمرر الرسائل الجَزُل بدلا عن حرف أسف واحد، و نحن من نوثق عرى الخصام دونما احتساب فارق النَزْعِ، و نحن من ننتقي الفراق من بين ألف دَأْب!. - إلهام المجيد