أظن أن البشر ينقسمون إلى نوعين؛ أولئك الذين يهربون من الماضي وأولئك الذين يهربون إليه. - سنان أنطون
أتذكر يا صديقي الأيام الخوالي حين كان البث التلفزيوني بقناتين فقط ؟ و ينتهي بعد منتصف الليل بساعة أو أكثر ؟ ويختتم بالسلام الجمهوري وبعدها يظهر ما كنا نسميه "النمش"؟ تلك النقاط الرمادية و البيضاء المتذبذبة و كلها تتدرب على لفظ حرف الشين ، هناك مساحات في ذاكرتي و حتى حياتي ينقطع فيها "البث." أحياناً حتى النقاط الرمادية و البيضاء تختفي هي الأخرى ، و يختفي صوت ال"شششش" ويطغى السواد ، فلا صوت و لا ألوان. - سنان أنطون
أصعب لحظة هي لحظة الاصطدام باليقظة حين يرن المنبه وأدرك بأن علي أن أبدأ استعداداتي للعودة إلى الماراثون الإجباري ، حتى أسوأ الكوابيس بشاعة يظل فيه أمل اليقظة ، لكن لا يمكنني أن أستيقظ من اليقظة نفسها ومن هذا الكابوس الأبدي. - سنان أنطون
كل هذِه المُفردات تخنقني كأنّها مسامِير صدِئة في رئتَيْ : شيعي، سُنّي، مسيحي، صُبّي، يزيدي، كتابِي، رافضِي، ناصبي، كافر، يهودي، لو أنّ بإمكانِي أنْ أمحوها كلّها ، أو أُفخّخ اللغة وأفجّرها كيْ يستحِيل استخدامُ هذه المُفرداتْ. - سنان أنطون
ورأى قلبهُ يطِير أمامَه كلّما مرّتْ هيَ أمامَه ، أو كُلّما مرَّ ذِكرُها في بالِه. - سنان أنطون
لقد تعبت معظم القلوب فهربت من أجساد أصحابها، وتركت خلفها كهوفاً تنام فيها الوحوش. - سنان أنطون
بابٌ أنا مذ كبّلتني الخرائط وأنتِ , أنت شبّاك يراقب الدنيا دون أن يغمض ستائره , كلانا يحمل عبء الجدار لكن إذا حاولنا التقارب تهدّم البيت وحذفنا بعضنا البعض أنقاضاً. - سنان أنطون
استقرت غيمتان سوداوان خلف عيني لم تبخلا في ترجمة أحزاني كلما نطق. - سنان أنطون
الحياةُ التي نعيشُهَا، كتَابٌ ذو صفَحَاتٍ كثيرَة، خُطّت عليها مُعاناةٌ وأحزانْ. أكثرُ من البهجةِ والفرح. - أليكسندر تشيخوف
كل ما أعرفه هو أنني تعبتُ من نفسي ومن كل شيء، وبأن قلبي ثقب يمكن المرور عبره لكن يستحيل البقاء فيه. - سنان أنطون
و الأهم أن كل الصلوات ستصل إلى الله في نهاية الأمر مهما كانت اللغة أو المذهب. - سنان أنطون
السؤال يؤرقني : هل يمكن لشخص " انهار " أن يعود إلى ما كان عليه ؟ صاغ سليم ؟ لا أعرف .. طالما تخيلت أنني بناية انهارت وهي تحاول أن تعيد ترميم نفسها , حجراً حجراً , جداراً جداراً , طابقاً طابقاً .. تحاول أن تسترجع بنيانها وتفاصيلها قدر الإمكان , ولك أن تتخيل الجهد والوقت الذي يتطلبه كل هذا , وعليك أن تقنع أولئك الذين كانوا يسكنون في البناية أنهم يمكن أن يعودوا إليها ليعيدوا إليها الحياة ويواصلوها , نعم , هناك من كان يعيش فيّ , وبعضهم لن يعود أبداً , بالطبع لأنه مات بسبب الانهيار , وسيهجرك الكثيرون بعد أن تنهار. - سنان أنطون
غالباً ما افشل في تعاملي مع البشر وافضل الكتب، لأنها لا تجرح ولا تخون. - سنان أنطون
اصهر أحزانك كلها، واصنع منها رمحًا، وابحث عن ساعد قويّ، ليصوّبه إلى قلبك. - سنان أنطون
أيام مستقبلنا تقف أمامنا مثل صف من الشموع الصغيرة المضاءة , شموع صغيرة , حيوية , ذهبية , دافئة , والأيام الماضية تظل وراءنا , طابور حزين من الشموع المطفأة , والأقرب إلينا ما زال دخانها , شموع باردة , ذائبة , محنية , لا أريد أن أنظر إليها , شكلها يحزنني ويحزنني أن أستعيد نورها الأول , أنظر أمامي إلى شموعي المضاءة , لا أريد أن ألتفت لكي لا أرى وأرتعد لمرأى الطابور المظلم وهو يطول , والشموع المطفأة تتكاثر. - سنان أنطون
احب الخريف , قالت لي ، ومن يومها وانا اتساقط. - سنان أنطون
في السماء تنحني الأعمدة , تبحث عما يستحق الإضاءة , لكن الشوارع مكتظة بالفراغ. - سنان أنطون
هناك احزان لا تُترجم. - سنان أنطون
اكتبْ قصّة عن شاب عمل بائعآ في دكان، عن طالب رُبّي على تبجيل أصحاب الرتب، و تقبيل أيدي القساوسة، و الإذعان لأفكار الآخرين، و عُوقب بالضرب أكثر من مرّة، و يحب أن يتغذّى على موائد الأقارب الأغنياء، و يُداهن اللّه و الناس من دون أيّ داعٍ سوى إحساسه بتفاهته. . صِفْ كيف يعتصر هذا الشاب العبوديّة من نفسه قطرة قطرة، و كيف استيقَظ ذات صباح فشعر بأنّ الدّم الذي يجري في عروقِه ليس دم عَبد، بل هو دم إنسان حقيقيّ. - انطون تشيخوف
الحياة لا تكون إلا في العز .. أما العيش فلا يفرق بين العز والذل. - أنطون سعادة