مَنْ أنا يا أصدقائي ؟ أيّها الرّاؤون والمُسْتَضْعَفون , ليتَني أقدِرُ أن أخرُجَ من جلديَ لا أعرفُ مَنْ كنتُ ؟ ولا مَن سأكونْ؟ - أدونيس
أقول وأكرر، شعري شجرة ليس بين الغصن والغصن، الورقة والورقة إلا أمومة الجذع .. أقول وأكرر، الشعر وردة الرياح، لا الريح بل المهبّ، لا الدورة بل المدار. - أدونيس
أهِيَ البَراءةُ والخطيئةُ في سريرٍ واحد ؟ أَهِيَ الشَّبَكَةُ لا تَصيدُ إلاّ نفسَها ؟ خُذ بيديها أيّها الموج. - أدونيس
كنت لا أجد فرقاً بين جسدٍ برأس يحمل أغصاناً نسميه شجرة، وجسد برأسٍ يحمل خيوطاً رفيعة نسميه إنساناً. - أدونيس
الإقامة أينما كنا مؤقتة غير أنها دائمة في الشعر. - أدونيس
حين يرفض الشاعر الجواب السائد فإنه يرفض موقفاً ثقافياً ومسلكياً بكامله ، أي يرفض نظاماً أخلاقياً ، ورفض النظام الأخلاقي - الثقافي يتضمن رفضاً لأساسه الاقتصادي - الاجتماعي ، هذا الرفض يخلق الفوضى ، فهو مشروع لهدم النظام القائم ، ومن هنا يرفضه النظام القائم ويحاربه. - أدونيس
لها، هُنا النوافذ ، الوسادةُ الكتابُ والمجامرُ العتيقةُ الراسمةُ الأفقَ بقوس قُزَحِ بالفرحِ، تنتظرُ وتسهرُ مثليَ ، مثل بيتها تنتظرُ وتسهر. - أدونيس
حسناً سأخرجُ من وحدتي لكن، إلى أين ؟ - أدونيس
الكتابة العربية المعاصرة هي في معظمها ، نوع من البحث عن زمن ضائع ، بشكل أو آخر : في الماضي فيستعاد أو في الحاضر فيقبض عليه ، أو في المستقبل فيُنتظر مجيئه ، هذا وجه من وجوه نقصها .. كلا ، - لا البحث عن زمن ضائع ، بل نبش المطموس ، المكبوت ، المهمَّش ، المنسيّ لافي الجماعة وحدها ، لافي التاريخ وحده ، وإنما في الذات أيضاً ، نبشُهُ ، واستنطاقه : بهذا نواجه الحرية ، ومسؤولية الحرية ، وفي ضوء هذه المواجه ، تكمن رؤية طريق ما. - أدونيس
إعتقاد الإنسان بأنه يمتلك الحقيقة هو مصدر كل قمع، فهذا الاعتقاد يعتقل العقل: عقل الذات، وعقل الآخر، ذلك أن كلّ اعتقاد من هذا النوع هو بالضرورة إرادة سياسية، وممارسة القوة المرتبطة به، إنما هي الإرهاب والطغيان، بل ربما أصبح قتل الآخر بالنسبة الى الذات التي تعتقد هذا الاعتقاد، جزءاً لا تكتمل إلا به، لأنه يمثل لها الانسجام ويمثل السلام والخلاص. - أدونيس
الإنسان يموت، لكنه أبقى من القبر. - أدونيس
حاكيتُ العناصرَ وفشلتُ , إلّا في محاكاة النّار. - أدونيس
فالجنونُ يبدأُ عندما لا يعودُ المحبُ قادراً على الكلام، أي عندما يخونه الكلام، ولهذا كانت لحظة اللقاء الخاطف بين الجنون والكلام، بين جنونٍ يتكلم وكلامٍ يُجنُّ - هي لحظةُ التعبير، أو لحظة الشعر بامتياز، وهي لحظة نادرة. - أدونيس
الكتابة ، بالنسبة إليّ هي هذا البحث السري الغامض من أجل أن نقول ما ننتظره ، وقراءة هذه الكتابة هي كذلك بحث سري ، لا يُدرك من هذا الذي ننتظره إلا الشبح ، كأننا ، كتاباً وقرّاء ، نبحث في النص الفني عما لا يمكن أن نجده ، أو كأننا نريد أن نبلغ ما لا يمكن بلوغه. - أدونيس
أيها البحر يا صديق الجرح ، أيها الجرح يا صديق الملح ، أيها البحر الأبيض ، أيها الفرات يا أياماً بلا رقم ، أيها العاصي يا سريراً بلا طفل ، وأنت يا بردي _ لقد شربتكِ جميعاً وما ارتويت ، لكنّي تعلمت الحب ، ووحده اليأس جدير بالحب. - أدونيس
وحين نقول بتجاوز الماضي فإننا نعني ، تحديداً ، تجاوزاً لتصورات معينة للماضي ، أو لفهم معين ، أو لبنى تعبيرية معينة ، أو لعلاقات معينة ، أو لمعايير وقيم معينة ، ولا يعني اطلاقاً أننا ننفك وننفصل عنه ، كأنه أصبح عضواً ميتاً زال وتلاشى .. فهذا محال عدا أنّ القول به جهل كامل ، لا بالماضي وحده ، بل أيضاً ، بطبيعة الإنسان ، وطبيعة الإبداع. - أدونيس
لكلمة ليل بَشَرةٌ حين لامستُها اليوم شعرتُ كأنني أُلامِسُ جسدي. - أدونيس
في السنوات الخمسين الأخيرة، أخذت العلاقة بين المواطن العربي والسلطة، تتأسس على إنعدام الثقة: المواطن لا يثق بسلطته التي فُوِّض إليها أمرُ حياته وثقافته، والسلطة لا تثق بهذا المواطن الذي يدفع الضرائب ويُدافع عن وطنه، تحولت العلاقة بينهما فأصبحت مسألة ((أمنية)) في المقام الأول، صار الهاجس الأول للسلطة هو أن ((تحميَ)) نفسها حمايةً كاملة، وبمختلف الوسائل، من عدوان المواطن، تقابلها عند المواطن ((ثقافة الاحتماء)) من عدوان السلطة، سواء بالصمت، أو البُعد والانعزال عن السياسة، أو بالنفاق والتزلف، بشكلٍ أو آخر، قليلاً أو كثيراً. - أدونيس
بين أَفضل هوايَاته: أن يتقرَّى كلّ يومٍ قُبيلَ نَومه تجاعيدَ أَحلامه. - أدونيس
تكرار الموروث كمثل نفيه ، أو لنقل التكرار نوع آخر من النفي ، وهؤلاء الذين يكررون الماضي ، لا يقومون في الواقع إلا بنفيه ، فليس تكرار الأصول أو اجترارها هو ما يجعل الإنسان مرتبطا بالأصول ، بل نقدها والحوار معها ، فما يؤصل الإنسان يكمن في المساءلة المستمرة للأصول. - أدونيس