دهمها إحساس بالفقر لافتقارها إلى قناع . كان عليها أن تسرق منه أحد أقنعته . الجميع حولها يملك أكثر من وجه ، وهي تواجه الحياة سافرة . إنها تطالب بحقها في امتلاك قناع . القناع كان سيوفّر عليها كثيرا من الخسارات ، والنضالات ، والآلام ، ويعفيها من ضريبة الحياء ، ويخفي عن الآخرين ما ترك البكاء من أثر في وجهها .(الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
لا يدري إن كان يحبّها. ما يدريه أنّها « تنقصه » كلّ يوم أكثر ، وهذا المساء أيضًا لا شيء منها يأتي ، لا شيء منه ينتظرها . أضحى غيابها طويلًا كمكيدة ، عميقًا صمتها كطعنة ، لكنه يرفض أن يستلّ خنجرها . يحتفظ به مغروسًا في مكانٍ ما من جسده.. يتفقّد بين الحين والآخر موضعه ، ذلك أنّه لم يحدث قبلها أن طعنته امرأة في كبريائه . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
استيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة ، كأنّ شيئًا ممّا حدث لم يحدث . لقد عاشت سنتين مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر . كأولئك السحرة الذين يٌخرجون من قبّعاتهم حَمامًا.. وأوراقًا نقديّة . لكن لا الحمام يمكن الإمساك به ، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق . لقد ترك لها ثروة الذكريات ، بينما كانت تتوقّع أن يهدي لها مشاريع حياة . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ . كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج ( المكتوب ) . لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما . ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره ، ليأخذ هذا الشخص دون سواه ، بهذه الطريقة لا بأخرى ، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت . لكن الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين ، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه ، ويصفوا لنا سحره وأهواله ، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه ، لوجه الله .. أو لوجه الأدب . (من كتاب نسيان.كم) - احلام مستغانمي
أجمل لحظة في الحبّ هي ما قبل الاعتراف به . كيف تجعل ذلك الارتباك الأوّل يطول . تلك الحالة من الدوران التي يتغيّر فيها نبضك وعمرك أكثر من مرّة في لحظة واحدة.. وأنت على مشارف كلمة واحدة . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
وضع قبلة على عنقها ، كما لو كان يلفّها بشال من القُبل ، أو كمن يقبّل عنق فراشة دون المساس بجناحيها . كانت فصاحة رجولته تكمن في دقّة انتقائه لموضع القُبل التي يرصّع بها أنوثتها ، بخبرة جواهرجي . قرأ مرّة نصيحة نسائيّة لشانيل « تعطّري حيث تودّين أن يقبّلك رجل » . أجمل منها وصفته : أن يضع الرجل قبلة حيث تودّ امرأة أن تتعطّر ، تاركًا خلفه كيمياء قُبل من شذىً وأذىً ، ومن مكرٍ وعنبر ، لا نجاة لامرأة من عبقها . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
هو طاعن في المكر العاطفي ، ويعرف كيف يُسقط أنثى كتفّاحة نيوتن في حجره . لكنّه يريدها أن تنضج على غصن الانتظار . سيغدق عليها المفاجآت ، حيثما تكون ستدركها وروده ، لكن صوته لن يصلها بعد اليوم . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
الفشل مُعدٍ تمامًا كالنجاح ، والسعادة معدية تمامًا كالكآبة... وحتى الجمال معدٍ. إنّ رجلاً جميلاً وأنيقًا ينقل لك عدواه ويُجبرك على أن تضاهيه أناقة حتى لا تخسرينه، وألاّ تُهملي مظهرك حتى لا تبدين غير أهل له. لذا عليك قبل أن تُقبلي على حبّ رجل، أن تدركي العيوب التي ستنتقل إليك بعد الآن . . بحكم العدوَى. (الأسود يليق بك) - احلام مستغانمي
سعادتها كانت دائمًا سريعة العطب ، كأجنحة الفراشات . كلّما حاولت الإمساك بألوانها ، انتهت بهجتها غبارًا بين أصابعها . - الأسود يليق بكِ - احلام مستغانمي
كان يحبّ الجاذبيّة الآسرة للبدايات، شرارة النظرة الأولى, شهقة الانخطاف الأوّل.كان يحبّ الوقوع في الحبّ.ما كان مولعًا بصيد النساء، إنّما برشف رحيق الحياة، وبذلك الفضول الجارف الذي يسبق الحبّ. (الأسود يليق بك) - أحلام مستغانمي