كان يعتقد أنّه يمتلك ثقافة البهجة ، بينما تملك هي ثقافة الحزن ، ولا أمل في انصهار النار بالماء . فكيف انقلبت الأدوار ، وإذ بها هي من يشتعل فرحًا ، بينما شيء منه ينطفئ ، وهو يتفرّج عليها تغنّي ؟ ربما كان يفضّل لو خانته مع رجل ، على أن تخونه مع النجاح . النجاح يجمّلها ، يرفعها ، بينما اعتقد أنه حين ألقى بها إلى البحر مربوطة إلى صخرة لامبالاته ، ستغرق لا محالة . - احلام مستغانمي (مقتطفات من كتاب الاسود يليق بك)
في تلك المرّة الوحيدة التي جلسا فيها في حديقة عامّة، أصيبت بالذعر حين مرّ بهما أحد المختلّين وهو يتشاجر مع نفسه، ويشتم المارّة ويهدّدهم بحجارة في يده. ظاهرة شاعت بسبب فقدان البعض صوابهم وتشرّد الكثيرين إثر الحرب الأهليّة... وما حلّ بالناس من غُبن وأهوال. ما زالت تضحك لتعليق مصطفى يومها وهو يطمئنها: ـ لا تخافي، نحن هنا في عصمة المجانين... لو داهمتنا الشرطة سأتظاهر بالجنون وأضربك فينصرفوا عنّا... إنّهم لا يتدخّلون إلاّ إذا قبّلتك! (مقتطفات من رواية الاسود يليق بك) - احلام مستغانمي
الحياء نوع من انواع الاناقة المفقودة . شئ من البهاء الغامض الذى ما عاد يُرى على وجوة الاناث. - احلام مستغانمي (من رواية الاسود يليق بك)
الثراء الحقيقي لا يحتاج إلى إشهار الذهب. لا يعنيه إبهار أحد. لذا وحدهم الأثرياء يعرفون بنظرة، قيمة أشياء لا بريق لها. - احلام مستغانمي (من كتاب الاسود يليق بك)
الحب هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان و ينطفئان معاً بعود كبريت واحد ، دون تنسيق أو اتّفاق. - احلام مستغانمي (من رواية الاسود يليق بك)
الحب لا يعلن عن نفسه، لكن تشي به موسيقاه! - احلام مستغانمي (من رواية الاسود يليق بك)
قالت: ظننتُ ان حدادي اعجبك حين قلت الاسود يليق بك. قال:كان يفترض ان اقول بل انك تليقين به ,فالاسود يختار سادته يا سيدتي. - احلام مستغانمي (رواية الاسود يليق بك)
استفاقت ولا أحد . رجل عبرها كقطار سريع ، دهس أحلامها وواصل طريقه بسرعة الطائرات ، فالوقت هو أغلى ما يملك . لا وقت له ليرى ما خلّفه مروره العاصف بحياتها من دمار . أشجار الأحلام المقتلعة ، أعمدة الكهرباء التي قطع الإعصار أنوارًا أضاءت حياتها ، سقف قلبها المتطاير قرميده ، ونومها في عراء الذكريات . احلام مستغانمي (مقتطفات من كتاب الأسود يليق بكِ)
استيقظت على منظر الورود التي ازدادت تفتّحًا أثناء الليل . لولا أنّها تنقصها قطرات الندى لتبدو أجمل ، فهكذا اعتادت رؤيتها في طفولتها في صباحات مروانة الباكرة . تدري أنّ ما من أمل في أن يتساقط الندى على ورود المزهريّات أو يحطّ على مخادع الفتيات الوحيدات ! وحدها الورود التي تنام عارية ملتحفة السماء ، مستندة إلى غصنها، تحظى بالندى . - احلام مستغانمي (من كتاب الاسود يليق بك)
كان دائم البحث عن امرأة تُفقده صوابه. يقوم من أجلها بأعمال خارقة. يمارس أمامها خدعه السحريّة، يضعها في صندوق زجاجي، يشطرها وصلاً وهجرًا إلى نصفين، ثم يعيد بالقُبل جمع ما بعثر منها. ككبار السحرة، يُخفي بحركة ساعة معصمها، ويخطفها لقضاء نهاية أسبوع في فيينا أو البندقيّة. يُلغي من أجلها مواعيد، ويخترع للقاء بها مصادفات. يُخرج لها من قبّعته السحريّة سربًا من حمام المفاجآت، وحبلاً من المناديل الملوّنة، تتمسك بطرفه وترتفع إليه، ففي كلّ ما يُقدِم عليه مع امرأة، ما كان يقبل بغير الحالات الشاهقة والصواعق العشقيّة ! - احلام مستغانمي (الاسود يليق بك)
من مكر الاسود قدرته على ارتداء عكس ما يضمر. - احلام مستغانمي
قرأَت يومًا أنّ راحة القلب في العمل، وأنّ السعادة هي أن تكون مشغولاً، إلى حدّ لا تنتبه معه أنّك تعيس. فهجمت على العمل طمعًا في نسيانه. الأسود يليق بك - احلام مستغانمي
عندما يفترق اثنان لا يكون آخر شجار بينهما هو سبب الفراق . الحقيقة يكتشفانها لاحقًا بين الحطام ، فالزلزال لا يدمّر إلاّ القلوب المتصدّعة الجدران والآيلة للانهيار . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
بعد أشهر من البكاء ، اكتشفت أنها وحدها كانت تسقي بدموعها الغبيّة تلك الشجرة . وأنها خسرت غابة على أمل إنقاذ شجرة .. شجرة ربّما لم تنبت سوى في قلبها . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
كلّ تذكرة سفر هي ورقة يانصيب ، تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر . رقم الرحلة.. رقم البوّابة.. رقم مقعدك.. تاريخ سفرك.. ما هي إلّا أرقامٌ تلعب فيها المصادفة بأقدارك ، يمكن لرحلة لم تحسب لها حسابًا أن تُغيّر حياتك أو تودي بها، أن تفتح لك الأبواب أو توصدها، أن تعود منها غانمًا أو مفلسًا ، عاشقًا أو مُفارقًا . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
الآن وقد خبر كلّ شيء، يحتاج إلى إعادة إعمار روحه ممّا حلّ بها من خراب. حتى الكلمات تتطلّب منه إعادة نظر: الوطن ، الشهيد ، القتيل ، الضحيّة. الجيش ، الحقيقة. الإرهاب ، الإسلام ، الجهاد ، الثورة ، الكفّار: أتعبته اللغة... أثقلته... يريد هواءً نظيفًا لا لغة فيه... لا فصاحة... لا مزايدات... كلمات عاديّة، لا تنتهي بفتحةٍ أو ضمّةٍ أو كسرةٍ.. بل بسكون ... يريد الصمت. (الأسود يليق بك) - احلام مستغانمي
في الحبّ ، كلّ هبة مكيدة ، وكلّ شهقة فرح ، هي مشروع تنهيدة، وكلّ رقم هاتفي يحمل من المكر بعدد أرقامه . تلك الأرقام التي تأبى يدك أن تطلبها.. وترفض ذاكرتك أن تنساها . (الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
يوم كان العشّاق يموتون عشقًا ، ما كان للحبّ من عيد . اليوم أَوجد التجّار عيدًا لتسويق الأوهام العاطفيّة ، غير معنيّين بأنّهم بابتداع عيد للحبّ يُذكّرون غير العشاق بخساراتهم ، ويقاصصونهم بفرح الآخرين . إنّه في الواقع أكثر الأعياد تجنّيًا !(الأسود يليق بكِ) - احلام مستغانمي
السعادة ليست في ماتملك.. لكن الشقاء في ما لا تملك. غالباً ليس بإمكان ما تملكه أن يصنع سعادتك.. بينما ما تفتقده هو الذي يصنع تعاستك . الأسود يليق بك - احلام مستغانمي
أطيلي صلاتك حتى لا تعودي تنتبهين إلى من سرق قلبك ، إن كان أخذه.. أم ردّه . كلّما أقبلت على الله خاشعة صَغُرَ كلّ شيء حولك وفي قلبك . فكلّ تكبيرة بين يدي الله تُعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر ، تُذكّرك بأن لا جبّار إلاّ الله ، وأنّ كلّ رجل متجبّر ، حتى في حبّه ، هو رجلٌ قليل الإيمان متكبّر . فالمؤمن رحوم حنون بطبعه لأنّه يخاف الله (مقتطفات من كتاب نسيان.كم) - احلام مستغانمي