في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسَمَّيها نضجاً , لا نكون متفائلين ولا متشائمين , أَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية الأشياء بأضدادها , من فرط ما التبس علينا الأمر بين الشكل والجوهر , ودرَّبنا الشعورَ على التفكير الهادئ قبل البوح , للحكمة أسلبُ الطبيب في النظر إلى الجرح , وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أَين نحن منَّا ومن الحقيقة نسأل : كم ارتكبنا من الأخطاء ؟ وهل وصلنا إلى الحكمة متأخرين .. لسنا متأكدين من صواب الريح , فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ شيء متأخرين , حتى لو كان هنالك
من ينظرنا على سفح الجبل , ويدعونا إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين لا متفائلين ولا متشائمين , لكن متأخرين. - محمود درويش